إكتشاف حجم الدمار الذي خلّفه داعش في نمرود
آخر تحديث GMT16:23:11
 العرب اليوم -

بعدما استعادت القوّات العراقية البلدة القديمة

إكتشاف حجم الدمار الذي خلّفه "داعش" في نمرود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إكتشاف حجم الدمار الذي خلّفه "داعش" في نمرود

الدمار الذي خلّفه "داعش" في نمرود
بغداد ـ نهال قباني

إستعادت القوّات العراقية بلدة نمرود القديمة، في الأيام الأخيرة، واكتشفت الحجم الحقيقيّ للدمار الذي أحدثه تنظيم "داعش"، في المدينة التي يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام، حيث حطّم المتطرفون الثيران المجنّحة التي نحتها الآشوريون منذ قرون عدة، باستخدام المثقاب الكهربائيّ ودمروا أجزاء كبيرة من ذلك الكنز التاريخيّ، وربما يتعجب البعض من الاهتمام بالآثار المحطّمة، في ظلّ قتل وتشريد الآلاف، إلا أن هناك نقطة مهمة تتعلق بارتكاب "داعش" للجرائم ذاتها في تدمر، لمحو ذاكرة الشعب العراقيّ والسوريّ.

وسعت المجتمعات لحماية هذا التراث الثقافيّ لأسباب تتراوح ما بين التعليم والبحوث التاريخيّة إلى الرغبة في تعزيز الشعور بالهويّة، حيث تصبح الهويّة الثقافيّة والتراث الثقافيّ، أكبر أهمية في أوقات الحروب والصراع، وتكتسب المباني والتماثيل والرموز الثقافيّة التي تتحدث عن الجذور المشتركة أهميّة متزايدة، ما يجعلها تصبح هدفًا لأعمال العنف والقمع، بواسطة الأعداء، الذين يسعون إلى تدمير الرموز المرتبطة بالأديان المختلفة والتقاليد.

ويعتقد تنظيم "داعش" المتطرف أنه أسّس نوعًا من "العام الصفريّ"، ولا يهتم بأي شيء قبلها، وكأن التاريخ بدأ بقدوم "داعش"، وهو ما يعكس عقلية التنظيم، بينما كانت الإمبراطوريات الإسلاميّة العظيمة واثقة في الأفكار والقيم، ولم تقم بأعمال تخريبيّة، حيث يمكن الاعتراف بالتاريخ الماضي في ظلّ اعتناق الإسلام، لكن "داعش" لا يتعامل بهذا المنطق، ويدرك أن الوقت يمرّ ضدّ مصلحة "خلافته" المزعومة، والأراضي التي يسيطر عليها بشكل غير قانونيّ من الشعب العراقيّ والسوريّ.

وسعى "داعش" إلى ترك بصمته في التاريخ سريعًا، ما جعله يُدمّر المساجد والكنائس والمعابد والمدن القديمة، كما لم تتوقف عن نهب وبيع الآثار العالميّة في السوق السوداء، لتوفير سيولة نقديّة سريعة، ومن أجل ذلك يمحو داعش جزءًا من التاريخ العراقيّ والسوريّ.

وظنّ التنظيم أنه إن نجح في إزالة إنجازات الأجداد، سيمكّنه إعادة تشكيل الهويّة، وفي إحدى اللوحات في Bebelplatz في برلين نقشت كلمات "أينما أحرقوا الكتب ففي النهاية يمكنهم حرق الناس أيضًا" في إشارة إلى ما فعله النازيون في أيار/ مايو 1933 من حرق الكتب وقتل الملايين بواسطة النظام النازيّ، وتكمن خطورة ذلك في كون النظام النازيّ جزء من عملية التدمير المتعمد ومحو الثقافة والتراث والشعب المعارض لهذه المجموعة المتطرفة.

ولا يتجاهل الحداد على فقدان نمرود أو تدمر في سورية أو تماثيل بوذا في باميان، التي دمّرتها طالبان في أفغانستان، التعاطف مع معاناة الناس في تلك الأماكن، إلا أن رؤية نمرود المدمّرة والشعب في الموصل، يجعل الإصرار أكبر على تحرير العراق. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إكتشاف حجم الدمار الذي خلّفه داعش في نمرود إكتشاف حجم الدمار الذي خلّفه داعش في نمرود



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab