رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني
آخر تحديث GMT10:29:51
 العرب اليوم -

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

الشاعر السوداني هاشم صديق
الخرطوم - العرب اليوم

رحل عن عالمنا الشاعر السوداني هاشم صديق، الذي كان رمزًا للإبداع، إذا قفز من خلال كلماته وأسطره ليجسد أروع تجليات الثقافة السودانية، ويخترق قلوب الناس بأعماله التي حملت توقيع النضال والجمال.فقد كان هاشم صديق، الملقب بـ "شاعر الملحمة"، أحد أبرز المبدعين الذين ربطوا بين الشعر والمسرح والغناء، فترك بصمات لا تُنسى في الذاكرة الثقافية السودانية.

ومن أوبريت "قصة ثورة" التي أصبحت جزءًا من التراث الوطني إلى أعماله المسرحية التي جسدت آلام الوطن وآماله، ظل هاشم صديق صوتًا جريئًا يتحدى القمع ويعلن أن الإبداع لا يموت مهما كانت التحديات.

كما كان الراحل أحد أبرز الشعراء الذين ارتبطوا بجمال الأدب وفن المسرح، وقدم العديد من الأعمال التي أثرت الثقافة السودانية وذاع صيتها في العالم العربي.

ومن أبرز أعماله "قصة ثورة" أو " الملحمة"، الأوبريت الأكثر شهرة في تاريخ السودان، الذي لحنه الفنان، الموسيقار محمد الأمين، وأصبح علامة فارقة في تاريخ الفن السوداني، ليشكل أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي في السودان.

كذلك ترك صديق بصمات واضحة أيضًا في مجالات الأدب والصحافة والنقد الأكاديمي، حيث أبدع في التأليف الدرامي وصار له دور كبير في إثراء الثقافة السودانية. من أشهر أعماله المسرحية مسرحية "أحلام الزمان" التي حازت جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973، وكذلك "نبتة حبيبتي" التي نالت جائزة النص الأدبي عام 1974. كما قدم العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية التي كانت تحاكي هموم المجتمع السوداني وتطرح قضاياه.

وقد كان لشعر هاشم تأثير كبير على الفنانين السودانيين، حيث غنى له كبار الفنانين مثل محمد الأمين ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وسيد خليفة، تغنى للحبيبة والوطن معًا، فكانت أغنياته تمزج بين عشق الأرض وتطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة، مما جعل صوته يشدو بآمال الأمة وأحاسيسه تجاه الحبيبة في تناغم لا يُنسى.

ورغم معاناته في آخر أيامه، حيث تم نقله إلى ضاحية الثورة بأم درمان بعربة "كارو" بعد تعذر إيجاد وسيلة نقل أخرى أثناء الحرب المحتدمة في السودان، ظل هاشم رمزًا للإبداع والمقاومة. هذا التناقض بين مكانته الفنية الكبيرة والظروف القاسية التي عاشها في آخر أيامه يبرز مدى تحدي الإبداع للفقر والموت والدمار.

يشار إلى أن الراحل وُلد في عام 1957 في حي شرق أم درمان، وبدأ دراسته في أم درمان ثم انتقل إلى المعهد العالي للموسيقى والمسرح، حيث حصل على درجة البكالوريوس في النقد المسرحي بتقدير ممتاز عام 1974.

لاحقًا، سافر إلى المملكة المتحدة لدراسة التمثيل والإخراج في مدرسة التمثيل "إيست 15"، ليعود محملاً بالمعرفة والتجربة التي أضافت الكثير إلى مسيرته الفنية.

وعمل هاشم أستاذًا في المعهد العالي للموسيقى والمسرح حتى عام 1995، وأسس مكتبة المسرح السوداني التي ضمت أرشيفًا غنيًا من الأعمال الأدبية والفنية التي تُعد مرجعية للأجيال القادمة.

ورغم النجاح الأكاديمي والفني الذي حققه، تعرض هاشم للرقابة والضغوط من الأنظمة الحاكمة بسبب أعماله الجريئة. فبعد أن توقف مسلسله "الحراز والمطر" عام 1979، تعرض "الحاجز" للقطع في عام 1984، وتم إيقاف برنامجه "دراما 90" في عام 1993.

وفي ظل هذه التحديات، ظل هاشم صديق رمزًا للمقاومة الفنية، ثابتًا في إبداعه. فقد ظل يؤمن أن الإبداع لا يمكن قمعه مهما كانت الظروف، وأن الفنان يجب أن يظل صامدًا في وجه القمع والإقصاء.

يذكر أن هاشم صديق رحل السبت، لكن أعماله ستظل حية في ذاكرة الأجيال القادمة، ويستمر تأثيره الفني والإبداعي في تحفيز الأجيال الجديدة من المبدعين، وفق لكل محبيه الذي نعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الخرطوم تستضيف مؤتمر وزراء الثقافة العرب والأفارقة

بدء فعاليات الملتقى الثالث لوزراء الثقافة السودانية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab