انتخب المحافظ اندري دودا الاحد رئيسا لبولندا بفوزه ب53 في المئة من الاصوات متقدما على الرئيس المنتهية ولايته اليميني الوسطي برونيسلاف كوموروفسكي الذي حاز 47 في المئة، وفق استطلاع اجري لدى الخروج من مكاتب الاقتراع.
وفوز دودا (43 عاما) الذي سيتم تاكيده رسميا الاثنين قد يمهد لعودة ياروسلاف كاتشينسكي، زعيم حزب القانون والعدالة الذي ينتمي اليه، لمناسبة الانتخابات التشريعية المقررة في الخريف المقبل.
وسارع كوموروفسكي الى الاقرار بهزيمته مهنئا خصمه.
وقال مخاطبا انصاره "لم ننجح هذه المرة. قرر مواطنو بولندا الحرة والديموقراطية هذا الامر. لهذا السبب اهنىء منافسي. اهنئه بالنتيجة واتمنى له ولاية رئاسية جيدة لانني اتمنى الخير لبولندا".
وفي مقر حملة دودا، استقبل اعلان النتيجة بهتافات الفرح من جانب انصار المرشح المحافظ.
وشكر الفائز للرئيس المنتهية ولايته تهنئته وكذلك لمن صوتوا لمصلحته، املا ان "يكون عددهم اكبر في الانتخابات المقبلة".
ورغم ان صلاحيات الرئيس في بولندا محدودة الى حد ما، يقول المحللون ان الانتخابات الرئاسية قد تكون مقدمة للانتخابات التشريعية المهمة في الخريف المقبل.
وفي البداية بدا كوموروفسكي متفائلا اذ انه مع بدء الحملة الانتخابية وصلت نسبة دعمه الى اكثر من 60 في المئة، الا ان الدورة الاولى من الانتخابات في العاشر من ايار/مايو جاءت بنتائج مغايرة اذ تفوق عليه دودا بحصوله على 34,76 في المئة مقابل 33,77 في المئة.
وقال احد الناخبين بوغدان جانوشا (62 عاما)، الذي ادلى بصوته في حي براغا بولودني الشعبي في وارسو، "انتخبت اندري دودا لان الطاقم في السلطة اثبت منذ ثمانية سنوات انه لا يستطيع ان يفعل شيئا".
واوضج جانوشا "انتظر من دودا تغييرا كاملا. آمل ان يتم التعامل مع البولنديين كبولنديين والا نرضخ للاتحاد الاوروبي"، مضيفا ان الوضع في بولندا خطير مع تراجع مستوى المعيشة.
اما بالنسبة للموظف مارك غراجييوفسكي (53 عاما) فان دودا لا يزال مجهولا، ولذلك "افضل ان اعتمد على ما كان سابقا، لقد انتخبت برونيسلاف كوموروفسكي وآمل ان يستطيع القيام بما هو اكثر من دودا".
وادلى دودا بصوته في كراكوف (جنوب) برفقة زوجته وابنته، ولم يدل باي تصريح للصحافة.
ودودا، النائب الاوروبي في الـ43 من العمر، مرشح حزب القانون والعدالة بقيادة ياروسلاف كاتشينسكي، اما كوموروفسكي (62 عاما) فيدعمه الحزب الليبرالي "البرنامج المدني" في السلطة منذ ثماني سنوات.
ولا يخفي زعيم حزب القانون والعدالة كازينشكي طموحه للعودة الى السلطة، وهو شقيق الرئيس السابق ليخ كاتشينسكي الذي قتل في حادث تحطم طائرة في روسيا. ومن شأن فوز دودا في الانتخابات الرئاسية ان يعيده الى دائرة الحكم، برغم انه منذ ثماني سنوات لم يستطع رئيس الحكومة السابق هذا سوى تسجيل الخسائر الانتخابية.
ومستذكرا خسارته امام برونيسلاف كوموروفسكي في انتخابات العام 2010، يراهن كاتشينسكي بالكامل على مرشحه الحزبي. وهو لم يظهر شخصيا في الحملة الانتخابية لدودا وانما اجرى مداخلات تلفزيونية على محطات اذاعية مقربة من حزبه.
وتواجه المرشحان في مناظرتين تلفزيونيتين، حيث اصر الرئيس المنتهية ولايته على ان موقع بولندا في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي يشكل "ضمانة" للامن والازدهار، كما دافع عن حصيلته السياسية مذكرا بخبرته السياسية الطويلة.
اما دودا فوعد "بالدفاع عن المصالح القومية" للبولنديين في الساحة الدولية. وتعهد من جديد بخفض سن التقاعد من 67 الى 65 عاما، كما بتخفيض نسبة الضرائب.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك