قصر البارون في القاهرة تحفة معمارية تحاصرها أساطير الموت والمرض
آخر تحديث GMT21:04:06
 العرب اليوم -

أصوات الشجار داخله تعيد إلى الأذهان واقعة سقوط شقيقة مؤسسه من الشرفة

"قصر البارون" في القاهرة تحفة معمارية تحاصرها أساطير الموت والمرض

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "قصر البارون" في القاهرة تحفة معمارية تحاصرها أساطير الموت والمرض

قصر البارون
القاهرة - العرب اليوم

تتواصل حالة الجدل بشأن "قصر البارون" الواقع في حي مصر الجديدة شرقي القاهرة، والذي يعود تشييده إلى نهاية القرن الـ19، حيث وجّه بعض الأثريين المصريين انتقادات بشأن أعمال الترميم التي يخضع لها القصر حاليا والمقرر انتهاؤها في نوفمبر/تشرين الثاني.

وأكد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، أن أعمال الترميم تسير وفقا للرسوم الأصلية التي وضعها المهندس ألكسندر مرسيل عند البناء.

وارتبط قصر البارون منذ نشأته بأساطير عدة بداية من شخصية البارون، وصولا إلى سقوط شقيقته من شرفة القصر وتعطل دوران تروس البرج الدائري له، وسماع أصوات شجار داخل القصر المهجور، فما قصة هذا المبنى؟

أصل الحكاية

تعود قصة بناء قصر البارون إلى نهاية القرن الـ19، حينما جاء المهندس والمليونير البلجيكي "إدوارد إمبان" في أول سفينة كبيرة قادمة من الهند إلى مصر عبر قناة السويس بعد أيام من افتتاحها في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1869.

وكان إمبان معتادا على الترحال والسفر من أجل تشييد مشروعات هندسية كبرى في فرنسا والهند وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وصولا إلى مصر، وهو الذي شيد بنك بروكسل الشهير في بلاده، وشارك في تشييد مترو باريس، الأمر الذي جلب له أموالا طائلة ومنحه لقب "بارون" من ملك فرنسا كنوع من الإشادة بدوره في بناء مترو العاصمة الفرنسية.

ولم تقتصر اهتمامات إمبان الملقب بـ"بارون" على الهندسة والسفر فقط، بل امتدت أفكاره إلى البحث عن الحضارات القديمة والقراءة فيها، ما دفعه في نهاية جولاته بأفريقيا التي حقق فيها ثروة هائلة إلى أن يستقر في مصر وتحديدا في القاهرة.

وعندما انتقل إمبان من السويس إلى القاهرة، اتجه تفكيره إلى مكان في الصحراء شرق العاصمة المصرية المعروف بحي "مصر الجديدة" حاليا، من أجل تأسيس منزل كمقر إقامة دائم له، راغبا في البقاء في مصر حتى وفاته وأن يدفن على أرضها.

ونظرا لأن إدوارد إمبان كان دائم البحث عن الجديد، حرص خلال مراحل تصميم الرسم الهندسي لمنزله أن يكون متميزا ويجمع بين ملامح معمار "بلجيكا والهند وفرنسا" البلاد التي تأثر بطرازها المعماري.

وأثناء بحثه عن تصميم المنزل تصادف حضوره لمعرض فني في باريس، وهناك جذب انتباه المهندس البلجيكي تصميم قصر متميز في معماره شيده فنان فرنسي يدعى " ألكسندر مارسيل" خاصة أن القصر جمع بين المعمار الهندي والفن الأوروبي.

وعلى الفور عرض إمبان على مارسيل شراء التصميم، وعندما عاد إلى القاهرة قدم الرسومات الأولى للمنزل إلى فريق مهندسين من بلجيكا وإيطاليا، طالبا بأن يجمع التصميم بين قصر ألكسندر مارسيل والمعمار الهندي لحبه الجم للهند.

تصميم القصر

وعلى ربوة عالية شرق القاهرة، بدأ فريق المهندسين في بناء منزل إمبان الذي أشرف على وضع التصميم وتشييده، وبعد 5 سنوات من العمل أصبح المنزل أول المباني المشيدة في هذه الصحراء، ليحمل بعدها اسم قصر "بارون" لروعة تصميمه وتفرده في التماثيل والتحف المعمارية داخل المبنى.

ولم يرتبط تميز القصر بالمساحة المشيد عليها بقدر ارتباطه بالإبداع المعماري خاصة أنه يتكون من طابقين وملحق وشرفات مزخرفة بالتماثيل على هيئة حيوانات من الفيلة والقرود، إضافة إلى احتوائه على برج له قاعدة يتحرك حركة دائرة كاملة كل ساعة، ما يسمح للموجودين داخله رؤية القصر من جميع الاتجاهات.

وبني سور محاط بالقصر مزخرف بوجوه وتماثيل لأطفال ورجال تشير إلى ثقافات الهند وبلجيكا وفرنسا، وامتدت الزخارف والتماثيل إلى داخل الغرف وعلى الجدران والأبواب والنوافذ.

وفي نهاية عام 1911، تم الانتهاء من تصميم القصر بدقة هندسية تسمح لأشعة الشمس بالدخول طول النهار من جميع جهات المبنى.

أساطير ممتدة

ورغم أن تشييد قصر البارون كان بداية لتأسيس مدينة "مصر الجديدة" فيما بعد، فإنه ظل صرحا أثريا غامضا مليئا بالأساطير ومميزا وسط المنازل التي بنيت في هذه المنطقة.

وارتبطت الأسطورة الأولى بشخصية صاحب القصر التي وصفها بعض المؤرخين بالشخصية القوية والغامضة، ورغم مرضه بالصرع وإعاقة في قدمه فإنه كان يرفض مساعدة الخدم له إلا بإذن منه، إضافة إلى منعه لشقيقته وابنته من الدخول لغرفة تقع أسفل القصر، ما سمح بأن تنسج أسطورة إلى أن هذه التصرفات مرتبطة بحدوث غرائب مثل انبعاث أصوات ودخان من القصر المهجور دون سبب واضح.

وصنعت وفاة شقيقة البارون "هيلانة" بعد سقوطها من شرفة القصر أسطورة جديدة حول أن تروس قاعدة برج القصر توقفت عن الدوران حتى عام 1928، حزنا على وفاة هيلانة وغضبا من تأخر البارون في إنقاذها حينما استغاثت به.

جدل حول الترميم

وبعد وفاة البارون عام 1928 ودفنه في كنيسة البازيليك الممتدة بالغرفة الوردية أسفل القصر، عانى الصرح الأثري من إهمال شديد حتى تولت الحكومة المصرية في نهاية تسعينيات القرن الماضي أمر القصر.

وفي عام 2006 شُيد سور حديدي حول القصر دون اكتمال باقي أعمال الترميم داخل وخارج المبنى، وعقب 2011 بدأت وزارة الآثار المصرية في أعمال الترميم، معلنة هذه الأيام الانتهاء من 85% من أعمال الترميم التي شملت الواجهات والأبواب والنوافذ والتماثيل والمزخرفات داخل وخارج القصر، إضافة للسور الأصلي للقصر والحديثة الخاصة به.

وأثارت بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول حقيقة تشابه أعمال الترميم مع الرسومات الأصلية للقصر، وصحة هدم السور الأصلي له، الأمر الذي نفته الآثار المصرية، موضحة أن السور الحديدي الذي شيد منذ 13 عاما هو السور الذي تمت إزالته، إضافة إلى تأكيدها تطابق الترميمات مع التصميم المعماري الأول لقصر البارون.

قد يهمك أيضا:

تدريب الأثريين المصريين على أساليب علاج صيانة مقتنيات المتاحف

وليد منصور يؤكد "من 30 سنة" في قصر البارون الأربعاء القادم

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر البارون في القاهرة تحفة معمارية تحاصرها أساطير الموت والمرض قصر البارون في القاهرة تحفة معمارية تحاصرها أساطير الموت والمرض



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab