الخيزران عودة إلى الداخل المعاصر ويُمثّل توقيع الطبيعة
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

المتانة والطواعية اللتين يتمتع بهما تشكلان عاملًا مميزًا لخصائصه الكثيرة

"الخيزران" عودة إلى الداخل المعاصر ويُمثّل "توقيع" الطبيعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الخيزران" عودة إلى الداخل المعاصر ويُمثّل "توقيع" الطبيعة

ديكور الخيزران
نيويورك - مادلين سعاده

قبل أن يجتاز عتبة البيوت والشقق ويستوطن داخلها، كان الخيزران سيد المساحات والفضاءات الحرّة. على الشرفات أو الترّاسات أو الباحات الداخلية "الباسيو" وحتى في الحدائق، كان حضور الخيزران بمثابة توقيع الطبيعة على الديكور. والخيزران، إضافة الى كونه طبيعياً، فإن المتانة والطواعية اللتين يتمتع بهما تشكلان عاملاً مميزاً لخصائصه الكثيرة، وبالطبع فإن جمال مظهره يعتبر خاصية ذات بُعد فريد لا يمكن مقارنته.

ولكن قبل الاسترسال في الحديث عن الخيزران، لا بد من الإشارة الى أن أنواعاً عدة من النباتات الآسيوية وبعض مناطق أفريقيا، من عائلة أشجار النخيل، تنضوي تحت هذا الاسم، منها ما هو على شكل أحزمة طويلة، تصل أطوال بعضها الى 200 متر (الروطان)، وأخرى على شكل جذوع أسطوانية عمودية متفاوتة الأطوال وفارغة من الداخل (البامبو)، وكلها تتميز بألياف صلبة وقادرة على مقاومة الأوزان والأحمال، وتزداد فاعليتها هذه مع مرور الوقت.

منذ آخر ثمانينيات القرن الماضي وحتى بداية القرن الحالي، شهد الخيزران فترة ركود حادة، همّشت دوره في الزخرفة الداخلية، وجعلت منه مادة هامشية رغم نبالته المؤكدة. بالطبع، معظم المواد تشهد فترات ركود وفترات ازدهار، غير أن غياب الخيزران التام شكّل حالة نادرة أدخلته في عالم النسيان.
وفجأة، في هذا الموسم، تتبدّى الميول قوية في تبني الخيزران، والترحيب به في غرفة المعيشة أو غرفة النوم مروراً بغرفة الطعام والمطبخ وصولاً إلى الحمّام. وها هو الخيزران في كل مكان وفي كل ركن من المنزل. يقولون: “نحن نحب الخيزران لخفّته وأصالته ولمظهره القديم والحديث في الوقت نفسه”.

وعبر هذه العودة للخيزران، تستعيد الطبيعة حقوقها! ويبدو أن هذه المرة ستكون العودة مستدامة، حيث لمسات الحداثة المبهرة، تضيف الى الديكور الداخلي جوهراً جديداً، تضع كل مساحة منه في دائرة الضوء.

طلائع هذه العودة بدأت في العام الماضي ، وفي هذا العام تكرّست بشكل مؤكد، فالخيزران يغزو اليوم كل ركن في الداخل وكل فضاء في الخارج.

والواقع أن حضور الخيزران ليس مجرد مسألة ميول فقط، ولكن لمواصفاته الفريدة، ومن جوانب عدة. فهو لم يعد يقتصر على بعض الكراسي والأكسسوارات التقليدية، بل أصبح أثاثاً مكتمل العناصر والأوصاف، من كنبات الصالونات والأسرّة والخزائن والطاولات والكراسي بأشكال مبتكرة جذابة، مروراً بالمرايا وصناديق الزينة والأرفف المتنوعة وعناصر الإضاءة الرائعة، وصولاً إلى الأكسسوارات بكل مراتبها.

ولعل من أبرز خصائص الخيزران، تناغمه مع كل الأساليب والطرز، فهو يتسلل الى المشهد الزخرفي، فيزرع في المشهد مفاجأة لطيفة، إذ يرتدي حيناً مظهر التقليد وحيناً آخر يتحول الى لمسة “أكزوتيكية” لافتة، وفي أحيان كثيرة نجده ينشر بعض البوهيمية التي تجعل من أجواء الداخل رحلة مستمرة أشبه ما تكون بالترحال المعاصر.

وحتى اللون الأشقر اللافت للخيزران، لم يعد وحيداً، بل "تفتق" عن لوحة ألوان غنية بكل الإيقاعات والنغمات اللونية والتي تناسب مختلف الأذواق، وتلائم كل الفضاءات، بل وتسمح بتعزير المحفظة اللونية لأي مشهد زخرفي مرغوب. وحين نشاهد مبتكرات الخيزران من الأثاث المدهش، بروحيته الاسكندينافية، سيمكننا القول بأن الخيزران قد تخطى الجغرافيا بعدما كان ملحقاً بكليته بالفضاء الآسيوي القصي. فالمصمّمون من فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا وحتى من أميركا، يتعاملون مع الخيزران كمادة طبيعية يمكن أن تشكل مفرداتها الجمالية والوظيفية لغة يفهمها الغرب كما يفهمها الشرق. فهو هنا يستحوذ على الإعجاب لمقدرته على إثارة الأحاسيس الرائعة، ليس في الأمكنة فقط وإنما في النفوس أيضاً.

ولعل أكثر ما يغري المصمّمين، هو قابلية الخيزران لمجاورة معظم المواد المستخدمة في الديكور. بمعنى أن مزاوجته للمواد الأخرى لا حدود لها، ويمكن بسهولة مزج الخيزران مع الخشب، أو الجلود، أو المعادن وحتى الزجاج أيضاً. وهذه ميزة جذبت إليه أسماء كبيرة في عالم الديزاين.

ولعل مقاومته للصدمات والتعفّن تعكس وجهاً آخر لخصائصه الفريدة، وهذا يسمح باستخدامه في الخارج والداخل بكل أمان. وهو إضافة الى صلابته، خفيف للغاية بحيث يمكنه أن يكون أثاثاً محمولاً. كما أنه سهل التنظيف، ولكن في المقابل ينبغي تجنب استخدام المنظفات الكاشطة في عمليات تنظيف الخيزران والاكتفاء باستخدام إسفنجة رطبة أو نفض الغبار عنه.

فهل تفتح عودة الخيزران الى المشهد الزخرفي آفاقاً جديدة، خاصة أن تطورات كثيرة تقنية وجمالية قد طرأت على الواقع، وأصبح من الممكن الذهاب معه الى أبعد حدود المخيلة؟!

قد يهمك أيضا:

طرح محرمة معطرة عملاقة أكبر بحوالي 16 مرة من التقليدية تتيح للإنسان تنظيف جسمه بالكامل

خبراء ينصحون بورق الجدران اللامع لإضفاء لمسة جميلة على المنزل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيزران عودة إلى الداخل المعاصر ويُمثّل توقيع الطبيعة الخيزران عودة إلى الداخل المعاصر ويُمثّل توقيع الطبيعة



GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab