لندن تحتضن ثورة الدراجات في متحف التصميمات العصرية
آخر تحديث GMT11:49:03
 العرب اليوم -

السباق يقسم المشاركين إلى أربعة عشائر يتنافسون على الجائزة

لندن تحتضن "ثورة الدراجات" في متحف التصميمات العصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لندن تحتضن "ثورة الدراجات" في متحف التصميمات العصرية

دراجة في متحف التصميمات العصرية
لندن ـ كاتيا حداد

ينعقد سباق "ثورة الدراجات" في متحف التصميمات العصرية في لندن، في الفترة من 18 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 30 حزيران/يونيو. ويقسم السباق المشاركين إلى أربعة عشائر، وهي: "دراجين الأداء العالي"، و"الباحثون عن الإثارة"، و"الدراجين الحضريين"، و"دراجين البضائع"، مع المعارض وأصوات المشجعين لكل عشيرة، وسيتحدث "كريس هوي" بصفة خاصة لدراجين الأداء العالي، وفريق "جي بي" الأوليمبي، وللجميع أيضًا أن النجاح يكون بقاعدة. وسيتم عرض لوتس 108 الذي فاز فيه كريس بوردمان بالميدالية الذهبية عام 1992 في أولمبياد المملكة المتحدة الحديثة. كما يمثل "شانازي ريد" فريق الباحثين عن الإثارة. ويتضمن قسم الدراجين الحضريين عمالقة المتنافسين البريطانيين ذوي عجلات "مولتون" و"برومبتون" الصغيرة والقابلة للطي.

وفي قسم دراجي البضائع ستجد الدراجات ذات المصابيح، التي اخترعها "لورانس براند"، ويتم تسليمهم مهمة في المدينة للتأكد من فكرته عن دراجة البضائع، والتي اختبرها بنفسه واستقلها من بوخارست حتى الحدود الصينية.

لندن تحتضن ثورة الدراجات في متحف التصميمات العصرية

وستعرض خلال المسابقة مشاريع حضرية مثل مشروع عمدة لندن الخاص بالطرق السريعة المضاءة، ومشروع "ميني هولاند" الذي يستخدم الدراجات لمراكز المدن الصديقة، كما سيتم عرض مشروع "تايمز ديكوي" الأكثر منافسة، الذي تكلف قرابة 600 مليون جنيه،  ليضع مسارات الدراجات على الطوافات في نهر التامز. وتبدو هذه تكلفة بسيطة للمشروع، ومازالت تصميماته خام وتحت التطوير، حيث يحتاج إلى توجيه أسئلة واضحة وعملية (لأن نهر التايمز نفسه غير مستقيم، فكيف يمكن عمل طريق نقل جيد عليه؟ وكيف يمكن بالضبط أن تذهب إلى ديكوي أوتخرج منها؟) ولكن هناك ميزة لهذا المشروع تميزه عن أي شيئ آخر، وهو أنه محدد الهدف ويخدم غرضًا واضحًا إذا تم تنفيذه.

لندن تحتضن ثورة الدراجات في متحف التصميمات العصرية

وذكر عاشق الدراجات صاحب العديد من المسرحيات، صمويل بيكيت: "أن الدراجات شيئ عظيم للغاية، ولكن قد تتحول إلى أمر سيئ لو أسيئ استخدامها"، وبالفعل قد تكون الدراجات أهم من السيارات بالنسبة لـ (إي تي) أو (لانس أرمسترونغ)، فقد لعبت دورًا في تحرير المرأة والأشخاص الذين لا يمكنهم تحمل الخيول أو السيارات. كما يمكن أن تكون الدراجات شعارًا للتفكير السليم للحكومات صديقة البيئة، أو سلاحًا لتقويم الذات لمن يعانون سلبية وعداونية الاعتداد بالرجولة.

لندن تحتضن ثورة الدراجات في متحف التصميمات العصرية

ونقل "جون ميجور" عن "أورويل" حديثه الإنجليزي "قديمًا ركبت الخادمات الدراجات للوصول الآمن عبر الضباب"، وفي روايته "رجل خارق" عام 1902، تخيل "ألفريد غاري" الرجل الذي تبع سباق دراجات طوله 10 آلاف ميل ضد قاطرة، بممارسة الجنس 82 مرة في 24 ساعة، مما كان له عواقب وخيمة على إحدى رفيقاته.

ومثل محرك البخار والبندقية، فإن الدراجات واحدة من الأدوات التي تبدو وكأنها كانت موجودة منذ البدايات، وكأنها فكرة أبدية في انتظار العثور عليها أكثر من أي شيئ مختلف أنتجه العصر الفيكتوري وتتبعه بالتجربة والخطأ. إنه شيئ تفعله ببساطة متناهية، وبطريقة تتناغم مع امتدادات وانعاكسات الجسد، وهي تشبه الخيول، وقليلًا ما تشبه الهيكل العظمي.

لقد عفا الزمن على محركات البخار، وربما تبدو البنادق رديئة، إلا أن الدراجات تبقى في وضعٍ خاص، فهي مثالًا لما كان الناس يأملونه للمجتمع والمدن والبيئة. فهي معقل للفخر في بريطانيا لدورها في الصناعة والرياضة، فقد أصبحت الدراجات وركوبها السريع ذات نفع للبلاد حيث يجيد الناس ركوبها باحترافية. وقد تفسر هذه الصفات احتمالية رؤية الدراجات على الشاشات في اثنين من معاهد لندن، وهما: عرض "آي ويوي الشهيرة للدراجات" في الأكاديمية الملكية، والذي يتم بالفعل، والآخر في معرض متحف التصميمات قبل تحديد موقعه العام المقبل في معهد الكومنولث في كينغستون، والذي يتم افتتاحه خلال 10 أيام.

ومن الممكن أن تكون دراجات المستقبل مصنوعة من رقائق الخشب أو الخيزران أو الرماد الصلب، أو أن تكون قابلة للطي ومحمولة وقادرة على التحمل، أو مطبوعة "ثري دي". وبالرغم من صعوبة إعادة اختراع الشكل الأساسي، إلا أن ميزة الدراجات الهائلة تكمن في البراعة التي تتخلل أجزائها الأساسية، وهو ما يجعل مراكز الإختراعات تضع أجزائها الأساسية كجزء من السيارات التي ظلت متشابهة لسنوات، وكذلك جزء من تطوير كفاءتها.

إن خصوصية إقحام أشياء متعددة وكثيرة في شيئ بسيط يشبه إلى حد كبير التعبير اللامتناهي، الذي يمكن اكتشافه بين العائلة والأقارب وملامح الإنسان القليلة والرداء. إن هذه الخصوصية تجعل للدراجات ميزة استثمارية بزيادات طفيفة من المعنى والطموح والمكانة.  إن قضاء آلاف السنين في عمل دراجة لها من الشهرة ليس بالضرورة أن يكون تعبيرًا عن الراحة والمتعة فقط، ولكن أيضًا هو شكل متسامي من العرض.  ولتستثمر طاقة التصميم في خامات متجددة هو أمر يستحق الإشادة، فما تعطيه الدراجة لا وزن له مع مشاريع صناعية  أخرى، التي يمكن الاستفادة كثيرًا من دخلها، وتتعجب لعدم وجود الجاذبية كجزء من الدراجات، وربما يكون من المفيد عمل شاحنة مفصلية أو لوري أكثر تحملًا، ولكنه لن يكون لطيفًا.

وتحمل الدراجات، رسائل إنسانية، وقد أدرك بيكاسو أنها تحمل معنى هامًا عندما قدم السرج والمقود في رأس الثور ودوشامب (في لوحته "بلا معنى") حيث وضع عجلة دراجة في معرض فني. والآن فإن الدراجات هي مبعوث للصحة والأمل والإنسانية والروح الاجتماعية والتكنولوجيا الحميدة.  وعندما يتم إدراج مدينة كنموذج ناجح مثل كوبنهاجن وبوجوتا، فعليك أن تتأكد أن الدراجات ذات صلة بالأمر. فعندما أراد "بوريس جونسون" أن يضع نفسه كجزء من المحافظين المهملين، امتلك دراجة. ولو كان أمبروجيو روزنتي يرسم تحفته عن الحكومة الجيدة لكانت الدراجة جزء من المسألة، ولو كان أفلاطون يكتب عن مدينته الفاضلة اليوم لكانت الدراجة جزء منها.
ويمكن أن يكون الأمر عبثي وساذج، لأن هاجس المسارات يمكن أن يحجب حقيقة أن أشياء أخرى مثل البيوت الجميلة والساحات العامة متقنة التصميم يمكنها أيضًا أن تصنع مدينة جميلة. ويعتقد البانغليسي أن انعدام المسؤولية بخصوص الدراجات تتجاهل عدوانهم المتصاعدة، والذي قد ينتج عنه فيما بعد أشكال مختلفة من الغضب. وقد يحصل موكب دراجات حاشد يمر في المدينة على هالة بركات من الرهبان، ولكن مع سائقي التاكسي والمشاة فسيبدو الأمر وكأنهم حشد من المغول، ولكن تبقى الدراجة أفضل الردئ كما يقول بيكيت. ولكونها اختراع قرنين مضوا، فهي الأكثر تمثيلًا للمعتقدات والقيم في الحاضر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لندن تحتضن ثورة الدراجات في متحف التصميمات العصرية لندن تحتضن ثورة الدراجات في متحف التصميمات العصرية



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab