بيروت ـ العرب اليوم
تضرب عاصفة ثلجية قوية معظم المناطق اللبنانية والجبلية، وتخلف أوضاعا مأساوية في مخيمات النازحين السوريين، الذين يعيشون في خيم من القماش والبلاستيك غير معدة لمقاومة الثلج والصقيع وتدني درجات الحرارة إلى عدة درجات تحت الصفر.
ومن الواضح أن حديث الطقس في هذا الشتاء بات أكثر أهمية من أي حديث آخر في يوميات اللبنانيين، وبرز ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعاطف الكثيرين مع ساكني مخيمات اللجوء.
وأطلق علماء الأرصاد الجوية على العاصفة التي تضرب لبنان باسم "هبة"، وهي من أقوى العواصف التي تضرب لبنان مع مطلع هذا العام، ويتوقع أن تلامس الثلوج المناطق الجبلية التي تعلو عن 600 متر عن سطح البحر، لتخلف بعدها موجة من الصقيع والجليد.
وقالت صباح، وهي أم لـ6 أولاد غرقت خيمتها في مياه الأمطار والثلوج: " نحن من سكان مخيم في منطقة بحنين المنية (شمالي لبنان).. نعيش ظروفا صعبة للغاية، وإضافة الى البرد الشديد فقد غرقت خيمنا بالمياه وتمزقت الخيم المصنوعة من البلاستيك والنايلون.. نحن بحاجة لمساعدة".
وأضافت: "يتكون مخيمنا من 15 خيمة وهو واحد من أصل 185مخيما في منطقة بحنين يأوي عشرات العائلات. نعاني من انقطاع مساعدات المنظمات الدولية ونفتقد مادة المازوت للتدفئة، وحتى عندما قمنا بجمع بعض الأخشاب وأغصان الأشجار.. استهلكت العاصفة ما جمعناه".
مدير قطاع الحماية في اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية "اوردا URDA" (غير حكومية) أحمد أبو حوش قال : "نهتم بالعديد من مخيمات اللاجئين ومعظمها في بلدة عرسال الجبلية (البقاع الشمالي) الواقعة عند الحدود اللبنانية السورية الشرقية، وتعلو عن سطح البحر أكثر من 1500 متر، تغطيها الثلوج بشكل شبه كامل وتستضيف على أرضها حوالي 90 ألف لاجئ سوري مقابل 30 ألف لبناني هم أهل البلدة ".
وأضاف أبو حوش: "يعاني اللاجئون حاليا من نقص في المساعدات ووسائل التدفئة في هذه العاصفة الثلجية وخاصة بعد أن تراجعت قيمة المساعدات التي تقدمها لهم المفوضية العليا للاجئين، والتي تصرف لهم ما يعادل 300 ألف ليرة فقط لكل فرد في العائلة، علما أن سعر الدولار الحالي يفوق 20 ألف ليرة، وبالكاد تشتري هذه القيمة للعائلة كمية من المازوت للتدفئة تكفيهم أسبوعا واحدا".
وتابع أبو حوش: "الوضع اليوم بات أصعب في تأمين مادة المازوت سواء بالنسبة للمواطنين اللبنانيين أو للاجئين السوريين، ونقوم بدورنا كجمعية من المجتمع المدني في ردم الهوة في نقص المساعدات والمحروقات للتدفئة في محاولة منا لتخطي الظروف الطبيعية، كيلا يتجمد سكان المخيمات من البرد في فصل الشتاء كما حصل في عام 2014 - 2015عندما قضى العديد من الأطفال الرضع من البرد والجليد".
وأوضح: "تعاني مخيمات بلدة عرسال من وضع أمني خاص للاجئ السوري الذي لا يسمح له بمغادرتها إلا بتصريح أمني من السلطات اللبنانية لأنها منطقة حدودية وقد شهدت سابقا حوادث أمنية أدت الى سقوط ضحايا وكذلك من قلة فرص العمل للعمال اللبنانيين وكذلك للاجئين السوريين ".
وقالت فاطمة، المتطوعة للعمل مع إحدى منظمات المنظمات الشريكة لمفوضية الأمم المتحدة في مخيم البياض الضنية (شمالي لبنان) لسكاي نيوز عربية: "نقوم بجولات على المخيمات قبل العواصف والمطر لمساعدة اللاجئين، وأغلبهم يسكنون في بيوت عشوائية أشبه بالخيم ليس فيها تدفئة ولا خدمات صحية لائقة ومنها مخيمات في شمالي لبنان كمخيم البياض على طريق سير الضنية إضافة إلى المجمعات السكنية في منطقة الضنية الجبلية شمالي لبنان.
وأضافت فاطمة: "ليل الأربعاء غمرت المياه أرض المخيم لتصبح طوفانا أغرق الخيم بالماء وأتلف الأثاث والطعام".
وختمت: "تعيش في هذه المخيمات عائلات سورية في الغالب مع بعض العائلات اللبنانية، وفي هذا المخيم ما يقارب 50 خيمة تفتقر للتدفئة ويفترش ساكنيها الأرض في حالة من الفقر يرثى لها".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عاصفة شتوية تقتل شخصًا وتترك 310 آلاف دون كهرباء في جنوب شرق أميركا
عواصف شتوية وثلجية عاتية تجتاح الولايات الأميركية
أرسل تعليقك