ابتسام العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة  لحزب الأصالة والمعاصرة
آخر تحديث GMT20:59:03
 العرب اليوم -

أكدت لـ"العرب اليوم" أن أطرافا تحكمها مصالح شخصية تريد أن تبسط يدها عليه

ابتسام العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة لحزب الأصالة والمعاصرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ابتسام العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة  لحزب الأصالة والمعاصرة

ابتسام العزاوي
الرباط - رشيدة لملاحي

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة المغربي أزمة سياسية غير مسبوقة منذ استقالة أمنيه العام السابق إلياس العماري، عقب تداعيات انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، والتي ساهمت في تعميق الصراع داخله، إذ قرر الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، إحالة ملف اجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية على لجنة الأخلاقيات للبث القانوني في مجمل التجاوزات والخروقات المسجلة، علاوة على سحب تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي الذي سبق أن أسنده من قبل الأمين العام لمحمد الحموتي بمقتضى اتفاق 5 يناير/كانون الثاني 2019.

وأثارت قرارات بنشماش، غضبًا واسعًا في صفوف الحزب، حيث لم ترق بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب  من أصبحوا يعرفون بتيار أحمد اخشيشن وعبد اللطيف وهبي ومحمد الحموتي وآخرون، فاعتبروها "غير ملزمة" إلا لبنشماش  بصفته الشخصية، موضحين أنه في الاجتماع الطارئ للمكتب السياسي للحزب، تلا تلك القرارات ملحا على التأكيد أنه اتخذها منفردا، عقب تداعيات  انتخاب سمير كوادر كرئيس للجنة التحضرية ، بحيث اعتبر بنشماش انتخاب هذا الأخير عملية غير شرعية، بتسجيل العديد من الممارسات المنافية لأخلاقيات العمل الحزبي وضوابطه، من بينها اقتحام قاعة الاجتماعات بالقوة قبل انطلاق أشغال الاجتماع، وتسييد ممارسات تسيء لأدبيات الحزب وشعاراته، حسب تصريحات الأمين العام، في حين وصف عضو المكتب السياسي عبد اللطيف وهبي قرارات بنشماش هي الأخرى بـ"الباطلة وغير القانونية".

لتسليط الضوء على الأزمة الداخلية لحزب "الجرار" بين مختلف التيارات المتصارعة ، تكشف إبتسام عزاوي عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ونائبة برلمانية، وهي مهندسة دولة خريجة المدرسة المركزية في باريس والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية في الدار البيضاء، في مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم" عن موقفها من الخلافات.

اقرأ أيضا:

حزب الأصالة والمعاصرة يهنئ محمود عباس عقب صدور قرار مجلس الأمن

وكشفت العزاوي في ردها على تسبب انتخاب اللجنة التحضيرية للحزب في تفجير خلافات قوية داخل الحزب، وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بين طرفي الخلاف ، أن الصراع الدائر اليوم في حزب الأصالة والمعاصرة هو نتاج لتواجه إرادتين، "إرادة سياسية حاملة للمشروع الحداثي التقدمي ولهموم الوطن ومسشتعرة بكل مسؤولية لتحديات ورهانات مغرب اليوم والغد، وإرادة تحكمها هموم أخرى ولا تتوانى في نهج كل الأساليب الممكنة للتموقع وللأسف تقوم بترويج مغالطات لعدد من المناضلات والمناضلين لكن الزمن القريب كفيل بإظهار حقائق الأمور".

وأوضحت النائبة البرلمانية بشأن ما عرفت جلسة انتخاب رئيس وهياكل اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل من مزاعم حول خروقات موثقة بالصوت والصورة حسب الأمين العام، "إن الأمين العام الأستاذ حكيم بن شماس ووفق ما تنص عليه مقتضيات النظام الداخلي فهو المخول له حصريا ترؤس اجتماع اللجنة التحضيرية. ومنذ بدأ أشغال اللقاء تم تسجيل العديد من الخروقات والممارسات المنافية لأخلاقيات العمل الحزبي كإقتحام قاعة الإجتماع بالقوة والقيام بإنزالات حيث حضر عدد من الأشخاص ليسوا بأعضاء في اللجنة وخلقوا حالة من الهرج والفوضى وأمام هذا الوضع المؤسف اضطر السيد الأمين لرفع الجلسة رسميا نظرا لانعدام الشروط الدنيوية للقيام بعملية الإنتخاب بشكل سليم وديمقراطي ويحترم أدبيات وأخلاقيات الممارسة الحزبية".

وتابع ابتسام العزاوي توضيحها في حديثها لـ"المغرب اليوم"، "وبالتالي كل ما حدث بعد هذا فلا قيمة قانونية له. أن يتطوع شخص من الحضور لترؤس الجلسة وينصب شخص آخر نفسه رئيسا فهذا عبث وسلوك غير سليم وسوف نتعامل مع هذه الواقعة بالصرامة اللازمة وفقا للضوابط التنظيمية والتأديبية والسياسية، مشددة على أن "موقفها واضح وهو موقف منسجم مع قناعاتي وأخلاقي ومبادئي وهو الانتصار للمؤسسات وللشرعية ولممارسة سياسية نظيفة تحترم الاختلاف والمواقف المتباينة إلى أقصى درجة لكن دائما في إطار الضوابط التي تؤطر عملنا وتشكل تعاقدا أخلاقيا وقانونيا يجمعنا".

وردَّت العزاوي على تساؤل "المغرب اليوم "، بشأن ما شهده الاجتماع الأخير للمكتب السياسي  الذي لم يكن عاديا وعرف انقسامات غير مسبوقة بين ما أصبح يعرف لتيار الأمين العام بنشماش وتيار أخشيشن ووهبي الذي وصف قرارات الأمين بغير القانونية، "إنه ليس هنالك شيء اسمه تيار الأمين العام حكيم بن شماس، هنالك حزب يمثل القوة السياسية الثانية بالبلد يرأسه الأستاذ بن شماس وهنالك تيار مكون من مجموعة محدودة العدد والإمتداد اختارت التمرد على الشرعية وعلى المؤسسات وأرادت أن تبسط يدها على الحزب وأجهزته وفشلت في الأمر فشلًا ذريعًا".

وقالت المتحدثة ذاتها، أن كل القرارات التي اتخذها السيد الأمين العام هي قرارات تستند لمقررات مجالس وطنية سابقة وتدخل في إطار صلاحياته التي يخولها له القانون الأساسي والنظام الداخلي، كما أن عددا منها كان مطروحا في جدول أعمال المكتب السياسي الأخير ولم يعترض عليها أي عضو من أعضاء المكتب السياسي خلال الإجتماع.

وأكدت العزاوي في ردها عن تداول حديث عن ذهاب تيار رئيسة المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصوري في اتجاه تنظيم المؤتمر الرابع  ودفع أيضا بالمنصوري للترشح للأمانة العامة، "  أن رئاسة اللجنة التحضيرية غير قانونية وبالتالي فأي نتيجة لها فهي غير قانونية، ما بني على باطل فهو باطل"، مضيفة أن الحديث عن تنظيم المؤتمر في هذه الظروف أو من طرف تيار عزل نفسه فهذا يدخل في إطار المزايدة السياسية لا غير.

وأشارت برلمانية حزب "البام" أن تنظيم المؤتمر الوطني الرابع أمر قادم لا محالة لكن تنظيمه سيكون من طرف الحزب وفق الشروط والضوابط الحزبية السليمة، مشيرة إلى أن حق الترشح مكفول لجميع المناضلات والمناضلين والفوز سيكون حليف من يستطيع كسب ثقة المؤتمرات والمؤتمرين بفضل حضوره والتزامه وعطائه وتراكماته وقدرته على الحفاظ على وحدة وتماسك الحزب وعلى وضع تصور عملي وطموح لتحسين أداء الحزب وتحصين مكتسباته.

وعلقت البرلمانية على ما يراه المتتبعون للشأن السياسي أن مرحلة إلياس العماري كانت ذهبية واستطاع تجنيب الحزب عدد من الخلافات وقاد سفينة إلى بر الأمان قبل تقديم استقالته في حين أن خلفه بنشماش لم يتمكن  من إحداث توافقات داخل التنظيم، وجعل الحزب يظهر كحزب معارض منشغل بالصراعات وحرب المناصب، قائلة، "إلياس العماري، رجل دولة من العيار الثقيل، حقق نتائج مبهرة واختار الاستقالة في وقت كان فيه الحزب في أوج قوته ونجاحه، وتشبث بالاستقالة رغم معارضة الجميع لهذا القرار وأعطى بذلك درسا في الممارسة السياسية وهذا ليس بغريب على إنسان نبيل مثله، متابعة"والسيد حكيم بن شماس رجل دولة كذلك تسلم قيادة الحزب في ظرفية خاصة جدا وقدم خارطة للطريق واضحة وتحمل أفكارا ومبادرات مبدعة غير أن عددا من العناصر بذلوا قصارى جهدهم لإجهاض كل هذه المجهودات ولإيقاف الديناميات التي كان يقرها المكتب السياسي، ورغم كل هذا تم التعامل مع هذه الممارسات بنفس توافقي إلى أقصى درجة  وووجه هذا الأمر بمزيد من التشويش بدل العمل والمساهمة في البناء".

وختمت ابتسام العزاوي الحديث عن موقفها بالقول "لي ثقة كبيرة في قدرة حزبنا على تجاوز الأزمة الحالية والتركيز على ما هو أساسي وهو الدفاع والترافع على القضايا المجتمعية الحارقة التي تهم المواطنات والمواطنين".

قد يهمك أيضا:

حزب الأصالة والمعاصرة يعلن تقدمه في 80 دائرة انتخابية في الانتخابات المغربية

"البام" يزيح حزب "الاستقلال" ويفوز بمقعد العيون لأول مرة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسام العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة  لحزب الأصالة والمعاصرة ابتسام العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة  لحزب الأصالة والمعاصرة



GMT 20:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:20 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 22:03 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ميغان ماركل تتعرض للهجوم من صديقة الأميرة ديانا

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم
 العرب اليوم - إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم

GMT 08:19 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 العرب اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 18:05 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة اسرائيلية تستهدف "مبنى سكني" في ريف دمشق في سوريا
 العرب اليوم - غارة اسرائيلية تستهدف "مبنى سكني" في ريف دمشق في سوريا

GMT 19:23 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصادق على توسيع العملية البرية في لبنان
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يصادق على توسيع العملية البرية في لبنان

GMT 16:15 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تطلق مبادرة لتمكين صانعات الأفلام في البحرين
 العرب اليوم - منى زكي تطلق مبادرة لتمكين صانعات الأفلام في البحرين

GMT 04:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب إيران... وترامب أوكرانيا

GMT 04:04 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ــ ترمب... لماذا الآن؟

GMT 21:24 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج "شات جي بي تي" يعود للعمل بعد انقطاع قصير

GMT 18:10 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدوك يحذر من حرب أهلية في السودان 4

GMT 19:13 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثل الأمريكي توني تود بطل فيلم Candyman

GMT 21:19 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يعلن حصيلة جديدة لعدد ضحايا الغارات الإسرائيلية

GMT 10:22 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تعود للحفلات بمصر بعد غياب

GMT 17:29 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

صافرات الإنذار تدوى فى تل أبيب خوفا من تسلل طائرات مسيرة

GMT 12:04 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يتألق في الأهرامات بحضور نجوم الفن

GMT 17:53 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل ترحب بانسحاب قطر من مفاوضات غزة

GMT 16:41 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استئناف الرحلات الجوية بين سوريا وتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab