الكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي متقدم  قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر
آخر تحديث GMT18:54:18
 العرب اليوم -

الكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي متقدم قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي متقدم  قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر

صورة من (unsplash) تعبر عن الذكاء الاصطناعي
أوكلاند ـ العرب اليوم

لقد دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية من أوسع أبوابها، متجاوزًا دوره التقليدي في تحليل البيانات، فمن خلال إدماجه في هواتفنا وأجهزتنا، ووجود تطبيقات مثل (ChatGPT)، و(Gemini) لتوليد النصوص والمواد المرئية بات الذكاء الاصطناعي يشكل جزءًا لا يتجزأ من تفاعلاتنا اليومية، ويساهم في تشكيل طريقة تفكيرنا وعملنا وحتى حياتنا الاجتماعية.
ومع هذا التغلغل المتزايد، يطرح الباحثون سؤلًا مهمًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على البيانات وتحليلها، أن يفهم مشاعرنا المخفية وراء النصوص التي ننشرها عبر الإنترنت؟

للإجابة عن هذا السؤال، أجرى مجموعة من الباحثين في جامعة (أوكلاند) Auckland في نيوزيلندا، دراسة جديدة لاستكشاف قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم المشاعر الإنسانية المعقدة من النصوص المنشورة عبر الإنترنت.
وقد اختار الباحثون منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا) كنموذج لتحليل كيفية ارتباط المشاعر المعبر عنها في المنشورات بقرارات الأفراد في العالم الواقعي، مثل قرار التبرع للمؤسسات الخيرية.
استخدام المشاعر لتوجيه السلوك:
لطالما اعتمد الباحثون على طريقة تقليدية لتقييم المشاعر، وهي تصنيف الرسائل إلى إيجابية أو سلبية أو محايدة، ومع ذلك لا تستطيع هذه الطريقة أن تعكس التعقيد الكامل للمشاعر المعبر عنها في النصوص، لأن لمشاعر البشرية تتجاوز هذه التصنيفات، وتتنوع في درجاتها ونوعياتها، مما يؤثر بنحو كبير في سلوكنا واتخاذ قراراتنا، فعلى سبيل المثال، قد يبدو أن الغضب والإحباط وجهان لعملة واحدة، ولكنهما يختلفان اختلافًا كبيرًا في تأثيرهما في سلوك الأفراد، خاصة في بيئات العمل، فغضب العميل قد يؤدي إلى نتائج أكثر خطورة مقارنة بإحباطه.

ولتجاوز محدودية هذه الطرق التقليدية، طور الباحثون نموذج ذكاء اصطناعي متقدمًا، يستند في عمله إلى (المحولات) Transformers، وهي نوع من الشبكات العصبية العميقة التي حققت تقدمًا كبيرًا في مجال معالجة اللغة الطبيعية، إذ تتميز بقدرتها على التعامل مع العلاقات المعقدة بين الكلمات في الجملة، مما يجعلها أدوات قوية لفهم المعنى والسياق.
ولتحسين دقة النموذج، دربه الباحثون على مجموعة واسعة من البيانات التي تتضمن ملايين الجمل المعبر عنها بمشاعر مختلفة، وبفضل هذا التدريب المكثف، أصبح النموذج قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر، مثل الفرح، والغضب، والحزن، والاشمئزاز والخوف.
ثم استخدم الباحثون هذا النموذج لاكتشاف المشاعر الدقيقة التي يعبر عنها المستخدمون في منشوراتهم عبر منصة (X)، وقد حقق النموذج دقة مذهلة بلغت 84% في اكتشاف المشاعر من النص، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم السلوك البشري وتحليل الرأي العام، كما يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف في تطوير الكثير من المجالات: مثل التسويق، وخدمة العملاء، والرعاية الصحية والتعليم.

وقد أظهرت النتائج أيضًا علاقة قوية بين المشاعر المعبر عنها في التغريدات وسلوك الأفراد في الحياة الواقعية، فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون أن التعبير عن الحزن في التغريدات مرتبط بزيادة في التبرعات لبعض المؤسسات الخيرية، بينما كان الغضب مرتبطًا بزيادة في التبرعات لمؤسسات أخرى.
التحديات الأخلاقية لتطور الذكاء الاصطناعي:
تُعدّ القدرة على تحديد المشاعر بدقة أمرًا بالغ الأهمية في العديد من القطاعات مثل: التسويق والتعليم والرعاية الصحية. ففي عالم رقمي يتزايد فيه التفاعل عبر الإنترنت، يمكن للشركات التي تفهم مشاعر عملائها أن تصمم منتجات وخدمات تلبي احتياجاتهم بنحو أفضل، مما يزيد من ولائهم ورضاهم.

التسويق: يمكن للشركات استخدام تحليل المشاعر لتقييم ردود فعل العملاء على المنتجات والإعلانات، وتصميم حملات تسويقية أكثر فعالية.
خدمة العملاء: يمكن لروبوتات الدردشة التي تستخدم تقنيات فهم المشاعر التعامل مع استفسارات العملاء بطريقة أكثر تعاطفًا وفعالية.
الرعاية الصحية: يمكن استخدام تحليل المشاعر لتشخيص الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، من خلال تحليل النصوص المكتوبة والمسموعة.
الأبحاث الاجتماعية: يمكن استخدام هذه التقنيات لدراسة الرأي العام حول قضايا معينة، وتحديد الإستراتيجيات التي تساعد في توجيه الرأي العام.
وقد أثبت نتائج الدراسة أن هذا الأمر ينطبق بنحو خاص على مجال جمع التبرعات، إذ تمكنت المشاعر المعبر عنها في النصوص التسويقية لبعض المؤسسات الخيرية في توجيه قرار المستخدمين بالتبرع.
ولكن لا يقتصر الأمر على اكتشاف المشاعر من النصوص المكتوبة فقط، بل يتجه الباحثون نحو بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم المشاعر بدقة وشمولية، وذلك من خلال إدماج هذه التقنية في بيانات أخرى كالصوت وتعابير الوجه لرسم صورة عاطفية أكثر شمولًا.
تخيل عالمًا يمكن فيه للأجهزة قراءة أفكارنا ومشاعرنا بسهولة كما نقرأ كتابًا، قد يبدو هذا الأمر من عالم الخيال العلمي، ولكنه أصبح واقعًا الآن بفضل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي. فبفضل التقنيات الحديثة، أصبح من الممكن الآن تحليل النصوص المكتوبة والمسموعة والمرئية لفهم المشاعر والعواطف بدقة متناهية.
ومع ذلك، يجب علينا أن نكون حذرين بشأن الآثار المترتبة على الخصوصية والأخلاقيات مع هذا التطور، إذ قد تُستخدم هذه التقنيات للتلاعب بمشاعر الناس أو انتهاك خصوصيتهم. لذلك، من الضروري وضع قوانين ولوائح واضحة لتنظيم استخدام هذه التقنيات.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ميتا ومايكروسوفت وإكس وماتش تنضم لمعركة إبيك جيمز ضد أبل

ميتا تجلب ميزة تحديث الحالة «نوت» إلى ماسنجر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي متقدم  قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر الكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي متقدم  قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 العرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab