الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل
آخر تحديث GMT23:24:41
 العرب اليوم -

بهدف التغلب على الجفاف الذي يعاني منه البلد

الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل

طيار ومسؤول إماراتي يتفقدات الطائرة التي سيتم إطلاقها لتعزيز سقوط الأمطار
دبي ـ سعيد المهيري

كشف المركز الإماراتي للأرصاد الجوية والزلازل، أحد تقنيات التحكَم الجوية، بهدف التغلب على الجفاف الذي يعاني منه البلد، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتَحدة واحدة من أكثر الدول جفافًا في العالم، وتعاني من نقص المياه. وذلك من قبل متخصصي الأرصاد الجوية مثل سفيان خالد فرح، وتتمثل التقنية في الاعتماد على ست طائرات ذات محركات مزدوجة تنطلق من مطار في مدينة العين في الحافة الشرقية لدولة الإمارات، وتطلق الطائرات 162 مشعلًا محملًا بجزيئات صغيرة جدًا من كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم والملح، وبعد عودة الطائرات من جولتها يمكن مشاهدة أمطار خفيفة تتساقط في معظم أنحاء الإمارات.

الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل
 
وتأمل قيادة دولة الإمارات في تأمين إمدادات المياه للبلاد في ظل ارتفاع درجة حرارتها وتوقعها بمستقبل أكثر جفافا في ظل تغير المناخ، وذلك عن طريق محاولة انتزاع الرطوبة من السحب، وأطلقت الإمارات في شهر كانون الثاني/يناير الجاري جائزة دولية لبحوث تعديل الطقس قيمتها خمسة ملايين دولار لباحثين من ألمانيا واليابان والإمارات العربية المتحدة.
 
وأفاد ماساتاكا كوراكامى من معهد جامعة ناغويا لبحوث البيئة والذى يقود أحد فرق البحث، بأن "هناك عدة تقنيات لتأمين الموارد المائية، ولكن تقنيات تعزيز هطول الأمطار يمكنها انتاج كميات كبيرة من المياه للاستخدام الاصطناعي أو الري بثمن بخس"، وتمثل هذه المزاعم أملا كبيرا بالنسبة لدولة الإمارات، حيث تتلقى الدولة أقل من 100 مليون متر مكعب من هطول الأمطار سنويا ويتم فقدان الكثير منها نتيجة التبخر بسبب الحرارة الشديدة، فضلا عن ندرة أمطار الشتاء، وعلى الرغم من هذه الندرة تعد الدولة واحدة من أكبر الدول في نصيب الفرد في استهلاك المياه في العالم.

الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل
 
ويعتمد المزارعون في الإمارات على الري بالغمر وضخ الكثير من المياه إلى الأرض حتى أن الأرض تغرق بالماء في بعض أجزاء من البلاد، ويتوسع السكان في بناء الحدائق المائية وملاعب الغولف والمساحات الخضراء التي تستنزف احتياطيات المياه الجوفية بسرعة.
 
وينشر فريق موراكامى على مدى الثلاثة أعوام المقبلة أجهزة الاستشعار والخوارزميات لتحديد السحب الواعدة التي يمكن استغلالها، ويدرس فريق ألماني بقيادة البروفيسور "فولكر وولفمير" من جامعة "هوهنهام" تأثير الرياح والتضاريس على تكوين السحب وحركتها، وتقود "ليندا زو" فريق من الباحثين من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات العربية المتحدة يستخدم تكنولوجيا النانو لزيادة تكثيف الماء داخل السحابة.
 
وتشمل الخيارات الأخرى التي تضعها الحكومة في اعتبارها تعزيز كفاءة محطات التحلية التي تنتج المياه العذبة من البحر واستيراد الجبال الجليدية وتداول الماء إلا أن تعديل الطقس تاريخيا يعد الخيار الأفضل، واستثمرت الإمارات بكثافة منذ فترة التسعينات في عمليات تعديل الطقس حيث عملت مع "ناسا" والشركات الأميركية الخاصة في محاولة لزيادة هطول الأمطار وتجديد تضاؤل إمدادات المياه الجوفية.
 
وبيَن فرح من الأرصاد الجوية بأنه في الأيام الجيدة تنجح عمليات اختراق السحب في إضافة 15% من سقوط الأمطار من السحب، حيث سجلت البلاد 35% أكثر من الأمطار المتوقعة، مضيفا "إنها عملية مكلفة ولكنها رخيصة مقارنة بمحطات تحلية المياه"، وبيّن موراكامي أنه مع إجراء بحوث إضافية يمكن أن تكون مثل هذ العمليات أكثر إنتاجية".
 
وتابع "إن ما نقوم به ليس مثل الاستمطار الاصطناعي القديم لكنه أكثر تقدما وأكثر انخراطا في إيجاد حلول بالطريقة التي تعمل بها الطبيعة"، وأوضح العلماء أن خبراء المياه لا يزالوا غير مقتنعين، لأنه في ظل محاولات الحكومات والشركات الخاصة والتي استمرت لمدة 60 عاما لا يزال من المستحيل استحضار السحب من السماء الزرقاء الصافية.
 
وأضاف عالم المياه في الولايات المتحدة الأميركية ومؤسس معهد المحيط الهادئ في كاليفورنيا بيتر جليك، "يعد تعديل الطقس خيار تمهيدي ولكنه من الصعب حقا انتزاع الرطوبة من الجو في حالة عدم وجودها". وقضى خبير تعديل الطقس في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو رولف برونتجيس، أربعة أعوام في محاولة زيادة احتمال المطر في الإمارات منذ فترة التسعينات باستخدام الرادار والطائرات.
 
وكشف الباحثون امكانية تحفيز السحب بشكل اصطناعي عن طريق الغبار من الصحراء المحيطة والتلوث الناجم عن صناعة النفط، حيث اكتشف الباحثون وجود القليل من الرطوبة التى يمكن انتزاعها من السحب، وأضاف برونتجيس "من الأشياء التي اكتشفناها صعوبة تعديل السحب"، ويشكك برونتجيس في قدرة الجيل الجديد من الباحثين على خرق السحب، موضحا "لندع العلم يأخذ مجراه، ربما يجد العلماء شيئا لم نجده نحن" مشيرا إلى أن الإمارات ليس لديها الكثير من الخيارات. ويمكن القول أن الإمارات بحلول منتصف القرن ستعاني من نقص حاد في المياه، فضلا عن أن ارتفاع تكاليف تشغيل محطات تحلية المياه لتأمين إمدادات الدولة من المياه، كما أن المصانع التي تعمل بالوقود الأحفوري تمتص كميات كبيرة من مياه البحر والطاقة ما يمثل 20% من إمدادات الكهرباء بالكامل في البلاد.
 
وأصبحت الإمارات مستوردا صافيا للغاز في ظل انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 30 دولار نتيجة ارتفاع الاستخدام المنزلي، واعترفت السلطات بأن الاعتماد على محطات التحلية هو ترفا لم تعد دول الخليج الغنية بالنفط تحمله، وأضاف المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة للطاقة وتغير المناخ الدكتور سلطان أحمد الجابر، "يجعلنا مناخنا الجاف نعتمد على تحلية المياه إلا أن هذا أمرا ليس مستداما وغير مرغوب فيه".
 
يشار إلى أن الامارات تبني ست محطات تحلية مياه في إطار مشروع تجريبي يسعى لخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 25%، وتسعى شركة الطاقة المتجددة المملوكة للدولة "مصدر" لتوفير الطاقة بالاعتماد على الطاقة الشمسية بدلا من النفط والغاز، وأفادت مديرة شركة "مصدر" الدكتورة نوال الحوسني، "أن تحلية المياه مكلفة للغاية ونحاول العمل مع شركاؤنا لإيجاد طرق مبتكرة لتحسين كفاءة محطات تحلية المياه". وبدأ عدد من الفنادق إعادة استخدام المياه لغسل المراحيض وهناك خطط لتوسيع إعادة استخدام المياه، وأوضح جليك، "لدى الإمارات القليل من المياه وتستطيع عمل ما تريد من المياه ولكن هذا بتكلفة عالية، لقد حان الوقت للإمارات لإجراء محادثات جادة بشأن استخدامهم للمياه، إنهم في موقف صعب حقا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل الإمارات تعتمد على صناعة الأمطار لتأمين المياه في المستقبل



GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 11:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف شعاب مرجانية عمرها 300 عام تفوق حجم الحوت الأزرق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab