القصف التركي المتواصل منذ سنوات يطرد فلاحين من قراهم شمال العراق
آخر تحديث GMT07:57:33
 العرب اليوم -

القصف التركي المتواصل منذ سنوات يطرد فلاحين من قراهم شمال العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القصف التركي المتواصل منذ سنوات يطرد فلاحين من قراهم شمال العراق

قوات الأمن العراقية
بغداد - العرب اليوم

في أحد أيام منتصف شهر مايو (أيار)، قرر يوحنا خوشفا مختار قرية حدودية في محافظة دهوك في كردستان العراق أن يغادر مع أبناء قريته الـ120 إلى منطقة مجاورة، هرباً من القصف التركي ضد حزب العمال الكردستاني.ويروي يوحنا لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف «تمطر الشظايا على بيوتنا، تكسر نوافذنا وأثاث بيوتنا. خوفاً على أرواحنا، نزحنا».
وأخذ يوحنا معه أيضاً قطيع الأغنام الذي يملكه ويبلغ عدد رؤوسه مائتين. وقد رحل بعيد بدء عملية «مخلب البرق» العسكرية التركية في 23 أبريل (نيسان) في دهوك لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً من أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ونزحت نحو 300 عائلة من قرى العمادية، على ما أعلنت وزيرة الهجرة العراقية إيفان فائق الخميس، أي قرابة 1500 شخص، منذ بدء العملية.لكن غيرهم نزح من قبل، وهم يطمحون للعودة منذ ثلاث سنوات، مثل برقي إسلام الذي ترك قريته سنجي في شيلادزي بعدما قصفت مزرعتهم وقتل شقيقه في عام 2017، في واحدة من العمليات التركية المتواصلة منذ عام 1992 لاستهداف حزب العمال الكردستاني.
لكن أفق تحقق ذلك تضاءل مع احتراق الأراضي الزراعية نتيجة القصف المستمر، وعدم قدرة الحكومة الكردية أو العراقية على دفع تعويضات.ويرى مدير برنامج تركيا في مركز دراسات «الدفاع عن الديمقراطية» وعضو البرلمان التركي السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أيكان إرديمير، أن «الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يريد نقل المواجهة مع حزب العمال الكردستاني من تركيا إلى أراضٍ يسيطر عليها حزب العمال في العراق أو يعبر منها إلى تركيا». وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتستخدم تركيا خصوصاً في هجماتها ضد التنظيم الذي يخوض تمرداً ضدها منذ 1984. الطائرات المسيرة، التي تصل أيضاً إلى منطقة سنجار جنوب دهوك القريبة من الحدود مع سوريا ما حال دون عودة آلاف النازحين الإيزيديين الذين تهجروا نتيجة ممارسات تنظيم «داعش» بين 2014 و2017. إلى منازلهم.
ومنذ أبريل، أصيب أربعة مدنيين بجروح في دهوك، وقتل ثلاثة بقصف على مخيم للاجئين خارج إقليم كردستان، بينهم قيادي كبير في حزب العمال الكردستاني، بحسب إردوغان.
وإثر قصف مخيم مخمور، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار «تقول إدارة بغداد إنها ستنظف المنطقة... نقول حسناً. لكننا سنواصل نضالنا لحين السيطرة على آخر إرهابي».
ويشرح مدير المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق عادل بكوان أن الحكومة العراقية التي تواجه تحديات أمنية عديدة من تنظيم «داعش» وفصائل موالية لإيران، لا تملك «الوسائل لمنع حزب العمال الكردستاني من استخدام الأراضي العراقية»، كما يفعل منذ عقود، كقاعدة رئيسية لتمرده ضد أنقرة. لذلك، «توكل مهمة تولي أمر حزب العمال إلى أنقرة».
وكان إردوغان تعهد بنفسه إثر بدء العملية بـ«الإنهاء التام للتهديد الإرهابي... على طول حدودنا الجنوبية».
وقام وزير دفاعه منذ نحو شهرين بزيارة غير معلنة لقاعدة عسكرية تركية في شمال العراق التي باتت العشرات منها بالإضافة إلى نقاط المراقبة، تحاذي القرى الحدودية.
ورغم أن بغداد استدعت السفير التركي أكثر من مرة للاحتجاج، لكن العمليات لم تتوقف وتسببت بحرق نحو 20 كيلومترا مربعاً من الغابات في دهوك، وفق بيان لمديرية الغابات والمراعي في المحافظة، ما يساوي نحو 2.5 في المائة من مساحة الغابات في العراق، فيما وصفه الرئيس العراقي برهم صالح بـ«الممارسات غير الإنسانية والجريمة البيئية».
ويقول النائب في برلمان كردستان ريفينك محمد، وهو من أهالي القرى الحدودية في العمادية، إن «الجيش التركي توغل في هجومه الأخير بعمق 10 كيلومترات في بعض المناطق، و15 كلم و20 كلم في مناطق أخرى».
ويقول النائب المعارض في برلمان كردستان علي صالح من جهته: «قبل هذا الهجوم كانت القوات التركية تدخل أراضي الإقليم من البوابات الرسمية»، لكن منذ بدء الهجوم، «تقوم القوات التركية بإنشاء طرق وممرات للدخول مباشرة إلى الإقليم دون المرور بالطرق المعترف بها دولياً».
ويتهم حزب العمال أنقرة بالسعي إلى تكرار سيناريو سوريا في العراق. وشنت أنقرة في سوريا منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية وباتت تسيطر على 2000 كلم مربع في الشمال. وفي كردستان العراق، قد تقوم أنقرة بإنشاء حزام أمني لقطع الطريق أمام مشروع كردستان بين سوريا والعراق وإيران وتركيا.
ويقول زاكروس هيوا، المتحدث باسم منظومة المجتمع الكردستاني، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا هجوم استراتيجي يهدف إلى قطع الاتصال بين أجزاء كردستان الأربعة وفي النهاية إنشاء حزام أمني».

قد يهمك ايضا:

الجيش التركي يعلن عن قتل قواته 14 كرديا في شمال سوريا

تركيا تقصف مواقع في محافظة دهوك العراقية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصف التركي المتواصل منذ سنوات يطرد فلاحين من قراهم شمال العراق القصف التركي المتواصل منذ سنوات يطرد فلاحين من قراهم شمال العراق



GMT 05:34 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

297 جريمة نتيجة طلق ناري و36 طعناً بأداة حادة خلال عام في سوريا

GMT 00:05 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

لاجئون سوريون تُخيفهم فكرة الترحيل من أوروبا

GMT 02:54 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

2.3 مليون مقيم في لبنان ينضمون إلى قوافل الفقراء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab