ولد تشو يوغوانغ في عهد آخر أباطرة الصين ويحتفل اليوم مؤسس نظام بينيينغ لكتابة الصينية بالأحرف اللاتينية بعيده التاسع بعد المئة وهو يظل على قناعة ثابتة بأن مستقبل البلاد هو رهن الديموقراطية.
وصرح عالم الألسنيات والمعارض الأكبر سنا على الأرجح على وجه الأرض لوكالة فرانس برس "بعد 30 عاما من الإصلاحات الاقتصادية، لا يزال ينبغي على الصين أن تسير على درب الديموقراطية".
وهو أضاف "إنه الدرب الوحيد ولطالما كنت مقتنعا بذلك".
ويعرف تشو ب "أب البينيينغ" وهو نظام يسمح بكتابة الرموز الصينية بالأحرف اللاتينية اعتمد في الخمسينيات في الجمهورية الشعبية وبات اليوم يستخدم من قبل مئات ملايين الأشخاص في الصين وفي العالم أجمع لتعلم اللغة الصينية التي لا أبجدية لها.
ويعيش هذا الرجل المتواضع في شقة ضيقة في بكين كلها كتب، من بينها عشرات الكتب من تأليفه. وهو أقر "لا أشعر بالفخر. ولا أظن بأنني قمت بإنجاز كبير".
ولد تشو في عائلة أرستقراطية سنة 1906. وهو عايش السنوات الأخيرة لسلالة كينغ (1644 - 1911) قبل الإطاحة بها.
درس في شنغهاي ثم اليابان قبل أن يلجأ مع زوجته وطفليه إلى شونغكينغ (جنوب غرب) خلال الاجتياح الياباني ويعمل في مصرف في وول ستريت بعد العام 1945. وهو التقى بألبرت آينشتاين مرتين عند أصدقاء في برينستاون.
وعاد إلى الصين بعد انتصار ماو سنة 1949. وهو كتب في فترة لاحقة "كان الشيوعيون يقدمون أنفسهم في تلك الفترة على أنهم ديموقراطيون".
ودرس الاقتصاد وعين مستشارا لتشو إن لاي الرجل الثاني في النظام.
وفي العالم 1955، كلف رئيس الوزراء هاوي الألسنيات هذا برئاسة لجنة شكلت لإصلاح اللغة الصينية ومكافحة الأمية.
وهو استند إلى نظام أعد في الاتحاد السوفياتي لنقل رموز اللغة الصينية إلى أحرف لاتينية في إطار ما يعرف بالبينيينغ (أي حرفيا المجموعات الصوتية) الذي بات يعلم حكما لجميع متعلمي اللغة الصينية.
وأدى تطور هذا النظام دورا أساسيا في انتشار اللغة المندرية وتعليمها، علما أن 90 % من سكان البلاد يتكلمونها اليوم، في مقابل 20 % لا غير في الخمسينيات.
وأضفت سلطات بكين طابعا رسميا على نظام بينيينغ الذي حل محل غيره من أنظمة نقل الرموز الصينية.
وقال لوو ويدونغ الأستاذ المحاضر في جامعة اللغات في بكين "يتعذر على القارئ لفظ الرمز الصيني بمجرد النظر إليه، لذا كان البينيينغ جد مفيد في التعليم".
واستخدم هذا النظام خصوصا في ربط اللغة المندرية بالرموز المعلوماتية.
لكن إنجاز تشو لم يجلب له استحسان نظام ماو، فقد أمضى المفكر سنيتن في معسكر الأشغال وكان يفترش الأرض خلال الثورة الثقافية (1966 - 1976).
وهو كتب عن زملائه في المعسكر "عندما تكونون في عداوة، من الأفضل لكم أن تكونوا متفائلين. فالمتشائمون أكثر عرضة للموت".
وهو أضاف "بصراحة، ليس لدي أي تعليقات إيجابية على ماو تسي تونغ"، معتبرا ان "ازدياد الصينيين ثراء ليسا مهما. فالتقدم البشري هو، لا محال، تقدم نحو الديموقراطية".
وتقاعد تشو عندما كان في الخامسة والثمانين وألف منذ تلك الفترة عدة كتابات يدافع فيها عن فكرة أن الإصلاحات الاقتصادية لا تجدي نفعا من دون تغيير سياسي.
وهو أكد ختاما أن المشكلة ليست في الرئيس بل "في النظام حيث لا مكان فيه لحرية التعبير".
المصدر: أ ف ب
أرسل تعليقك