اشتبك قوميون اسرائيليون ورجال الشرطة الاسرائيلية مع فلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة الاحد فيما سارت حشود من المتشددين اليهود في المدينة احياء للذكرى الثامنة والاربعين لاحتلال وضم المدينة عام 1967.
وذكرت الشرطة ان ضابطي شرطة اصيبا عندما رشقهم فلسطينيون بالحجارة كما اعتقل اربعة متظاهرين بالقرب من باب العامود في المدينة القديمة.
وفرق رجال الشرطة، وكان بعضهم على الخيول، المتظاهرين بالهراوات.
وجاء في بيان للشرطة ان "عشرات المسلمين اشتبكوا بالايدي مع مجموعة من اليهود".
وذكر شهود عيان ان فلسطينيين اصيبا في اشتباكات مختلفة، بينما اظهر تسجيل فيديو عاملين في الهلال الاحمر ينقلون احد المصابين.
ولم تكشف الشرطة عدد المتوجهين الى المدينة القديمة في طريقهم للصلاة عند الحائط الغربي، الا انها قالت انها تتوقع "حشودا كبيرة".
وقالت الفلسطينية منى بربر لوكالة فرانس برس "انهم ياتون الى هنا بدعم من الحكومة المتطرفة التي دفعت اجرة الحافلات".
ويشهد هذا اليوم الذي يطلق عليه في اسرائيل اسم "يوم القدس" سلسلة من المراسم و"مسيرة الاعلام" السنوية التي ستمر عبر البلدة القديمة وصولا الى حائط المبكى ويشارك فيها قوميون متشددون.
ونشرت الشرطة الاسرائيلية تعزيزات مؤلفة من عدد كبير من رجال الشرطة بالزي المدني والشرطي في شوارع المدينة، بحسب بيان.
وهذا العام تقدمت منظمتان غير حكوميتين بطلب الى المحكمة الاسرائيلية العليا لتغيير طريق المسيرة حتى لا تمر في الاحياء المسلمة.
الا ان الاسبوع الماضي رفضت المحكمة الطلب، مؤكدة انه "لن يتم التسامح مطلقا مع اية اعمال عنف، ويجب ان تعتقل الشرطة اي شخص يهتف بشعار +الموت للعرب+". وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة ان "الاف رجال الشرطة" انتشروا في البلدة القديمة وما حولها.
كما اكدت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لبى سامري انه تم نشر رجال شرطة بالزي الرسمي والمدني.
وقالت "الشرطة لن تتسامح مطلقا مع اي عنف جسدي او لفظي، وستستخدم كل الوسائل المتوفرة لديها ضد اي شخص يزعزع السلام او يقوم باعمال شغب حيث سيحاكم باقسى القوانين".
ونظمت جماعة تاغ مائير المناهضة للعنصرية تظاهرة مضادة امام مبنى البلدية احتجاجا على ما وصفته ب"مسيرة الكراهية".
وصرح صحافي من وكالة فرانس برس ان مئة شخص شاركوا في تلك التظاهرة تحت اعين كتيبة كبيرة من رجال الشرطة، الا انه لم تحدث اية اضطرابات.
وقالت الجماعة ان المسيرة السنوية اصبحت "مركزا للجماعات المتطرفة" وترافقها بشكل روتيني "عبارات عنصرية واهانات وتحطيم للممتلكات وعنف جسدي ضد سكان القدس الفلسطينيين".
واضافت "هذا العام نقولها بصوت عال وبكل وضوح +لا للعنف والكراهية والتحريض+ الذي يهدد النسيج الحساس للحياة اليومية في القدس".
وقالت الجماعة ان انصارها سيسيرون عبر الاحياء المسلمة ويوزعوا الزهور على السكان كرمز للسلام والتعايش.
وجماعة تاغ مائير كانت من بين المنظمتين اللتين فشلتا في الحصول على قرار من المحكمة العليا لتغيير طريق المسيرة.
ومن المتوقع ان يشارك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس رؤوفين ريفلين مساء الاحد في حفل رسمي سيعقد في "تلة الذخيرة" وهو نصب تذكاري عسكري في القدس الشرقية المحتلة.
من جهتها، نددت منظمة السلام الان المناهضة للاستيطان في اعلان نشر الاحد في صحيفة هارتس اليسارية ب"يوم القدس" مشيرة الى ان "هناك 200 الف مستوطن يقيمون في الاحياء العربية وسط 300 الف فلسطيني".
وقالت المنظمة "القدس الشرقية ليست عاصمتي".
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في 1967 واعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في كل الاراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.
وتعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها هي عاصمتها "الابدية والموحدة" بينما يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم العتيدة.
أرسل تعليقك