عندما قرر المصور العالمي إيريك بيل بيرغ التقاعد من عمله وتجديد منزله في لندن، اهتم بإضافة أفضل مميزات الديكور، التي اتسمت بها المنازل التي كان يسكنها طوال حياته، في حي سوهو وودستوك في نيويورك، وفي مدينة بازل في سويسرا.
وذكر بيل بيرغ أنه عندما استقر في سويسرا: كانت تجربة منيرة للعقل فتحت آفاق كثيرة بشأن معرفة التصاميم الحديثة التي ينفذها السويسريون المنظمون والمرتبون في منازلهم.
وفي الستينات من القرن الماضي عندما كان يعيش في حي وودستوك في نيويورك، وضع بيل بيرغ، 67 عامًا، تقديرًا لمنزلًا موفرًا للطاقة، على طريقة البناء السلبي للطاقة الشمسية، الذي صمَّمه المهندس المعماري الشهير وقتها أليكس وود.
وانتقل بيل بيرغ للعيش في شارع "سبرينغ" في حي سوهو في مدينة نيويورك، وكان يحب السقوف العالية والنوافذ الصناعية الكبرى والمنازل ذات المساحات الواسعة، والمخططات المفتوحة والريفية من طراز منازل "وابي سابي" اليابانية التي تتسم بكونها اقتصادية وبسيطة ومتواضعة.
ثم انتقل إلى سويسرا إذ كان يدرس دورات تكنولوجيا المعلومات والرسوم، وعاش في منزل من الزجاج كانت يطل على وادي نهر الراين، وأغرم بحلول التخزين السلسة داخل المنزل.
وفي العام 2000 ابتاع دورًا علويًّا في مبني كان مصنعًا للقصدير والزنك، بُني في القرن الـ19، وكان يطل على شارع "بيرموند سي" جنوب لندن، حيث كان يريد تطبيق خبرات التصميمم التي تعلمها وانتقاها خلال أسفاره.
ولكن لم تنجح أولى محاولاته في تصميم الديكور المنزلي المثالي كما خطط لها، وأقنع المهندسون المعماريون بيل بيرغ بتغطية التفاصيل الصناعية في مساحات المنزل، وقاموا حينها برفع الطوابق وخفض السقوف، ووضع الجدران لإضافة غرفة نوم أخرى ودورة مياه.
وذكر حينها: الآن أدركت أنهم لا يفهمون التفاصيل الصناعية للمنزل، ولذلك فقدت الإحساس بالنطاق المحيط.
وربحت الأسهم التي اشتراها لشركة "آبل" في البورصة العام 2010، وقرر حينها استغلال الأرباح المالية، لتنفيذ نموذج جديد من تصميم الهندسة المعمارية، لتجديد منزله مرة أخرى، وكان يريد تطبيق تصميم هندسي يوفر له مساحة بيضاء أنيقة، مع الكثير من أنظمة التخزين الممكنة في كل غرفة، وقد تكلف ذلك 240 ألف جنيهًا إسترليني، أي مايعادل 350 ألف دولار.
وهدم المهندسون الجدد الذي استعان بهم بيل بيرغ هذه المرة كل تصاميم أسلافهم، وعاد الشكل الأصلي للتصميم الداخلي للمنزل، وأزالوا غرفة النوم ودورة المياه التي تم بناؤها.
وأمضى المهندسون الجُدد مع بيل بيرغ عامًا كاملاً للانتهاء من التشطيبات والديكورات الجديدة للمنزل، وحرصوا على تطبيق اللون الأبيض في كل مساحة من المنزل، لتحقيق إحساس توحد مساحات المنزل الواسعة المفتوحة الحديثة، واختاروا الأرضيات الخشبية التي استوحوها من الكنيسة المقدسة الصغيرة، التي تحولت من مبنى مقدس إلى مبنى مدني في ويلز في بريطانيا، وقرروا عدم طلائها باللون الأبيض.
واتسعت حواف النوافذ وتم بناء مكتب أبيض طويل من الإكريليك يمتد على طول الجدار حتى نهاية المنزل، والذي استخدمه بيرغ لتخزين معدات التصوير وتحرير الصور.
تأثر بيل بيرغ بالتصاميم السويسرية في تصميم هذا المنزل، إذ حرص المهندسون على تصميم وبناء مكعب أبيض كبير بالقرب من غرفة النوم، والتي تحتوي على دورة المياه، وعشرات من أدراج التخزين، وغرفة خزانة، وركن مفيد للاحتفاظ بالغسالة ومجفف وأدوات التنظيف.
كما حرص بيرغ على تجديد المطبخ، فقد صمم المهندسون السابقون مطبخًا صغيرًا أمام الجدار بالقرب من الباب الأمامين، وخلال التجديد حرص على نقله إلى جانب آخر من المنزل، وتصميمه على شكل مطبخ كبير أبيض من الإكريليرك، وكانت الجدران من الطوب الأبيض، وقام بتعديل بار المطبخ ذي الأضلاع الطويلة، إذ يتم وضع القدور والأواني.
وبالنسبة إلى الإضاءة اختار بيل بيرغ الإضاءات السقفية منخفضة الطاقة، وحرص المصممون على وضع الإضاءات المختلفة وراء السطوح في جميع أنحاء المنزل، كما اهتم بتوفير إضاءة ناعمة ودرامية في كل مساحة من مساحات المنزل، يمكن التحكم فيها بشكل فردي، في المساحات البيضاء الكبيرة التي تميز بها المنزل.
أرسل تعليقك