المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني
آخر تحديث GMT04:28:35
 العرب اليوم -

"المدينة الضائعة" لحظات انفجار بيروت في مجسم فني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "المدينة الضائعة" لحظات انفجار بيروت في مجسم فني

المدينة الضائعة
بيروت - العرب اليوم

قلة من اللبنانيين تملك فكرة واضحة ووافية عن فن صناعة المجسمات المعروفة بـ«دايوراما». حتى أن محترفي هذا الفن في لبنان الذي يستخدم عادة لتوثيق مشاهد تاريخية وعسكرية لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. فهذا الفن الرائج في الخارج ولديه أربابه، عادة ما يستعان به في أعمال مسرحية وأخرى ثلاثية الأبعاد. كما يشتهر عرضه في المتاحف ضمن نماذج منمنمة تنقل تفاصيل قطعة أو قلعة أو معلم أثري.

في لبنان اختار كل من وسام زغلول وعماد أبو أنطون الرائدين في هذا الفن تقديم تحية لبيروت توثق لحظة انفجار المرفأ في 4 أغسطس (آب) الفائت. أما فنسانت عواد فكانت مهمته تصوير المجسم في فيلم قصير متابعا مجريات تنفيذه لحظة بلحظة. ويقول هذا الأخير : إن «أهمية هذا المجسم تكمن في نقله لحظة الانفجار بكل تفاصيلها متخذا من إهراءات المرفأ محوره الأساسي». ويتابع: «كي لا ننسى هذه الكارثة وتبقى محفورة في ذاكرتنا مهما مر عليها من وقت، قررنا إقامة هذا المجسم الذي هو بمثابة نصب تذكاري. نتوقع أن يعرض أمام مستشفى مار جاورجيوس في الأشرفية أو أحد مراكز الدفاع المدني. فالمكانان لهما رمزيتهما في انفجار بيروت، الأول كونه أصيب بدمار كبير والثاني قدم شهداء من عناصره».

ويرى فنسانت عواد أن المجسم صنع بطريقة احترافية كبيرة واستعين بمواد محلية وخارجية لتنفيذه، واستغرق نحو شهرين من العمل اليومي لإنهائه. ويتابع: «لقد أخذ منفذاه عينات من مسرح الكارثة للاستعانة بها في هذا العمل. وإذا ما نظرنا إلى المجسم الذي تتصدره إهراءات المرفأ المدمرة وفجوة استحدثها الانفجار أمامه وفي مياه البحر، نلمس مدى حقيقته. فهذه الديوراما صنعت ونفدت بقياسات منمنمة ومدروسة توحي لمشاهدها بأنها واقعية».ينقل المجسم دقة في التفاصيل تشمل الجدران الإسمنتية الضخمة للإهراءات وحبوب القمح التي لفظت أنفاسها لقوة الانفجار. وكذلك نلاحظ لون التراب الذي يغطي أرض الكارثة ومياه البحر العكرة وتفاصيل صغيرة أخرى، عمل وسام زغلول وعماد أبو أنطون على نقلها بحذافيرها لتوثق اللحظة المجنونة.

ويقول وسام زغلول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه بعيد الانفجار بدقائق قليلة توجه إلى مرفأ بيروت كونه يعمل كمسعف، وشهد عن قرب كل الدمار الذي خلفه وراءه. ويضيف: «الصعوبة في تنفيذ المجسم كانت نفسية أكثر مما هي عملية. فأن تنقل مشهدا كارثيا بكل تفاصيله وتعود لتعيش اللحظة تلك هو أمر يصيبك بألم كبير. صحيح أن دايوراما «المدينة الضائعة» هو عمل فني بامتياز، ولكنه من ناحية ثانية كان بمثابة علاج نفسي غير مباشر تلقيته وزميلي عماد أبو أنطون. فلقد أخرجنا كل كمية الحزن المدفونة في أعماقنا وقلبنا يبكي على بيروت».
ويشير زغلول إلى أن الدايوراما ينفذ على قاعدة تصغير المشهدية 200 مرة أكثر من واقعها. ويبلغ ارتفاع دايوراما «المدينة الضائعة» نحو 80 سنتيمترا بعرض متر ونصف، وعمق 80 سنتيمترا. ويعلق في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يشهد هذا الفن رواجا كبيرا في لبنان، ولكن هناك أشخاصا محترفين يجيدونه وبينهم زميلي عماد أبو أنطون الذي يستعان به كحكم دولي في معارض خاصةً بفن الـ«دايوراما».

جرى استخدام عدة مواد لتنفيذ «المدينة الضائعة» وبينها أنابيب بلاستيكية ومعدات من الجص ومادة الـ«فوم» إضافة إلى أسلاك حديدية. ويعلق وسام زغلول في سياق حديثه: «بعض المواد التي استخدمناها موجودة في لبنان فيما أخرى هي مستوردة كمادة الـ«ريزين» والـ«ريزين أكليريك». وهي مواد كانت ضرورية لنا لتصوير البحر ومياهه العكرة فيبدوان حقيقيين. حتى نسيج وملمس المواد التي استخدمناها لتجسيد الإهراءات كانت خاصة ومميزة كي تبدو واقعية تشبه إلى حد كبير الأصلية منها. والأمر نفسه طبقناه على طبيعة ذرات التراب وحبيبات القمح والردميات والتي بإضفاء تقنية الـ«باينت أويل» (طلاء خاص) استطعنا تزويد المجسم بالنبض».

قد يهمك ايضا:

ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار بيروت إلى 4 قتلى

فادي حداد يُؤكِّد أنّ "عنبر 12" يُوثِّق انفجار بيروت بممثلين غير معروفين

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab