المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى
آخر تحديث GMT05:05:33
 العرب اليوم -

20 عامًا تستنطق الجثث وتتكلم بلغة الحزن

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

المغربية فريدة بوشتة

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار   "تستمد الحياة قيمتها من الموت"، هكذا يفكر أهل الهند، فـ"سر الموت يلتمس في قلب الحياة، لأنهما واحد، كما النهر والبحر واحد"، كما يقول جبران خليل جبران، والدكتورة فريدة بوشتة واحدة من النساء العربيات القليلات جداً واللواتي سبرن أغوار بحر الموت بحثاً عن تفاسير لأسرار كادت تموت وتدفن مع إزهاق أرواح الموتى.
طبيبة آثرت العيش لساعات الليل والنهار مع الجثت، السليمة منها والمشوهة والمقطعة الأطراف وغير الواضحة المعالم، عالم مرعب يهابه الرجال ولا تهابه فريدة المغربية التي أمضت أكثر من 20 عاما تحقق مع الجثت وتستنطقها بالمشرط والمقص، باحثة عن الحقيقة الضائعة.
هي فريدة بوشتة رئيسة مركز الطب الشرعي في الدار البيضاء..إمرأة تحكم الجثت، وتتكلم بلغة الحزن.
 كثيرات وكثيرون يغمضون أعينهم رعباً من جثة، ويصمون آذانهم رهبة من سماع لفظ  الموت، إلا فريدة تبدأ صباحها المشرق بتشريح جثة، وتنهي نهارها بأخرى، لا تمل ولا تكد ولا يتسرب الخوف في فؤادها، تمشي مع الجثت وتحلم بأطيافها.
هي أميرة الصمت، فالمركز الذي يستقبل العشرات من ضحايا الإجرام أو حوادث السير أو الوفيات الغامضة يومياً لا يتلمس إلا لغة الهدوء إلى درجة تعتقد معها أنك تسمع الموتى يتكلمون أو يتألمون، تضع فريدة وزرتها البيضاء وتبدأ في تشريح الجثت، وابتسامة المرأة لا تفارقها، حتى يُخيل إليك كما لو أن ابتسامتها تزرع الدفء بين ثلاجات التبريد الموزعة على أرجاء المركز.
لا تبرح فريدة بوشتة مركز التشريح، حتى الدقائق التي تقضيها رفقة أسرتها محرومة منها، إذ عليها أن تظل على أهبة الاستعداد لأي حادث طارئ يستوجب منها التدخل لتحديد هوية جثة عثر عليها ليلاً، وعليها أن تقضي ساعات الراحة  والعطل في إعداد التقارير.
تقول فريدة بوشتة إن المركز مطالب باستقبال أكثر من 1800جثة في العام، وهو الأكبر من نوعه في إفريقيا إذ يتوفر على 16 قاعة تبريد، والمرز مدعو إلى تقديم الحجج والبراهين بشأن قضية كل جثة، وعليه أن يبقى على اتصال مع الشرطة والدرك ومسؤولي السلطات المحلية والقضاء والمواطنين، فالكل ينشد الحقيقة، وهي بين يدي الطبيب الشرعي.
وعن شعورها وهي بين الموتى، تقول فريدة:"تغيرت حياتي رأساً على عقب منذ أول يوم بدأت فيه بالتشريح، لا أخفيكم أن هذه الوظيفة تعلمك كيف تحزن كل دقيقة، ولا أخفيكم أن هذا العمل علمني أن أنسى الموت وأعيش، أن ننسى الموت أصلاً".
لا ترغب فريدة في مغادرة المهنة، فهي عندما درست الطب، ظلت تمني نفسها بعلاج الناس ومنحهم "رويشتة" العلاج والسعادة، هي اليوم تشعر أن تهدي المجتمع والعدالة حلول الجرائم، وتمنع عن عدد من الأسر الهم لفقدان مقرب بتحديد هويته وضمان قبر له عليه اسمه".
فريدة بوشتة وطاقمها الصغير مطالبون في كثير من الأحيان بمرافقة رجال الدرك والشرطة حال اكتشاف جثة، وتقول:"لعل أكثر اللحظات تأثيراً في نفسي هي عندما أشرح جثة رضيع متوفى لتحديد أسباب وفاته".
يعرف علماء القانون الطب الشرعي بأنه يهتم بدراسة العلاقة القريبة أو البعيدة التي يمكن أن توجد ما بين الوقائع الطبية والنصوص القانونية، فهو من العلوم التي يعتمد عليها البحث الجنائي للتوصل إلى الحقائق، وترى فريدة أن هذا الدور يجعلها تشعر بالفخر رغم إكراهات المهنة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى



GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 20:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:20 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 22:03 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ميغان ماركل تتعرض للهجوم من صديقة الأميرة ديانا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab