يحاكم الممثل الأميركي بيل كوسبي المتهم بالاعتداء جنسيا على شابة سنة 2004 كانت تحت تأثير الكحول والمخدرات محاكمة جنائية، وفق القرار الصادر عن قاضية في بنسيلفانيا خلال جلسة تمهيدية.
وقالت القاضية إليزابيث ماكهيو لبيل كوسبي بعد تلاوة الحكم الصادر الثلاثاء "أتمنى لك التوفيق".
واكتفى الممثل البالغ من العمر 78 عاما بالإجابة "شكرا"، من دون الإدلاء بأي تصريحات.
ويلاحق الممثل في إطار هذه المحاكمة بتهمة الاعتداء الجنسي مع أسباب مشددة للعقوبة على أندريا كونستاند سنة 2004.
فهذه الموظفة السابقة في فريق كرة السلة في جامعة "تمبل يونيفرسيتي" تتهم النجم التلفزيوني السابق بالاعتداء عليها في مقر إقامتها في ضاحية فيلادلفيا.
وتقول كونستاند إن بيل كوسبي أرغمها على تناول "حبة زرقاء" أفقدتها وعيها قبل الاعتداء عليها. ويقر هذا النجم السابق الذي صنع مجده بفضل دوره كرب عائلة نموذجي في المسلسل الشهير في الثمانينات بأنه أعطاها هذه الحبات، لكن مع التشديد على أن العلاقة الجنسية بينهما حصلت بالتراضي.
وقد تصل عقوبة هذه الاتهامات إلى عشر سنوات من السجن.
واعتبرت القاضية إليزابيث ماكهيو أن العناصر التي جمعها مكتب المدعي العام حول تورط الممثل الأميركي بيل كوسبي في هذه القضية تبرر إقامة محاكمة جنائية.
ولإظهار أن عناصر الملف القضائي كافية لتبرير محاكمة جنائية، استند كيفن ستيل المدعي العام في منطقة مونتغومري (شمال شرق الولايات المتحدة) إلى الشهادة المكتوبة لصاحبة الدعوى أندريا كونستاند، فضلا عن تلك التي أدلى بها بيل كوسبي سنة 2005.
وعلق ستيل على الحكم قائلا "نحن هنا لأننا نريد إظهار الحقيقة. وننتظر الآن تحديد موعد للمحاكمة".
وهذا هو المسار الجنائي الوحيد الذي يستهدف الممثل السابق المتهم باعتداءات جنسية من جانب عشرات النساء في الولايات المتحدة. ويتعرض كوسبي لملاحقات أخرى بتهم الاعتداء الجنسي لكنها كلها دعاوى مدنية.
وقال محاموه في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها إثر صدور قرار المحاكمة الجنائية إن "السيد كوسبي ليس مذنبا ... ولا يتعارض أي عنصر مقدم من المدعي العام مع هذه الحقيقة".
وهم أضافوا "ليس لدينا أي شك في أن هذه القضية ستحل لصالح السيد كوسبي".
وغردت ليزا بلوم محامية النساء الأخريات اللواتي رفعن دعاوى قضائية في حق الممثل تعقيبا على هذا الحكم ما مفاده أن "السيد كوسبي له الحق في محاكمة منصفة، تماما مثل النساء اللواتي يتهمنه بالاعتداء الجنسي واللواتي يتخطى عددهن الخمسين".
- سقوط الهالة -
قبل الكشف عن هذه الفضائح الجنسية، كان بيل كوسبي الممثل والمقدم الفكاهي والمنتج من الشخصيات الأكثر شعبية في الولايات المتحدة.
وهو طبع الثقافة الشعبية الأميركية بمسلسل "ذي كوسبي شوو" (1984 -1992) الذي أنتجه وأدى بطولته.
وفاز الممثل بفضل هذا العمل التلفزيوني الذي يروي قصة عائلة متمحورة على الوالد وهو طبيب نسائي محترم وطريف، بمجموعة من الجوائز، من بينها جائزتا "غولدن غلوب".
كما ساهم بيل كوسبي في تذليل العقبات العرقية في الأوساط التلفزيونية عندما أصبح أول ممثل أسود يؤدي دورا رئيسيا في مسلسل ناجح هو "آي سباي" وينال بفضله جائزة "إيمي" لأفضل ممثل في مسلسل درامي. وهو فاز بهذه الجائزة ثلاث مرات على التوالي بين 1966 و 1968.
وإثر هذه الفضائح، خسر الممثل المولود في فيلاديلفيا سنة 1937 عدة شهادات فخرية حصل عليها من جامعات عريقة في الولايات المتحدة، من قبيل دريكسل في فيلادلفيا وبراينت في رود ايلاند وكاليفورنيا ستايت يونيفرسيتي.
وتخلى عنه الكثير من أصدقائه المشهورين، من أمثال المغنية جيل سكوت والممثلة ووبي غولدبرغ.
أما زوجته كاميل التي له منها خمسة أطفال، من بينهم شاب قتل بالرصاص سنة 1997، فهي لا تزال تدافع عنه.
ا ف ب
أرسل تعليقك