قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني
آخر تحديث GMT08:47:42
 العرب اليوم -

شُيد لعيش العبيد فيه منذ قرون

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي
لندن - كاتيا حرب

يقع منزل برودزوورث هول، على بعد بضعة أميال فقط من ضواحي دونكاستر على طريق يورك وهو قصر ذو أروقة ضخمة ويبدو وكأنه لوحة من قصر باكنغهام على تلة خضراء بصورة غير محتملة، ويتكون  المنزل من 52 غرفة معظمها للخدم الذين عاشوا في زمن العبودية،فهو يرجع إلى الثلاثينات من القرن الماضي، ويشرف عليه الآن كارولين كار-وايتورث، التي هي أمينة على المكان منذ عام 1991، وفي العام نفسه استولت فيه هيئة التراث الإنكليزي على المنزل.

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

وتولت هيئة التراث الإنكليزي المنزل بعد أكثر من عامين على رحيل آخر مقيم هنا، وهي سيلفيا غرانت دالتون، وابنتها، باميلا لم تستطع الانتظار للتخلص منه، إذ لم يكن هناك وسيلة للذهاب للعيش فيه، وتعود قصة هذا البيت إلى عائلة تحدرت من رغد العيش إلى الفقر على مدار ثلاثة أجيال. اشتراه ثري يدعى بيتر زالوسون، من المقاطعة الفرنسية السويسرية، فقد كان من الأثرياء الذين يمنحون القروض لسفن العبيد وصناعات زرع السكر.

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

واشتراه زالوسون في عام 1791 وتوفي في 1797 لأسباب غير واضحة، وقد قام بتقييد وصيته لجيلين. في وقت لاحق بعد نحو 60 عامًا، في عام 1859، ورث حفيده شارل سابين أوغسطس زالوسون المنزل بالإضافة إلى العقارات التي تقع على 8000 فدان من الأراضي الزراعية الرئيسية في يوركشاير.

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

وكان أول شيء فعله هدم كومة هائلة قائمة، تقبع أمام الكنيسة، لبناء واحدة جديدة على قمة التل، بمعزل عن القرية والتي تواجه طريق آخر، نحو جنوب كوين ولندن، واستغرق الأمر ثلاثة أعوام فقط لبنائه، وهو ليس بالأمر الهين، فالمنزل يضم 52 غرفة، ووظف المهندس المعماري المعروف في لندن وشركة أخرى للتصميم، هي لابورثس، لتوفير الحرير والثريات والسجاد اليدوي المعقود إكسمينستر، فضلًا عن الأثاث، وأسس في الجنوب 15 فدانًا من الحدائق، بما في ذلك أرض للرماية، مع الكثير من تماثيل الرخام الإيطالي اشتراها في عام 1865 من معرض دبلن الدولي.

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

وتم بناء منزل لاستيعاب موظفين أكثر من الأسرة، ويشبه متاهة من فتحات المخفية والشرايين الضيقة المؤدية مباشرة من المطابخ إلى المخازن والأقبية، لضمان تقديم الخدمات باستمرار وكفاءة، وعاش هنا لمدة 20 عامًا فقط، وكان معه ما يكفي من المال للاستمتاع به، كما ورث أفراد الأسرة لاحقًا المنزل، فقد أصبحت طيور القطرس تلتهم الأموال، فقد تم التخلي عن الغرف، وفي وقت لاحق أصبحت أجنحة كاملة.

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

ومنذ السبعينات، عاشت جرانت دالتون هنا وحدها، مع اثنين من الكلاب ومدبرة منزل، إميلي تشيستر، التي كانت أكبر منها بعام واحدة، فقد كان المال شحيحًا للغاية قبل هذا الوقت، مما جعلها تنعزل في ذلك المنزل في ثلاث غرف فقط، كما دفعها إلى الإهمال في صيانة المنزل مما جعله يتحول إلى بيت أشباح بأوضاع مزرية.

وعلى الرغم من هذا، نجد أن هيئة التراث الإنكليزي عازمة على الحفاظ على المنزل كما هو، نظرًا لأنه بيت مهم للغاية من منتصف الحقبة الفيكتورية، وفقا لكار- وايتورث، كما أنه يحمل قصة العائلة التي عاشت هنا، ورحلتها من الثراء للفقر ومعاناتهم، حيث أنهم صورهم معلقة في كل مكان كما هي، وحتى بعد أن توفت غرانت دالتون في عام 1988، تجد أن مسارات حياتها اليومية واضحة في المنزل، فإنه يبدأ عندما عبرت من غرفة نومها لرفع اثنين من كلابها، بينكي وبيبي، وهذا واضح جدًا، نظرًا لأن السجاد والحرير المخملي للستائر فسدوا جراء بول الكلاب.

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني

وقالت كار- وايتورث: "نحن في حاجة إلى جلب الضوء مرة أخرى إلى برودزوورث، فمشروع الحماية الحالي يكلف ما يقدر ب 1.5 مليون جنيه إسترليني، الذي تحصل عليه الهيئة كتبرع خيري، ونسعى إلى تحويل المكتبة إلى مكتبة عامة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني قصة تحويل منزل مسكون إلى تراث تاريخي بريطاني



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 16:12 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال الإسرائيلي ينذر بإخلاء 5 مناطق شمال غزة

GMT 09:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الكرة المصري يحقق في تسريب محادثات حكام المباريات

GMT 02:09 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الصحة اللبنانية تعلن مقتل 40 في غارات إسرائيلية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab