علماء الآثار يكشفون عن أسرار مدينة بومبي اليونانية القديمة
آخر تحديث GMT20:06:58
 العرب اليوم -

المباني المحترقة وبقايا الطعام توضح الهجوم العنيف عليها

علماء الآثار يكشفون عن أسرار مدينة "بومبي اليونانية" القديمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علماء الآثار يكشفون عن أسرار مدينة "بومبي اليونانية" القديمة

مدينة "بومبي اليونانية"
أثينا - سلوى عمر

كشف علماء الآثار عن الأسرار الخفية لمدة 2500 عام عن إحدى المدن القديمة في صقلية ويطلق عليها "بومبي اليونانية".

وكانت مدينة سيلينونتي مستعمرة يونانية قديمة في الجزيرة المتوسطية التي تعرضت للغزو من قبل مقاتلي شمال أفريقيا في القرن الخامس قبل الميلاد، وقتل العديد من سكانها أو أسروا كرقيق، وأصبح الموقع بما يضم من أعمال فنية قديمة مغطى بالرمال والأوساخ.

علماء الآثار يكشفون عن أسرار مدينة بومبي اليونانية القديمة

ونجح علماء الآثار الذين فحصوا الموقع في الكشف عن قطع أثرية عدة، فضلًا عن تسليط الضوء على لمحات من الحياة اليومية في الموقع القديم، وكانت المدينة أكبر من مدينة "بومبي" وتبلغ مساحتها 250 فدامًا مقابل 170 فدانًا.

وتأسست المدينة في وقت مبكر عن الموقع الشهير بالقرب من نابولي، وعلى الرغم من احتمال عدم وجود جثث للضحايا التي كانت مغطاة بالرماد البركاني، إلا أن الموضع احتوى على بقايا من عناصر الحياة اليومية والتي ما زالت سليمة حتى الآن، ما يشير إلى أن السكان إما فروا للنجاة بحياتهم أو قتلوا أو أسروا.

وذكرت جريدة "الأندبندنت"، أن علماء الآثار عثروا على بقايا طعام في أحد أطلال المباني المحترقة عندما بدأ الغزاة في الهجوم، ووجد علماء الآثار أواني على ما يبدو تركها الخزفيون قبل إتمام حرقها في الفرن نتيجة الهجوم الذي وقع على المدينة.

واستطاع الخبراء على مدى 15 عامًا تمشيط الموقع للبحث عن أدلة حول ماضي المكان وتحديد شوارع المدينة الميناء والمنطقة الصناعية وبعض المنازل المهجورة منذ 2500 عام، ما يسلط الضوء على طريقة عمل المواقع اليونانية القديمة بداية من كيفية توزيع الثورة حتى معيشة الطبقات الاجتماعية المختلفة معًا.

وبيّن رئيس التنقيب الحالي في مدينة سيلينونتي البروفيسور مارتن بنتز من جامعة "بون" للجريدة: "تعد مدينة سيلينونتي المدينة الكلاسيكية اليونانية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بعناصرها بالكامل نتيجة دفنها في الرمال والأرض، ما يعطينا الفرصة لاكتشاف ملامح الحياة في المدينة اليونانية القديمة".

ووجد الخبراء أكثر من 80 فرنًا للخزف وورشًا للعمل بالإضافة إلى معدات صنع الأوعية والصبغات المستخدمة في تزيينها، واستخدمت هذه الورش لصنع الأسقف والبلاط وحاويات المواد الغذائية ما يعكس رخاء المدينة باعتبارها مركزًا تجاريًا.

ولعب صناع الخزف دورًا مهمًا في المدينة، فضلًا عن وجود كنيسة مخصصة للطبقة العاملة للإله "أرتميس"، وكذلك إله الخصوبة "ديميتر" وملك الآلهة "زيوس".

ويعتقد أنه تم القضاء على المدينة في يوم واحد، حيث اخترقت القوات القرطاجية التي جاءت من تونس في الوقت الحالي الجدران الدفاعية للمدينة وذبحوا حوالي 16 ألفًا من السكان، وتعرض ما يقرب من 5000 آخرين للأسر كعبيد، وأصبحت المدينة النابضة بالحياة التي ضمت 19 ألف نسمة مدينة للأشباح بعد الغزو.

وعلى الرغم من الماضي المزدهر للمدينة، إلا أن المؤرخين لم يعرفوا سوى حفنة قليلة من أسماء قاطنيها تم حفرها على الكؤوس على سبيل المثال، ويركز علماء الآثار حاليًا على ميناء المدينة بعد تمشيط المنطقة الصناعية، ويأمل الخبراء في استخدام تقنيات المسح الجيوفيزيائية للكشف عن المستودعات التي دُمرت والتي ربما تكون في مكان ما بالقرب، وانتشل الخبراء القطع الأثرية بما في ذلك الفخار والمقتنيات الزجاجية والبرونزية المستوردة من مصر وتركيا وفرنسا وإيطاليا من منازل الأثرياء والمعابد.

ويعتقد أن أحد الصادرات الأساسية لمدينة سيلينونتي كان الفخار، فضلًا عن تصدير 300 ألف قطعة من البلاط سنويًا قبل سقوط المدينة، واستخدمت المدينة السفن الكبيرة لتصدير القمح وزيت الزيتون مع بقاء ما يقرب من 20% من منتجات الفخار في المدينة، ويأمل الخبراء في فحص المصنوعات الخزفية التي وجدت في منطقة البحر الأبيض المتوسط للحصول على الحضارات التي كانت تتاجر معها المدينة.

وبقى من المدينة حوالي 15% فوق الأرض فضلًا عن مجموعة من الأنقاض والتي تعد نقطة جذب للسكان فيما عرف باسم "غراند تور" والذين أطلقوا على المدينة اسم "مدينة الآلهة"، وأعيد إقامة اثنين من المعابد في المدينة منتصف القرن العشرين بعد سقوطها نتيجة زلزال منذ 500 عام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء الآثار يكشفون عن أسرار مدينة بومبي اليونانية القديمة علماء الآثار يكشفون عن أسرار مدينة بومبي اليونانية القديمة



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab