واشنطن ـ رولا عيسى
أكد خبير الإتيكيت وآداب السلوك في المملكة المتحدة، ويليام هانسون: "أعترف أنني ما زلت أحب عالم ديزني، فليس علي أن أخجل، ولم يمنعني ذلك من الشروع في زيارة أميركا في عطلتي الأخيرة، ولكني كنت أصارع وجوه الجميع المذعورة عندما قلت لهم أن وجهتي الأولى ستكون أورلاندو إلى عالم والت ديزني".
وعندما قرر والت ديزني نفسه بناء ثاني متنزه أميركي في الستينات اختار مدينة أورلاندو ويرجع ذلك أساسًا إلى تكلفة الأرض الرخيصة، تمامًا كما كان هناك هذا الحافز لكونها حادة هنا، فلم تكن أولاندو تتمتع بجمال طبيعيًا ساحرًا، فقد كانت أقرب إلى هامبتونز الفقيرة، فلم تكن حتى مثل مدينة ولفرهامبتون، في الحقيقة، ولفرهامبتون يمكن أن تكون أجمل.
ومن دون ديزني وتدفق المعالم السياحية التي انفجرت منذ افتتاح منتزة والت ديزني في العالم عام 1971، قد تكون أورلاندو لا تزال مستنقعًا كبيرًا كما كانت من قبل، ولكن الآن هي موطن لاثنين من الحدائق الأكثر شعبية في العالم.
وقال ويليام: "قبل أن أغادر إلى أميركا، أبلغني صديق لي شيء لم يكن لدي فكرة عنه وهو دليل ديزني للأشخاص المميزين، وهو مخصص لجولات كبار الشخصيات التي يمكن لأي شخص أن يحجزها، حيث قدمت تجربة دليل ديزني لي بعض الأفكار عما إذا كان من الممكن القيام بنسخة فاخرة من تجربة أورلاندو بشكل عام، والذي رشح لي فندق "والدورف أستوريا أورلاندو" الفاخر، والذي يعد أكبر من معظم المنازل البريطانية".
وأضاف ويليام: "سرعان ما تم نقلنا نحو المملكة السحرية، من خلال مدخل منفصل، بعد أن تم تقديم المياه والمشروبات الغازية والوجبات الخفيفة لنا، ذهبنا لمشاهدة قلعة سندريلا والتي هي تمثل تحفة معمارية ليس فقط لمحبي الأفلام الكرتونية من الصغار ولكن للكبار أيضًا، وما عرفناه هناك أن معظم زوار أي حديقة يقومون بالتجول في اتجاه عقارب الساعة، لذلك كان اقتراح كيفن صديقنا الحكيم للقيام بعكس ذلك".
وبعد يوم طويل بشكل غير عادي من التجول حول الحدائق مع كيفن، فقد حان الوقت لتناول الطعام التي تشتد الحاجة إليها، فمطاعم ديزني ليس لديها سمعة جيدة نوعًا ما بسبب وجود طعام سيئ، في حين أنه في بعض الأماكن قد يكون هذا صحيحًا، فإنه بأي حال من الأحوال ليست قاعدة ثابتة.
وإذا كنت على استعداد للقيام بالقليل من البحث، يمكنك تناول الطعام مثل الأميرة، في مطعم بالشارع الرئيسي فقد اخترنا تناول وجبة في أحد المطاعم المميزة ضمن منتجع ديزني الأكثر رقيًا يدعى "ستريكوس"، والذي يضم 867 غرفة نوم، كما دخلنا مطعم ملون يدعى "بروفنكال" مشمس ويتمتع بالضوء المدهش بالاضافة إلى أطعمة أميركا الجنوبية، والتي تتميز بنكهات فلوريدا المحلية.
وهناك العديد من الفنادق فوق ممتلكات ديزني الضخمة، ولكن طوال فترة رحلتنا في أورلاندو اخترنا أن نكسر الحواجز العقلية والجسدية لنحظى بأيام مميزة في أسعد مكان على الأرض، واختارنا البقاء في ثاني أسعد مكان على وجه الأرض، "والدورف أستوريا أورلاندو"، في واحدة من أجنحة ديلوكس.
وبني الفندق على غرار فندق "والدورف" الأصلي في نيويورك وهو مغلق حاليًا لمدة ثلاثة أعوام، والذي افتتحه والدورف أستوريا، في عام 2009، ومنتجع عالم والت ديزني عالم بحد ذاته أو إذا صح التعبير مدينة حقيقية، تشقها الطرقات السريعة وفي بعض الأحيان تستغرق الرحلات ما بين الحدائق والفنادق نحو نصف الساعة بواسطة الحافلة أو القطارات الكهربائية ويعمل في منتجع عالم ديزني أكثر من 66 ألف موظف يعيش الأكثرية منهم في فلوريدا وأورلاندو واللافت هو أن هناك عددًا كبيرًا من الموظفين المسنين الذين واكبوا توسع عالم ديزني وبدأوا العمل منذ الافتتاح الأول لـ"ماجيك كيندوم" عام 1971.
ووقع اختيارنا خلال إقامتنا في عالم ديزني فلوريدا على فندق "أنيمال لودج"، الذي يقع في قلب الطبيعة فتستيقظ في الصباح على تغريد الطيور ولا يغفل لك جفن إلا بعد أن تودعك الزرافة، يضم الفندق مركزًا صحيًا وبركة سباحة وهناك عدة نشاطات تجرى على مدار الساعة لتسلية الصغار تبدأ من الصباح ولغاية ساعة متأخرة من الليل.
وتوجد حديقة ماجيك كيندوم والتي لا يمكن أن تزور ديزني لاند فلوريدا من دون أن تبدأ رحلة المغامرات من تلك الحديقة الأقدم في المنتجع، فهي وكما يدل اسمها عنوان السحر والروعة، تستقبل زوارها بقصر سندريلا، فيها تشاهد الفتيات الصغيرات وهن يرتدين فساتين الأميرات ويصففن شعرهن في صالونات خاصة بالصغار ومن الممكن دفع مبلغ إضافي لاكتشاف عالم سحري وسري تحت القصر ترى خلال الرحلة الموظفين الذين يؤدون أدوار الأمراء والأميرات، وهم على أهبة الاستعداد لأداء أدوارهم المستوحاة من قصص ديزني، وتنتشر تحت الأرض مطاعم وبنك خاص بالموظفين، وهناك قانون يفرض على الممثلين عدم الخروج إلى الملأ قبل أن ترسم البسمة على ثغورهم.
وتبلغ مساحة الحديقة 142 هكتارًا، وأهم ما فيها هو شارع "يو إس آي" الذي تقف على جانبيه المحلات التجارية التي تبيع منتجات ديزني، ومن أهم الألعاب في الحديقة "بيغ ثاندر موانتن" و"ميكي فيلار ماجيك"و"جانغل كروز" و"أندر ذا سي" ومغامرات "ويني ذا بو"و"بايرتس أوف ذا كاريبيان"، وتجرى خلال النهار عروض رائعة تجوب الشارع الرئيسي وجميع أطياف المكان، وهذا ما يعرف بـ"ديزني بارايد"وفي المساء احجز بقعة صغيرة خاصة بك لمشاهدة الألعاب النارية التي تنطلق من القصر، فالعرض أكثر من رائع.
ولا بد أن تزور حديقة "إبكوت" في المساء، فهي تضم مطاعم كثيرة تحمل نكهات كثيرة من المغرب وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأميركا، وكل مطعم هو أشبه بمدينة مصغرة للبلد الذي يمثله، وبعد العشاء لا بد أن تشاهد الألعاب النارية تحت عنوان "ريفلكشنس أوف إيرث" ويجري العرض في الماء ويدور حول قصة كوكب الأرض ويتم إطلاق ألفين و800 سهم ناري كل مساء.
وفي النهاية، ديزني لاند ليست للأطفال فحسب ربما هي صنعت لذلك ولكن مع رحلتي الأولى لها أدركت أنني اكتشفت مكانًا جديدًا ليس فقط لعائلتي ولكن لي أنا أيضًا.
أرسل تعليقك