تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية
آخر تحديث GMT08:15:34
 العرب اليوم -

أبْرَزَ اهتمامَهم بالسيطرة على القلاع التاريخيّة

تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية

المَعالَم الحضارية في اليمن
عدن - العرب اليوم

وثّق تقرير "تجريف التاريخ"، الصادر مؤخرا عن منظمة مواطنة لحقوق الإنسان (منظمة يمنية مستقلة)، جزءا من الانتهاكات والاعتداءات التي نفذتها ميليشيات الحوثي ضد المعالم الحضارية والأثرية في اليمن، إما بقصفها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وأبرز التقرير الميداني للمنظمة الحقوقية اليمنية، والذي شمل 9 محافظات، اهتمام الحوثيين بالسيطرة على القلاع و القصور التاريخية لما لها من أهمية استراتيجية في المعارك العسكرية، وكشفت عن استخدام الحوثيين للمعالم الأثرية، حصونا عسكرية لشن هجماتهم انطلاقا منها، وعرضت عددا من الأدلة بينها هجوم الحوثيين على موقع القفل في صعدة وقصر دار الحجر في لحج، وقلعة القاهرة في تعز وغيرها.

وأكد التقرير أن مدينة براقش التاريخية في مأرب (وهي أقدم مدينة باليمن ترجع إلى 1000 قبل الميلاد) والتي تضم معابد بارزة، حوّلها الحوثيون عام 2015 إلى مكان لتخزين الأسلحة، وهو ما عرّضها للقصف.

براقش أقدم مدن اليمن
تعدّ براقش أو كما تعرف في النقوش اليمنية القديمة المسندية باسم "يثل"، والتي كانت العاصمة الدينية لمملكة معين، أقدم مدينة في اليمن.
وترجع إلى 1000 قبل الميلاد، وقام السبئيون بإعادة بناء سورها في القرن الخامس قبل الميلاد، لكنها شهدت عصرها الذهبي في القرن الرابع قبل الميلاد عندما اتخذها المعينيون عاصمة لهم وبقيت عاصمتها الدينية، حتى بعد تغير العاصمة إلى قرناو.

وذكر إسترابون اسم هذه المدينة من بين المدن التي نزلها القائد الروماني أليس غاليوس خلال حملته العسكرية على اليمن بين العامين 24 و25 ق.م.
وبنيت مدينة براقش، على ربوات صناعية محاطة بأسوار عظيمة ومنيعة، وعليها أبراج للحماية والمراقبة من كل الاتجاهات، واحتلت أهمية تاريخية نظرا لوقوعها على طريق القوافل التجارية المحملة بالعطور والطيب والتوابل، التي تمر عبرها إلى الشام ومصر.
ونفّذت بعثة إيطالية بين عامي 90-1992م حفريات أثرية للكشف عن المعبد الرئيسي للمدينة، المعروف بمعبد الإله نكرح، ورممت هذا المعبد الفريد ذا الطراز المعماري المميز للمعابد المعينية، خلال عامي (2003-2004م).

ظلت صامدة
ورغم من محاولات تدمير مدينة براقش منذ سقوط الدولة المعينية أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وحتى سيطرة الحملة العسكرية الرومانية عليها فإنها ظلت صامدة، وظل سور المدينة قائما، ولم يؤثر في المدينة تعاقب السكنى فيها، وإعادة استعمال أنقاض المباني القديمة في العصر الإسلامي، حتى وصلتها ميليشيات الحوثي في عصرنا الحالي.

جوهرة ما قبل الميلاد تدمرها مغامرات الحوثيين
ظلت معالم مدينة براقش رغم أن بناءها يعود إلى ما قبل الميلاد، واضحة، وصمد سورها وحصنها ومعبدها الأثري وبقيت أبراجها (56 برجا) في حالة جيدة، ومثلت بذلك جوهرة الآثار ليس في اليمن فحسب، بل في كل أرجاء الشرق الأدنى القديم، قبل أن تحولها ميليشيات الحوثي عقب انقلابها على السلطة الشرعية، نهاية عام 2014م، إلى ثكنة عسكرية ومخزن لترسانة أسلحتها، وتعريضها للقصف والتدمير.
وذكرت مصادر محلية أن الميليشيات اتخذت من مدينة براقش أثناء سيطرتها عليها، مركزا لانطلاق عملياتها العسكرية، ودمرت معظم معالمها التاريخية، وبعض أجزاء سورها وتهشيم بعض النقوش الموثقة للدولة المعينية.

ووثق تقرير للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات في مدينة براقش الأثرية، ولفت إلى أن جماعة الحوثي حولت براقش إلى ثكنة عسكرية، وأنشأت فيها سجونا للمواطنين داخل مبانيها الأثرية وغرفا لقياداتها، وعمل حفر خنادق ومتاريس حربية في أسوارها ومعابدها، ومقابر للقتلى من المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب، كما جرى توثيق "شهادات عدد من المواطنين المجاورين للمدينة الأثرية بشأن قصف المدينة واحتلالها والعبث في محتوياتها ومعالمها الأثرية والإضرار بهويتها الأثرية والثقافية والتي تعدّ إرثا إنسانيا للعالم أجمع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية تقرير يُوثِّق انتهاكات الحوثي بحقّ المَعالَم الحضارية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab