مدينة النحاس قصة جديدة تستلهم التراث العربي في القاهرة التجريبي
آخر تحديث GMT11:30:49
 العرب اليوم -

إحدى أشهر قصص "ألف ليلة وليلة" بأجوائها الغرائبية

"مدينة النحاس" قصة جديدة تستلهم التراث العربي في "القاهرة التجريبي"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "مدينة النحاس" قصة جديدة تستلهم التراث العربي في "القاهرة التجريبي"

قصص "ألف ليلة وليلة"
القاهرة ـ العرب اليوم

ظلت قصة «ألف ليلة وليلة»، بأجوائها الغرائبية وحكاياتها المشوقة وإغراقها في الخيال المحض، نبعاً تستلهم منه الآداب العالمية أفكاراً لروايات وقصص ومسرحيات وأفلام سينمائية، فضلاً عن النحت والرسم، منذ العصور الوسطى حتى الآن. وتعد مسرحية «مدينة النحاس» الأحدث في هذا السياق، فهي تستلهم إحدى أشهر قصص «الليالي»، وهي قصة «مدينة النحاس» التي أتاها «الأمير موسى» مستكشفاً، فوجدها تخلو من البشر، رغم أنهارها الجارية وحدائقها الجميلة، ولا أثر للحياة فيها سوى تحليق البوم والغربان العمل من إخراج مصممة الحركات النمساوية إديتا براون، وهو إنتاج نمساوي - مصري مشترك، بين فرقة «إديتا براون» وفرقة «المسرح البديل» بمكتبة الإسكندرية، وقد عُرض أخيراً ضمن فعاليات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته السابعة والعشرين التي تستمر حتى الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي.

في مقابل الحكاية الشعبية الواردة في «ألف ليلة وليلة» عن «مدينة النحاس»، هناك رواية أخرى وردت على لسان بعض من المؤرخين، تتحدث عن خطاب بعث به الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلى الوالي موسى بن نصير، يكلفه فيه بالذهاب إلى «فيافي الأندلس، بالمغرب الأقصى، ليستقصي أمر مدينة عجيبة، وبالفعل ينفذ الوالي الأمر، ويكتشف أنها تحفة معمارية عظيمة ذات أسوار مشيدة لا مثيل لها، لكنها بلا أبواب، ويفشل الوالي في الولوج إليها، فيعود بحملته العسكرية من حيث جاء» الدكتور محمود أبو دومة، مؤلف المسرحية، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العرض يستلهم القصة الشهيرة في الفلكلور العربي، لكنه لا يلتزم بها حرفياً، فإذا كانت أسباب تحول المدينة إلى نحاس في النص التراثي يكتنفها الغموض، فإنها تعود على خشبة المسرح إلى انعدام الضمير والصمت في مواجهة الفساد والقبح على كل المستويات»، مشيراً إلى أن العمل «يتناول ثيمة نهاية العالم وانهيار الحضارة وتردي البشر في مهاوي البؤس».

يبدأ العرض بإظلام شامل إلا من بقعة ضوء تظهر عبرها سيدة في الثلاثين من العمر يبدو لون شعرها وثوبها الطويل السابغ مزيجاً بين البني والأحمر اللامع، تكلمنا بلغة الإشارة بينما تعبيراتها الجسدية تنم عن الحيرة والتساؤل، ويتصاعد صوت نسائي هادئ من الواضح أنه لراوية نمساوية تتحدث فيه شهرزاد بالإنجليزية عن نفسها، وعن قصة المسرحية لمدة تتجاوز الدقيقتين بقليل، ثم يظهر صوت راوية تعيد ما قيل، ولكن باللهجة المصرية، إنها شهرزاد في الحالتين تعترف أن كل ما روته من حكايات لشهريار كان محض خيال، باستثناء مدينة النحاس التي ما إن روت قصتها مساء حتى تحولت الحكاية إلى حقيقة في الصباح، مدينة كاملة بسكانها وأنهارها وأشجارها وبيوتها وقصورها تحولت إلى نحاس بسبب سلبية أهلها وعدم إيجابيتهم في مقاومة الظلم العام، إنها «نهاية العالم» فيما يبدو، ولكن على طريقة «ألف ليلة وليلة».

وعلى إيقاع موسيقى جنائزية حزينة، تتوالى الرقصات التعبيرية بلا حوار من جانب الممثلين والممثلات آنا ماريا تومازسيتاموفيك، باربرا موتشينوك، سارة أحمد؛ إنه التعبير بالجسد والموسيقى عبر إظلام شبه كامل، مع ملابس قاتمة طويلة تعبر عن محنة نهاية العالم، إلا من بصيص ضوء يتبدى في النهاية عبر موسيقى مرحة وعودة الحب بين البشر وعن مدى تسبب تراجع الحوار خلال العرض، والاكتفاء بالتعبير الجسدي، في ضعف التواصل مع الجمهور، ينفي المؤلف هذا الافتراض، مؤكداً أن الأمر يشبه الأوبريت الدرامي الراقص «ليدي ماكبث»، فرغم انعدام الحوار، فإن حركة الجسد المحملة بأنواع الانفعالات كافة تظل لغة جيدة لإيصال المعنى وأشار أبو دومة إلى أن قصص الليالي العربية مليئة بالصور والمشاهد والانفعالات الملهمة لكل الفنون عبر الزمان، وليس غريباً أن يسميها البعض «كتاب العرب» ويعترف المؤلف بصعوبة الإنتاج العربي - الأوروبي المشترك في المسرح، فنحن نكون بإزاء هويتين متناقضتين، وأفكار متباينة لدى صناع العمل، ولكن هذا لا يمنع من وجود حد أدنى من التفاهم الذي يؤدي لتمرير العمل، وبالتالي تبرز قيمة مزج الثقافات، على غرار ما حدث في «مدينة النحاس».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

. «99 ليلة في لوجار» رواية أفغانية بطابع ألف ليلة وليلة

أضخم عرض استعراضي لـ"ألف ليلة وليلة" في الشارقة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة النحاس قصة جديدة تستلهم التراث العربي في القاهرة التجريبي مدينة النحاس قصة جديدة تستلهم التراث العربي في القاهرة التجريبي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab