الغاز المسيل للدموع واحد من أبرز الأسلحة غير القاتلة لدى قوات مكافحة الشغب
آخر تحديث GMT07:25:11
 العرب اليوم -

الغاز المسيل للدموع واحد من أبرز الأسلحة "غير القاتلة" لدى قوات مكافحة الشغب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الغاز المسيل للدموع واحد من أبرز الأسلحة "غير القاتلة" لدى قوات مكافحة الشغب

استخدام الغاز المسيل للدموع في الحروب
أنقرة ـ جلال فواز

أصبحت الأسلحة التي توصف على أنها "غير قاتلة"، تجارة مربحة عالميا تدر على الشركات العاملة في هذا الميدان مبالغ طائلة، وسط توقعات بازدهار أعمالها في المستقبل القريب. وتعد الأسلحة غير القاتلة من الصناعات التي يتوقع نموها في السنوات القليلة المقبلة، إذ تشير تقديرات صادرة عن شركة " Allied Market"، وصول قيمة هذه السوق في عام 2022 إلى 9 مليارات دولار.

ويعد الغاز المسيل للدموع واحدا من أبرز تلك الأسلحة "غير القاتلة"،  وهو اسم شائع لمجموعة من "المهيجات الكيماوية"، التي ليست غازات في الحقيقة، وإنما مساحيق يتم نشرها بحيث لا يقتصر تأثيرها على جعل العيون تدمع فحسب، وإنما تبعث إحساسا بالحرقة وصعوبة في التنفس، إلى جانب ألم في الصدر وتهيج في الجلد، وشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.

تم تطوير هذا النوع من الأسلحة من قبل الفرنسيين قبيل الحرب العالمية الأولى، وكان يعتبر أقل دموية وفتكا مقارنة بغاز الخردل والأسلحة الكيماوية الأخرى، ومن ثم قامت ألمانيا والولايات المتحدة بتطويرها بسرعة.

أقرأ يضًا:

الأمن الفرنسي يستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات "السترات الصفراء"

وبحسب آنا فيجينبو، مؤلفة كتاب يتناول تاريخ صناعة الغاز المسيل للدموع، فإنه "بعد انتهاء الحرب العالمية تم تجنيد الكيميائيين والشركات المتخصصة لتشارك في المجهود الحربي، وكانت هناك رغبة جامحة في مواصلة مثل هذه الصناعات بوقت السلم بالولايات المتحدة تحديدا، والعمل على تسويقها كغازات حربية تستخدم في وقت السلم"، وفق ما نقلت "بي بي سي". وبالفعل، بدأت بعض الشركات بتصنيع الغاز وتسويقه لأقسام الشرطة والسجون تحت ذريعة السيطرة على أعمال الشغب.

وحظرت اتفاقية الأسلحة الكيماوية في عام 1993، استعمال الغاز في الحروب، إلا أن العديد من الدول لم تكترث لذلك الحظر، وواصلت استعمالها في الاضطرابات المحلية، مما دفع بمبيعات القنابل المسيلة للدموع لمستويات غير مسبوقة، بالتزامن مع امتناع الحكومات عن تقديم أرقام صريحة تتعلق باستعمال هذا النوع من الأسلحة.

عملاق الغاز المسيل للدموع

"في كل مكان نرى فيه احتجاجات كبيرة، لا بد أن نرى منتجات شركة كومبايند سيستمز"، بهذه الكلمات وصفت فيجينبو هيمنة هذه الشركة التي تتخذ من "جيمس تاون" في ولاية بنسلفانيا الأميركية مقرا لها. ويصف رئيس المجلس البلدي لجيمس تاون مايكل ريلي، أعمال الشركة بأنها بمثابة "النعمة للبلدة"، حيث وفرت العديد من فرص العمل لسكان المنطقة.

تمثل شرق أفريقيا من الأسواق المزدهرة لهذه القنابل

 وبالرغم من تحدث عدد من العاملين في مصنع الشركة عن إصابات تعرضوا لها، وحرائق لا يقل عددها عن 4 في السنوات الـ15 الماضية، وما نجم عنها من تلوث، فإن ريلي يشعر بالفخر كون بلدته "صنعت سلاحا غير قاتل، ساهم في وقف احتجاجات في العديد من الدول حول العالم" على حد وصفه. ولا تكشف الشركات العاملة في صناعة الأسلحة غير القاتلة ومنها الغاز المسيل للدموع، عن الأرباح التي تجنيها، إلا أن العالم شهد قفزة كبيرة في مبيعاتها في عام 2011 بمعدل ثلاثة أضعاف، مع مواصلة في نمو السوق بشكل خاص في شرق أفريقيا وشبه القارة الهندية.

 خلاف لا ينتهي

وتتضارب آراء الخبراء عندما يدور الحديث عن القنابل المسيلة للدموع، فبينما يرفض البعض إدراجها تحت مسمى "أسلحة غير قاتلة" أمثال فيجينبو، يعتبر خبير الأسلحة سيد هيل، الذي خدم لأكثر من 30 عاما في المحميات البحرية وقسم شرطة مقاطعة لوس آنجلوس، وساهم في تطوير العديد من الأسلحة التي تسهم في إنفاذ القانون مثل أشعة الحرارة التي تسخن أجساد المتظاهرين، يعتبر تلك الأسلحة بأنها "غير مثالية إلا أنها أفضل مما هو موجود حاليا، وأن أفضل وصف يمكن أن يطلق عليها بأنها صممت لتكون أقل فتكا".

الفرنسيون يطورون هذه القنابل قبيل الحرب العالمية الأولى

 وأشار هيل إلى أن القنابل المسيلة للدموع تفتقد إلى ميزة مهمة، وهي أن تكون موجهة لاستهداف شخص ما متواجد ضمن جماعة، لأن الكثير من الإصابات التي تقع بين الجموع يكون سببها التأثير ذاته لهذه القنابل على الأشخاص بغض النظر عن الجنس والعمر والحالة الصحية.

وقد يهمك أيضًا:

- قوات الأمن الفرنسية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في باريس

- الشرطة التركية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة في إسطنبول

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغاز المسيل للدموع واحد من أبرز الأسلحة غير القاتلة لدى قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع واحد من أبرز الأسلحة غير القاتلة لدى قوات مكافحة الشغب



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 02:58 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن
 العرب اليوم - نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن

GMT 14:03 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تكشف طريقة دخولها مجال الفن
 العرب اليوم - رانيا يوسف تكشف طريقة دخولها مجال الفن

GMT 10:46 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 12:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

مصرع شخصين بسبب انهيار جليدي بجنوب شرق فرنسا

GMT 05:30 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

زلزال جديد بقوة 4.3 درجة يضرب إثيوبيا

GMT 03:15 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

السلطات الأميركية تطالب بإخلاء 85 ألف شخص في لوس أنجلوس

GMT 03:00 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تفعيل حالة التأهب الجوي في 10 مقاطعات أوكرانية

GMT 11:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

لوهافر يعلن رسميا ضم أحمد حسن كوكا لنهاية الموسم الحالى

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

بلو أوريجين تؤجل إطلاق صاروخها الجديد لمشكلة فنية

GMT 03:06 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقتل 8 أشخاص بسبب تفشي فيروس ماربورغ في تنزانيا

GMT 03:09 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض عقوبات على سفن نفطية روسية

GMT 11:28 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

كاف يكشف عن شعار وكأس بطولة أمم أفريقيا للمحليين 2024

GMT 12:16 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد "موضوع عائلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab