مصر تُعلن عن أكبر كشف أثري في منطقة سقارة يضم عشرات التماثيل
آخر تحديث GMT02:27:57
 العرب اليوم -

مدفونة داخل 3 آبار يعود بعضها إلى العصر البطلمي

مصر تُعلن عن أكبر كشف أثري في منطقة "سقارة" يضم عشرات التماثيل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر تُعلن عن أكبر كشف أثري في منطقة "سقارة" يضم عشرات التماثيل

سقارة
القاهره_العرب اليوم

بعد شهر من الإعلان عن اكتشاف 59 تابوتاً بمنطقة آثار سقارة بمحافظة الجيزة المتخمة للعاصمة المصرية القاهرة. أعلنت مصر، أمس، «اكتشاف أكثر من 100 تابوت خشبي ملون، و40 تمثالاً في المنطقة»، التي أكد أثريون أنها «ما زالت تخفي الكثير من الأسرار، وأن هذه الاكتشافات هي مقدمة لاكتشافات أخرى سيعلن عنها في السنوات المقبلة».ضم الكشف الجديد «ما يزيد على 100 تابوت عمرها أكثر من 2500 سنة، و40 تمثالاً تعود للعصر المتأخر، بداية من الأسرة 26 وحتى الأسرة 30 ويمتد إلى العصر البطلمي»، بحسب الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري.

وقال العناني خلال مؤتمر صحافي عقده أمس أمام هرم زوسر المدرج بسقارة، إن «المنطقة غنية بالآثار، وهذا الكشف ما هو إلا استكمال لاكتشافات سابقة، وبداية لاكتشافات مقبلة». ويعود تاريخ الاكتشافات الحديثة في سقارة إلى بداية عام2017 حيث تم الكشف عن مقبرة أوسرحات، وتوالت الاكتشافات الأثرية، وكان من أهمها «جبانة الحيوانات المقدسة، وورشة التحنيط، ومقبرة واح تي».

وأكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر: «استطعنا أن نبهر العالم على مدى أربع سنوات، وكشفنا عن هذه التوابيت، في منطقة مر عليها أكثر من 40 بعثة أجنبية»، مشيراً إلى أن «البعثة كشفت في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن 59 تابوتاً أثرياً، وأمس كشفت عن أكثر من 100 تابوت، في ثلاثة آبار بعمق 12 متراً، بعد رفع أكثر من 9 أمتار من (الرديم)، وما زالت الأرض تخفي المزيد من الأسرار، التي سنكشف عنها في الفترة المقبلة»، متوقعاً أن «تسفر الحفائر في العام المقبل للكشف عن ورشة لتصنيع التوابيت الخشبية للمومياوات، أسوة بورشة التحنيط الخاصة بجبانة الحيوانات المقدسة التي تم الكشف عنها من قبل».

وترجع تسمية منطقة سقارة إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق الموجودة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ العام 1979، ومن أشهر آثارها هرم زوسر المدرج أول بناء حجري في التاريخ.وتعتبر سقارة بمثابة «أقصر الشمال»، بحسب الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «سقارة هي الجبانة الشمالية الموازية لجبانة طيبة (الأقصر) في الجنوب، ولا تزال مليئة بالأسرار، باعتبارها مكان الدفن الأساسي لجبانة منف»، لافتاً أن «منف كانت عاصمة مصر لعصور طويلة، حتى عندما انتقلت عاصمة مصر إلى اللشت أو طيبة، ظلت منف العاصمة الإدارية لمصر عبر العصور، واستمرت طقوس الدفن بها في كل تلك العصور، لذلك من المتوقع الكشف عن المزيد من الآثار المبهرة في سقارة».

وعلى عكس التوابيت في الكشف السابق، ظهرت التوابيت الجديدة بألوان زاهية ونقوش مذهبة. وفسر وزيري ذلك بـ«اختلاف الطبقة الاجتماعية لأصحاب التوابيت»، مشيراً إلى أنه «خلال الحفائر تم اكتشاف تمثالين من الخشب في مقبرة بنو ميس، وهو قاض من الأسرة السادسة (4300-4400) سنة قبل الميلاد، وهما لشخص يدعى حتب كا أو المبجل لدى الملك، ومصنوعان من خشب السنط المحلي».ووفق العناني: «من المقرر نقل التوابيت والتماثيل المكتشفة للعرض في المتحف الكبير، ومتحف الحضارة، والمتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة»، مضيفاً أن «الوزارة تعلن للعالم الثالث على التوالي اكتشافات أثرية في المنطقة التي لم تبح حتى الآن، سوى بواحد في المائة من أسرارها».

و«تتميز طقوس الدفن في العصر المتأخر، وحتى اليوناني الروماني، بالمقابر البئرية، حيث اعتاد المصري القديم حفر آبار دفن يصل عمقها إلى 30 متراً في بعض الأحيان، وساعدته طبيعة الأرض في سقارة على ذلك، وكانت هذه الآبار تستخدم مقابر جماعية سواء لطوائف أو كهنة، أو أسرة معينة، وتوجد هذه المقابر البئرية في منطقة أبو صير، ويرجع تاريخ هذا النوع من المدافن إلى العصر الصاوي في الفترة من 664 وحتى 525 عند غزو قمبيز لمصر، وتحول مصر إلى ولاية من الإمبراطورية الفارسية»، وفقاً لعبد البصير.

ويشار إلى أنه للمرة الأولى، أجريت أشعة مقطعية (إكس راي) على إحدى المومياوات المكتشفة على الهواء مباشرة. وكشفت الأشعة عن أن «المومياء لرجل توفي في سن 40 أو 45 سنة، ويصل طوله لنحو 164 سم، وتم وضع اليدين بالوضع الأوزيري، وتم نزع أحشائه باستثناء عضلة القلب، وإزالة مخه بالكامل بواسطة كسر في الجمجمة تم خلال عملية التحنيط».

وقال وزيري إن «هذه تجربة تتم للمرة الأولى على الهواء»، مشيراً إلى أنه «يبدو أن المومياء تعرضت للانكماش بعد الوفاة ليصبح طولها حالياً نحو 159 سم، بعدما كان طول صاحبها في حليته يصل إلى 164 سم، وتم حشو الأعضاء الداخلية بالكتان، ومواد التحنيط»، موضحاً أنه «تم كسر عظم الأنف عن عمد لصب مادة التحنيط في الجمجمة، وهذه إحدى طرق التحنيط المتعارف عليها في مصر القديمة، التي تثبت خطأ النظرية القديمة، التي كانت تقول إن توت عنخ آمون مات بضربة بالبلطة على الرأس، تسببت في كسر في الجمجمة، والصحيح أن هذا الكسر كان يتم عن عمد أثناء عملية التحنيط»، مرجحاً أن «المومياء التي تمت دراستها على الهواء، تعود للعصر البطلمي، مما يؤكد استمرار العبادات في منطقة سقارة على مر العصور المختلفة».

و«تكمن أهمية الكشف الأخير في سقارة إلى أنه يكشف عن طبيعة الحياة في مصر القديمة خلال العصر المتأخر، الذي يعتبر فترة مجهولة من تاريخ مصر»، وفقاً لعبد البصير، الذي أشار إلى أن «دراسة التوابيت المكتشفة سوف تعطينا لمحة عن طبيعة الشخصيات وعقائد لدفن وفن التحنيط والكتابات الدينية والرسوم والفنون في تلك الفترة، كما أن دراسة المومياوات ستوضح علاقتها ببعضها البعض، وطبيعة الحياة ونظام التغذية، وسن المتوفى وسبب والوفاة، مما يعد إضافة لعلم المصريات، على حد تعبيره». وأكد عبد البصير أن «العصر المتأخر هو البطل، وآثاره تؤرخ لفترة مهمة من تاريخ مصر القديمة».

قد يهمك أيضا:

وزارة الآثار المصرية تُعلن كشفا بارزًا من عشرات التوابيت
كشف أثري كبير في منطقة سقارة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تُعلن عن أكبر كشف أثري في منطقة سقارة يضم عشرات التماثيل مصر تُعلن عن أكبر كشف أثري في منطقة سقارة يضم عشرات التماثيل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab