لندن ـ كاتيا حداد
حذر العلماء من تأثير مادة التوكسين الموجودة في الطحالب على ذاكرة أسود البحر، حيث شوهدت مئات من الحيوانات مشوشة على الشاطئ كل عام في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وكان السبب محيرًا للعلماء حتى وقت قريب.
واكتشف العلماء أخيرًا أن حمض الدومويك الذي تنتجه الطحالب البحرية يمكن أن يضر بقدرة أسود البحر على التنقل في المياه وتذكر أماكن العثور على الطعام، ويتراكم هذا الحمض في المحار والأسماك الصغيرة التي تتغذى على الطحالب، وعندما تأكل أسود البحر هذ الأسماك فإنها تصاب بالعدوى مع مستويات عالية من السم، حسبما أفادت به دراسة نشرت في مجلة ساينس العلمية.
وأجرى علماء من جامعة كاليفورنيا ومركز الثدييات البحرية في سوساليتو فحصًا لدماغ أسود البحر مستخدمين اختبارات سلوكية للتحقيق في الظاهرة، وذكر الدكتور بيتر كوك طالب الدراسات العليا حينها في جامعة كاليفورنيا والآن في جامعة إيمور، قائلًا: هذا أول دليل على تغير شبكات الدماغ لدى أسود البحر ما يشير إلى احتمالية معاناة هذه الحيوانات من اضطراب الذاكرة وليس فقط عجزًا في الذاكرة المكانية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان التوكسين هو سبب ما وصفته السلطات البحرية بالوفيات غير المعتادة للآلاف من أسود البحر على شواطئ كاليفورنيا، وزاد عدد الوفيات 10 أضعاف في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، مقارنة بذات الخمسة أشهر من العام 2004 وحتى 2012، حسبما أفادت به الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وتوجد الطحالب السامة عادة في الربيع والخريف قبالة كاليفورنيا لكنها ازدادت في الأعوام الأخيرة، ودرس الدكتور كوك وزملائه 30 نوعًا من أسود البحر في كاليفورنيا الخاضعين للرعاية البيطرية وإعادة التأهيل في مركز الثدييات البحرية، وتم تصوير هذه الحيوانات بالرنين المغناطيسي لقياس آفات الدماغ، وتم إعطائهم اختبارات سلوكية مثل تلك التي تعطى للفئران في متاهة؛ حيث يجب أن يتذكروا أي طريق يذهبوا إليه للحصول على الغذاء كمكافأة.
وتعاني أسود البحر المصابة بالتسمم من حمش الدومويك من أضرار في عملية معالجة الذاكرة، وكلما ساء الضرر كلما قلت احتمالات بقاء هذ الحيوان على قيد الحياة.
وأضاف المؤلف المشارك للدراسة البروفيسور شاران رانغاناس، من جامعة كاليفورنيا: تبحث أسود البحر دومًا عن الطعام بشكل حيوي، وعندما لا تعرف أين هي بالضبط فإن ذلك مشكلة كبيرة.
وكشف الباحثون عن الحاجة إلى مزيد من العمل لفهم مقدار التسمم الذي يسبب تلف الدماغ بمرور الوقت.
أرسل تعليقك