واشنطن ـ العرب اليوم
منذ حوالي 60 مليون سنة، تطورت طيور البطريق من أسلافها الطائرة إلى السباحين والغواصين الماهرين المحبين للماء الذين نعرفهم اليوم. وكشف تحليل جيني جديد كيف طوروا هذه البراعة تحت الماء، وقدم نظرة عامة هي الأشمل حتى الآن عن التاريخ التطوري لهذه الحيوانات.
ففي دراسة جديدة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر كومينيكيشنز" العلمية، حلل فريق من الباحثين الدوليين 27 جينومًا، أي المجموعة الكاملة من المعلومات الجينية، لجميع أنواع البطريق الحية والمنقرضة مؤخرا.
باستخدام تلك البيانات الجينية وسجل أحافير البطريق القديمة، قارن الباحثون جينومات البطريق بجينومات طيور أخرى، مثل البجع وطيور القطرس.
وأشار البحث إلى أن طيور البطريق القديمة نشأت في زيلانديا، وهي كتلة أرض مغمورة قبالة سواحل أستراليا، منذ حوالي 60 مليون سنة.
ويعتقد العلماء أنهم هاجروا من هناك إلى أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية. منذ حوالي 30 إلى 40 مليون سنة، ومن المحتمل أن تكون المجموعات اللاحقة قد انتقلت على تيار محيطي قوي يتدفق حول العالم، يسمى تيار القطب الجنوبي المحيطي.
وفقدت طيور البطريق قدرتها على الطيران قبل تكوين الصفائح الجليدية القطبية، إذ تطلب "الإقلاع" عن الأرض الكثير من الجهد لهذا الطائر الذي أصبح سباحا ماهرا.
ويذكر أن المشاركين في البحث أن طيور البطريق تطورت أساسا لتصبح كائنات مائية، بعكس الاعتقاد السائد أنها حيوانات تعيش على اليابسة.
ولفت إلى البحث إلى مجموعة من التعديلات الجينية طرأت عل البطريق، بما في ذلك حجم الجسم، والرؤية تحت الماء، وتعديل الحرارة، والقدرة على الغوص، سمحت لهذه الطيور بالعيش على الأرض وتحت الماء.
لكن نصف أنواع البطريق مصنفة حاليا ضمن الفئات المهددة بالانقراض بسبب التغير المناخي الذي يتسبب بارتفاع حرارة سطح الأرض.
وقد تبين أن ارتفاع درجات الحرارة، أدى إلى تباطأ معدل تطور طيور البطريق. ويقول الباحثون إن هذه قد لا تكون قادرة على التعامل مع تغير المناخ الحديث.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
طُيور البطريق تَكشف أسرار تغير المُناخ في القطب الجنوبي
مشاهد إنسانية لذكر البطريق وهو يرضع صغيره
أرسل تعليقك