واشنطن ـ رولا عيسى
شهد معرض "آرت بازل" للفن التشكيلي في مدينة ميامي بيتش الأميركية إقبالًا كثيفًا من الزوار، على الرغم من وجود بعض المخاوف لدى مرتاديه مثل الخوف من انتشار فيروس زيكا، وفوز دونالد ترامب الذي أثار مخاوف الكثيرين ممن يبحثون عن لوحات متميزة لشرائه.
ومنذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض شهد إقبالًا عريضًا، يشارك فيه أكثر من 200 دارًا تقدم هذا النوع من الفن، والتي تحتدم بينهم المنافسة لتحقيق الربح، فيما شهد، الأربعاء، اليوم المخصص لكبار الزوار جوًا رتيبًا بين أروقة المعرض، إذ خوت أروقته من الزوار بشكل ملحوظ، وأشار أحد الزائرين بعد شرائه لوحتين بقيمة 20 ألف دولار، إلى وجود العديد من الأشياء الرائعة في المعرض لكن الجو يتخلله بعض البطء،
فالعام الماضي كان الجو أكثر حركًة فبمجرد أن تعجبك لوحة وتغفل عنها لبرهة لن تجدها، ويضيف تجار اللوحات الحاضرين المعرض هذا العام، بأن معرض العام الماضي شهد حركًة وروجًا أكثر من هذا العام، إذ لا يمكن لك وقتها أن تجد مكانًا شاغرًا في المطاعم المجاورة للمعرض.
وأوضح آدم شيفر صاحب أحد الشركات المهتمة بالمجال: "ربط الزائرين الأحزمة حول بطونهم ـ خففوا من عمليات الانفاق ـ قبل أن يأتوا إلى معرض هذا العام. ومع ذلك شهد المعرض إقبالًا ملحوظًا من أصحاب الملايين". فيما أكد هوارد غرينبرغ مصور فوتوغرافي وأحد العارضين في المعرض هذا العام بأن الزائرين العاديين يقضون وقتًا أطول أمام اللوحات بشكل يثير الغضب نوعًا ما.
ويعتبر الخوف من "فيرس زيكا" من بين الأسباب الذي يرجع إليها عزوف الكثير من الناس عن هذا المعرض، وكذلك ركود سوق الفن التشكيلي الذي تلى الانتخابات الرئاسية بالإضافة إلى افتتاح العديد من المعارض الأخرى، لكن هناك شعور عام بالارتياح بين أواسط منظمي هذا المعرض، حيث قالت كارول غرين المسؤولة عن معرض غرين نفتالي للفن المعاصر بأنها تحدثت مع بعض الزائرين حيث أعطوا لها فكرة ملمة عما يفكر به الزائرون، فأي زائر يريد أن يتأكد من قيمة ما يشتريه حتى ولو كان الفنان صاحب اللوحة ذائع الصيت.
وفى السياق ذاته، قال ديفيد زوينر أحد تجار اللوحات في المعرض بأنه باع بشكل جيد لوحات بعض الفنانين مثل شيري ليفين وكيري جيمس مارشال، كما شهد المعرض بيع لوحة أبرز الفنانين التشكيليين لي كراسنر بمبلغ 6 مليون دولار. بينما بيعت لوحة الفنان روكسي باين بمبلغ 2 مليون دولار.
وفي ظل تراجع السوق الفني لم يجد تجار اللوحات بد لأن يأتوا بأفضل معروضاتهم ولوحاتهم إلى المعارض حتى ولو كانت اللوحات لم تجف بعد، حيث يشجع ارتفاع السوق الفني الفنانون لعمل المزيد من الأعمال الرائعة. فالعثور على أعمال مبتكرة بالقدر الذي يليق بالعرض هو أمرًا ليس سهلًا. مثلها مثل محال المزادات التي تلاقي صعوبة بالغة في العثور على زبائن لها.
ويدلل على ذلك أندرو فريبكانت أحد أصحاب المعارض بأن تجار اللوحات هذا العام وجدوا صعوبات في الحصول على لوحات بقدر يليق بالمعرض. فلا يزال إقامة معرض آرت بازل مهما للكثير من المعارض الجديدة مثل معرض أوف فيندوم أوف تشيلسي، فالعديد من المعارض توفر مكانًا كبيرًا ورائعًا لتجار اللوحات لعرض مقتنياتهم.
وعلى المنوال نفسه فلربما لم يرض العديد من المهتمين بهذا النوع من الفن بما وصلت إليها السياسة، حيث انتخاب دونالد ترامب، إلا أن الكثير من أصحاب المعارض توقعوا ربحًا وفيرًا، حيث أشار شون كيلي أحد تجار الأعمال الفنية إلى أن الأغنياء هم وحدهم من يستطيعون أن يشتروا المقتنيات الفنية، مضيفًا بأن لديه أمل بأن يكون سوق الفن أكثر حظًا من سياسات ترامب الاجتماعية والاقتصادية.
أرسل تعليقك