معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان
آخر تحديث GMT07:35:08
 العرب اليوم -

عُرف بصُحبته لـ"العقاد" وجرأته ونقده أسماءً كبيرة

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية
الخرطوم - العرب اليوم

يُشير الأدباء وأهل الثقافة في السودان إلى معاوية محمد نور (1907 - 1941م) بوصفه رائد الحداثة الأدبية الفكرية في البلاد، لا سيما مشروعه النقدي الذي عكف عليه عبر مقالات نشرها في الصحف المصرية في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، غير أنه رحل عن العالم سريعا قبل أن يكمل ما كان يجول بخاطره من طموحات كبيرة على ما يبدو.

وُلد معاوية نور في مدينة أمدرمان التي تعرف بالعاصمة الوطنية، وذلك في عائلة ميسورة الحال، وحيث كان جده من أمراء الدولة المهدية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، في حين كان خاله الدرديري محمد عثمان، من أوائل المتعلمين، حيث شغل منصب قاض في المحكمة العليا وعضوا بمجلس السيادة بعد الاستقلال في 1956م.

وتربّى معاوية مع خاله هذا بعد وفاة والده وهو في سن العاشرة، واستفاد من بيئة المعرفة والتعلّم ليشحذ ذهنه مبكرًا بحب الأدب والعلوم الحديثة، وإذا كان تلقى في البدء التعليم التقليدي الديني إلا أنه درس بعدها المدارس الحديثة في العهد الإنجليزي إلى أن دخل كلية غردون (جامعة الخرطوم حاليا) لدراسة الطب وذلك عام 1927 وحيث كان من المتفوقين.

إلى بيروت
وقادته ميوله الأدبية إلى أن يغادر عالم الطب الذي لم يكن يحبه، وبمساعدة خاله سافر للدراسة بكلية الآداب التابعة إلى الجامعة الأميركية في بيروت، ليدخل تجربة اغتراب مبكر واحتكاك خارجي بالثقافات الأجنبية ساعدته في أن يبلور مفاهيمه الخاصة للأدب والنقد الثقافي.

وقد يهمك ايضاً:

"التأريخي والسردي في الرواية العربية" يقدّم دروسًا للحكّام و"يشاكس" المعلومات

وفي تلك الفترة كان يراسل من القاهرة العديد من المطبوعات من صحف ومجلات مثل "مجلة المقتطف" و"الهلال" و"الرسالة" و"البلاغ الأسبوعي" و"جريدة مصر"، حيث ينشر مقالات ونصوصا ودراسات متنوعة في الجوانب الاجتماعية والفلسفية.

التجريب والجرأة
طغى على منهج معاوية نور التجريب والبحث، بحيث إنه كان يكتب في حقول متنوعة رابطها الوحيد يكاد يكون هو حب المعرفة، والحس النقدي العالي الذي تمتع به في أن لا يقبل الأمور على علاتها، بالإضافة إلى الجرأة الكبيرة التي تميز بها، وفي تلك الأعوام المبكرة يبدو كقارئ نهم للأدباء العالميين أمثال: أميل زولا وبرناردشو وتولستوي ودستويفسكي وهمنغواي وتشيكوف وشكسبير، وفي الصعيد العربي كان يقرأ لجبران خليل جبران والعقاد وطه حسين وغيرهم.

وأكمل الدراسة الجامعية في بيروت وانتقل معاوية إلى القاهرة واحتك بالأوساط الثقافية هناك، حيث أصبح محررًا بجريدة مصر بالصفحات الأدبية، واستمر في نشر مقالاته وقصصه ودراساته، وفي مصر جمعته علاقة قامت على الاحترام مع الأديب المصري الكبير عباس محمود العقاد الذي كان رثاه في قصيدة شهيرة عقب وفاته، إذ رأى في معاوية عبقرية ناضجة سرعان ما ذبلت بفعل الموت الذي عاجله بفعل مرض ذهني غامض مصحوب بداء عضوي.

وجاء في مطلع قصيدة العقاد:
بكائي عليه من فؤاد مفجع
ومن مقلة ما شوهدت قط باكية
بكائي على هذ الشباب الذي ذوى
وأغصانه تختال في الروض ناميـة
ويا عارفيه لا تضنوا بذكره
ففي الذكر رجعى من يد الموت ناجية
وقال عنه: "لو عاش معاوية لكان نجمًا مفردًا في سماء الفكر العربي"، وعرف معاوية بجرأة في تناول موضوعاته ونقد أسماء كبيرة في الوسط الأدبي، أمثال سلامة موسى وإبراهيم المازني، وهو ما خلق له خصومات مع البعض.

رائد القصة القصيرة
يعدّ معاوية نور أول من كتب القصة القصيرة في السودان حيث تمثّل قصته "المكان" بذور القصة السودانية القائمة على الإطار الحداثوي والتجريبي المتقاطع مع الثقافة الغربية.
عاش معاوية نور حياة قصيرة لكنها كانت حافلة بإنجاز الكثير والعمل المستمر، إلى أن تردى وضعه الصحي في إحدى زياراته للسودان، حيث رحل وهو في مطلع الثلاثينات من عمره.

وقد يهمك ايضاً:

تزايُد عدد مُستخدمي المكتبة الإلكترونية في مترو أنفاق موسكو

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab