الوسط الأدبي في فلسطين يحتفي بصدور رواية بنت من شاتيلا في رام الله
آخر تحديث GMT21:06:48
 العرب اليوم -

تتبعت مصائر أناس عاديين في رحلة المنفى إلى أوروبا

الوسط الأدبي في فلسطين يحتفي بصدور رواية "بنت من شاتيلا" في رام الله

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الوسط الأدبي في فلسطين يحتفي بصدور رواية "بنت من شاتيلا" في رام الله

رواية "بنت من شاتيلا"
رام الله ـ العرب اليوم

احتفى الوسط الأدبي في فلسطين بصدور رواية "بنت من شاتيلا" للروائي أكرم مسلم المقيم في مدينة رام الله.

يلقي أكرم مسلم في هذه الرواية الموجعة الضوء على المصائر التي يواجهها الفلسطيني في الشتات ويدمجها مع قضايا الوطن والقضية السياسية.

تبدأ الرواية بسرد قصة فتاة كانت الناجية الوحيدة بين أسرتها من المجزرة التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982 وراح ضحيتها أكثر من 4 آلاف مدني أعزل، وانتهى بها المطاف في مدينة هامبورغ الألمانية، التي ستكون، ومعها العديد من مناطق أوروبا، أرضاً لجزء من التغريبة الفلسطينية بعد أن هاجر إليها كثير من اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة من لبنان.

تتضمن الرواية العديد من الشخصيات الفلسطينية المليئة بالشقاء والذكريات المؤلمة، التي تتشابك مصائرها معاً في صيغة تراجيدية تكون فيها الحياة هامشاً ضيقاً للموت والتعب والشقاء الذي اصطبغت به حياة اللاجئين في المنفى.

وقال الكاتب أكرم مسلم لوكالة "أسوشيتد برس": "تتبعت مصائر أناس عاديين في رحلة المنفى، من المخيمات الفلسطينية في العالم العربي إلى أوروبا، وعلاقتهم مع الواقع الجديد، وتساؤلاتهم وعلاقتهم بالذاكرة والمكان".

"تتمة" لمسيرة الروايات الكبرى
وترى الروائية باسمة التكروري أن الرواية "تتمة لمسيرة الروايات الكبرى في التاريخ الأدبي الفلسطيني الحديث مثل رجال في الشمس، وعائد إلى حيفا".

وقالت التكروري في مقال نشرته إن رواية أكرم مسلم تجمع بين "الحرب والحب والموت والخيانة والخوف والاختيار والضحية بكامل عفوية الوجع والعيش، بدون كليشيه الهشاشة والضعف، الضحية بعاديتها البشرية وقوتها الفردية بدون أسمال الشفقة والتشييء".

ووصفت أحداث الرواية بأنها "استدعاء حِرفي وعميق ومؤلم لأرواح تخرج من صور جماعية، ومن صور شخصية بالأبيض والأسود، من صور حروب ومن صور علاقات مبتورة".

تقنيات لافتة
وكتب الروائي الفلسطيني المقيم في لندن، أنور حامد، أن أبرز ما أثار اهتمامه في رواية "بنت من شاتيلا" هما التقنيات المسرحية في الرواية والتعاطي مع الخطاب السياسي.

وعن التقنيات المسرحية قال: "هل أرادت استعارة التراجيديات الإغريقية شكلاً؟ وبأي دافع؟ تكثيف المدلول التراجيدي لما حصل إسقاط الشكل على المضمون؟ هل هي حيلة للخروج من عباءة السرد والتعلق بأستار المسرح للاقتراب من جوهر التراجيديا الأول ومقاربته بالتراجيديا موضوع الرواية؟".

وعن الجانب الثاني قال: "هو اختبار نواجهه جميعاً كساردين فلسطينيين حين تتعاطى شخصياتنا السياسة مع الخطاب السياسي، والفعل السياسي". وأضاف: "الكاتب، هنا، لم يقع في الشرك، بل قدم شخصيات فلسطينية رشيقة وحية، تتعاطى الخطاب السياسي".

وختم بقوله: "الرواية كثيفة جداً ومُختبر تجارب شكلية مثيرة ومبهرة".

مفاجأة بزمن الرواية
وكتب الشاعر خالد جمعة: "رغم مأساوية الطرح، وبشاعة المجزرة، إلا أن أكرم لم يأخذنا إلى التفاصيل الشعاراتية المصاحبة لهذا النوع من الروايات عادة، بل غاص عميقا في الشخصي المرتبط بالعام، غاص في الكوابيس التي تأتي في مواعيد محددة وكأنها مرتبة سلفا، ومحاولة النجاة منها بتقديم ساعة المنبه لترنّ قبل حدوث الكابوس بدقيقة، ليقول لنا في النهاية إنه من العبث محاولة الهروب من الكوابيس، إذا أردت التخلص من الكابوس فعليك أن تواجهه".

وأضاف: "تعتقد أنت كقارئ أنك ستفتح الرواية وتبدأ بقراءة تفاصيل عن المجزرة الشهيرة، فتفاجأ بأن زمن الرواية يبعد أكثر من ثلاثة عقود عن زمن المذبحة، وأن هذه البنت التي نجت من المذبحة مصادفة، ما زالت صامتة ولا تريد الحديث عن تفاصيل ما جرى، وتبدأ في دفع صفحات الرواية إلى الأمام لتعرف ما جرى، وتتشابك الخيوط بين المرأة العجوز التي تموت في هامبورغ وحيدة، وبين ورشات العمل، وبين عازفة كمان افتراضية أو حقيقية، أكرم وحده من يعرف ذلك".

"تحذير" من قراءة الرواية
ومن العالم العربي، كتب الروائي اليمني وجدي الأهدل عن الرواية: "هذا تحذير من قراءة رواية بنت من شاتيلا.. إنه عمل يجعل القارئ ينزف من الألم". وأضاف: "رواية حزينة جداً، ولكن هذا الحزن ليس خالياً من المتعة، لقد جاء في سياق جمالي رفيع المستوى، يُدلل على ما وصلت إليه الرواية الفلسطينية من تطور فني مبهر".

وقال أكرم مسلم الذي زار مدينة هامبورغ والتقى فلسطينيين تنقلوا من شتات إلى شتات إنه اختار موضوع مجزرة شاتيلا لأنه يرى أن الشعب الفلسطيني ملاحق دائما بالتهجير. وأضاف: "سيكون هناك دائما جرافات واقتلاع".

وشهدت الرواية الفلسطينية تطوراً لافتا كماً ونوعاً في السنوات الأخيرة. وبلغ نتاج عدد من الروائيين الفلسطينيين إلى مراكز متقدمة في جائزة البوكر العربية، مثل إبراهيم نصر الله ويحيى يخلف وعاطف أبو سيف وغيرهم.

واستضافت وزارة الثقافة الفلسطينية منتصف الشهر الجاري ملتقى الرواية العربية، وذلك للسنة الثالثة على التوالي. وضمت الوفود الروائية الزائرة أسماء كبرى في العالم العربي مثل الكاتب الجزائري واسيني الأعرج وغيره. وشهد الملتقى نقاشات وورش عمل شارك فيها عدد من الروائيين الفلسطينيين الناشئين وزملائهم القادمين من العالم العربي.

وقد يهمك ايضا:

"سورية بلدي" رسالة حب وعرفان من مهرجانات "بين الدين الفنية" في فرنسا

تفاصيل جديدة عن حياة أسامة قصارة عازف أورغ تونسي ضرير تحدى إعاقته بالفن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوسط الأدبي في فلسطين يحتفي بصدور رواية بنت من شاتيلا في رام الله الوسط الأدبي في فلسطين يحتفي بصدور رواية بنت من شاتيلا في رام الله



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:53 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 18:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته
 العرب اليوم - أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 04:44 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

GMT 20:58 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

العملات المشفرة ترتفع وبيتكوين تتخطى 68 ألف دولار

GMT 07:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استئناف الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

GMT 04:52 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تؤجل اختبار صاروخها الفضائي الجديد

GMT 01:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف بلدة دبين جنوب لبنان

GMT 02:19 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن نقل 11 مصابًا جراء الصواريخ إلى المستشفيات

GMT 14:16 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تشن هجوما على ترامب وتنتقد تعليقه بشأن النساء

GMT 14:18 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تمنح 270 مليون دولار مساعدات للمتضررين من الفيضانات

GMT 07:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل مسلحة عراقية تعلن استهداف 6 مواقع حيوية داخل إسرائيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab