الولايات المتحدة ونجاحها في استهداف خزينة إيران الخفيّة
آخر تحديث GMT12:09:41
 العرب اليوم -

الولايات المتحدة ونجاحها في استهداف خزينة "إيران الخفيّة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الولايات المتحدة ونجاحها في استهداف خزينة "إيران الخفيّة"

المرشد الإيراني علي خامنئي
واشنطن - العرب اليوم

تتناقل دائما وسائل الإعلام صور المرشد الإيراني علي خامنئي جالسا على سجادة مهترئة تشير إلى تواضع الرجل الأقوى في النظام، لكن تحت هذه السجادة تقبع ثروة هائلة، وهذا بالضبط ما استهدفته العقوبات الأميركية الجديدة التي وضعت الرجل السبعيني على رأس القائمة السوداء.

ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات مشددة استهدفت المرشد علي خامنئي ومكتبه الذي يدير ما يقرب من 200  مليار دولار من خلال أذرع اقتصادية داخل الدولة التي تعاني من الفقر بسبب إهدار الأموال على حروب الوكالة الخارجية.

وشملت العقوبات 8 من كبار قادة الحرس الثوري في الأفرع العسكرية المختلفة، بالإضافة إلى وضع وزير الخارجية محمد جواد ظريف على اللائحة السوداء في وقت لاحق.

ويمنح نظام الحكم في إيران صلاحيات مطلقة للمرشد الأعلى، تجعل له السلطة العليا في السيطرة على الحياة السياسية والدينية في البلاد، لكنه يتمتع أيضا بالسيطرة على عصب الاقتصاد الإيراني عبر مؤسسات عملاقة تتبعه شخصيا.

اقرأ أيضا:

خامنئي يُجري تعيينات جديدة في قيادة القوات الجوية الإيرانية

ويقول الباحث في مؤسسة هيريتيج الأميركية نيل غاردنر إن العقوبات الجديدة التي يصفها بـ"المهمة للغاية" تبعث برسالة بأن "الولايات المتحدة جادة جدا وأنها ستواصل التصعيد حتى تركيع النظام الإيراني"، وبعدما وقع بالحبر الأسود على الأمر التنفيذي بمعاقبة إيران، قال ترامب إن العقوبات الجديدة "ستحرم المرشد الأعلى ومكتبه والأشخاص المرتبطين به عن كثب من الوصول إلى الموارد الرئيسية والدعم المالي".

إمبراطورية المرشد المالية
وحسب تقارير غربية، فإن مكتب المرشد الإيراني يدير بشكل مباشر ثلاثة كيانات اقتصادية عملاقة تدر مليارات الدولارت التي يستخدمها المرشد في خدمة سياساته بالمنطقة، دون أن تدخل إلى الميزانية الحكومية لإنفاقها على تحسين ظروف المعيشة للمواطنين.

والكيانات الثلاث هي "هيئة تنفيذ أوامر الإمام" أو اختصارا "ستاد"، ومؤسسة "المستضعفين"، ومؤسسة "أستان قدس رضوي"، وتمتلك هذه الكيانات أسهم في كل القطاعات الإيرانية تقريبا، تزيد قيمتها على 200 مليار دولار.

كانت مطالبات عدة وجهت لإدارة الرئيس ترامب، من أجل إعادة فرض عقوبات على هذه الجهات، بعد أن رفع سلفه باراك أوباما الكثير منها بموجب الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة، و5 دول أخرى مع إيران عام 2015، لكبح برنامجها النووي المثير للجدل والقلق.

ورغم استباق طهران للعقوبات بالقول إنها لن تكون ذات تأثير، تشير التقديرات إلى أن فرض عقوبات على مكتب خامنئي من شأنه عزل إمبراطوريته المالية وتجميد أنشطتها.

وحسب تقرير لوكالة رويترز يعود إلى عام 2013، فإن الهيئات الثلاث تعتمد في جمع جزء كبير من أصولها، على المصادرة الممنهجة للأصول والعقارات في أعقاب ثورة 1979 التي أطاحت حكم الشاه، وجميع تعاملاتها المادية معفاة من الضرائب وغير خاضعة للجهات الرقابية.

وتستخدم الهيئات علاقاتها القوية مع الجهات الحكومية في إيران للفوز بصفقات كبيرة وترسية عقود الأعمال عليها.

ويقول مدير مركز الجزيرة العربية فراس مقصد، إن هذه العقوبات كفيلة بالتأثير على "المناخ الاستثماري في إيران، وستؤثر على معاملات الكثير من الشركات الإيرانية التابعة لمكتب المرشد والحرس الثوري وأيضا الشركات الخاصة".

ويعتبر مقصد أن سياسة فرض العقوبات فعالة جدا في الحالة الإيرانية، "وقد رأينا كيف تدهور الريال وفقد 80 في المائة من قيمته بينما زاد التضخم بنسبة 40 في المائة بعدما أعادت واشنطن فرض العقوبات التي كانت قد علقتها بموجب الاتفاق النووي"، وبينما ينظر بعض المنتقدين إلى تراجع ترامب عن توجيه ضربة عسكرية للنظام الإيراني على أنه علامة ضعف، يعتبر محللون أن العقوبات الاقتصادية هي الأداة الأكثر إيلاما للنظام.

ويقول الباحث السياسي السعودي مبارك العاتي إن "خامنئي يملك 200 مليار دولار تحت تصرفه، وعندما يتم تحييد هذه الأموال، سيكون ذلك مؤثرا بشكل كبير".

ويضيف "عملية تصعيد العقوبات الاقتصادية على النظام الايراني أكثر فعالية من الضربات العسكرية التي قد يزول تأثيرها بمجرد عودة الطائرات إلى قواعدها".

المرشد المعاقب
وعلى المستوى السياسي، فإن وضع المرشد على لائحة العقوبات يهز من صورته أمام الإيرانيين حيث لم تمسه إجراءات مماثلة من قبل.

وربما يشجع هذا الوضع الجديد المعارضين في الداخل على التحرك الاحتجاجي بعدما ألقت هذه العقوبات الضوء على الثروة الضخمة التي يكتنزها مكتب المرشد، وبخاصة في الأوساط التي تعاني تهميشا كبيرا بسبب الفقر والقمع.

ويقول المحلل السياسي الإيراني علي قاطع الأحوازي إن هناك "إشارات بأن يلجأ الحرس الثوري والأجهزة الأمنية التابعة له بفرض حالة من الرعب والإرهاب على المعارضين تحسبا لأي حراك وطني ضد النظام."

الورقة الأولى في البوكر
وبينما لا يشارك المرشد في عمليات التفاوض الخارجية ولا يحتاج إلى الخروج من البلاد، لكن رمزية وجوده على لائحة أميركية سوداء تؤثر خارجيا على الدول التي ترسل مسؤولين للقائه.

ويقول الأحوازي إن وضع المرشد على اللائحة، يعني أن واشنطن بدأت في إعداد أوراق البوكر الـ54 مثل تلك التي وضعها جورج بوش الابن قبيل حرب العراق عام 2003، والقائمة التي وضعها أيضا لملاحقة تنظيم القاعدة بعد هجمات الحادي من سبتمبر/ أيلول عام 2001.

يأتي وضع وزير الخارجية محمد جواد ظريف على اللائحة السوداء، ليعرقل من المساعي الإيرانية للتواصل مع الدول الغربية من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية.

ويقول غاردنر إن استهداف ظريف بالعقوبات يمثل "رسالة قوية للحلفاء الأوروبيين بأنه لا مستقبل للاتفاق النووي، وأن المحادثات مع ظريف لن تسفر عن أي شيء".

ويعد ظريف الوجه الدبلوماسي الأكثر ظهورا لإيران وأحد مهندسي الاتفاق النووي، "لكن لن يكون هناك أي اعتراف بمساعيه المقبلة طالما لا تعترف به واشنطن"، لكن ثمة هدف آخر لاستهداف وزير الخارجية، بحسب الأحوازي، وهو "قطع الارتباط مع اللوبيات الداعمة لإيران في الولايات المتحدة والتي تشكك أطراف عده في أنها من الممكن أن تسرب معلومات عن القرارات السرية الأميركية إلى ظريف".

ويعني وضع شخص ما على لائحة العقوبات، تعرض أي شخص يتعامل معه للمساءلة القانونية وقد تطاله تهم تتعلق بتهديد الأمن القومي.

كان الرئيس ترامب قال في أكثر من مناسبة إنه يجب محاكمة وزير الخارجية الأسبق جون كيري بسبب لقاءاته مع ظريف بينما لم يكن مخولا رسميا بفعل ذلك.

وكيري من أشد المنتقدين لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو العام الماضي.

قد يهمك أيضا:

خامنئي يُؤكد أن المقاومة هي الخيار النهائي للشعب الإيراني

محمد جواد ظريف يُؤكّد على أنّ الإبقاء على "هرمز" مفتوحًا مِن مصلحة إيران

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة ونجاحها في استهداف خزينة إيران الخفيّة الولايات المتحدة ونجاحها في استهداف خزينة إيران الخفيّة



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:31 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان وجهة آسيوية تاريخية تستحق الاستكشاف
 العرب اليوم - أوزبكستان وجهة آسيوية تاريخية تستحق الاستكشاف

GMT 16:23 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دليل مساعد لإختيار كراسي الطعام المودرن المثالية
 العرب اليوم - دليل مساعد لإختيار كراسي الطعام المودرن المثالية

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام
 العرب اليوم - قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام

GMT 11:00 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل جندي سوري وإصابة آخر بغارة إسرائيلية على القنيطرة
 العرب اليوم - مقتل جندي سوري وإصابة آخر بغارة إسرائيلية على القنيطرة

GMT 07:47 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

صبا مبارك تلحق بقافلة مغادري دراما رمضان
 العرب اليوم - صبا مبارك تلحق بقافلة مغادري دراما رمضان

GMT 02:36 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

غوتيريش يُحذر من مشروع قانون أمام الكنيست يوقف عمل الأونروا
 العرب اليوم - غوتيريش  يُحذر من مشروع قانون أمام الكنيست يوقف عمل الأونروا

GMT 11:43 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الذكرى التالية

GMT 20:28 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ناسا تؤجل إطلاق مهمة يوروبا كليبر إلى قمر المشتري

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

قراصنة يضعون صورة أبو عبيدة على مواقع إسرائيلية

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

لذلك ضاع لبنان

GMT 18:01 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يعلن تمديد عقد مدافعه جاريل كوانساه رسميًا

GMT 15:43 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

كريم عبد العزيز يتعاقد على عمل مسرحي جديد

GMT 18:12 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنييستا يعلن اعتزاله كرة القدم رسميًا بعمر 40 عامًا

GMT 03:03 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن تحذر تل أبيب من استهداف مطار بيروت

GMT 06:18 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 18:29 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

قيس سعيّد رئيسا لتونس لولاية ثانية بـ90,7% من الأصوات

GMT 21:51 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يرصد 25 مليون يورو لحسم ملف تجديد موسيالا حتى 2030

GMT 03:35 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يشن حملات دهم واحتجاز بعدة قرى في الضفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab