اللاجئون السوريون يعتمدون على عمل أطفالهم في شوارع بيروت
آخر تحديث GMT22:06:45
 العرب اليوم -

اللاجئون السوريون يعتمدون على عمل أطفالهم في شوارع بيروت

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللاجئون السوريون يعتمدون على عمل أطفالهم في شوارع بيروت

فتاة صغيرة من حلب تبيع الورود علي شاطيء بيروت
بيروت ـ فادي سماحة

تبيع الطفلة السورية اللاجئة، سلمى عصمت، الزهور للحشود الذين يتناولون الكوكتيلات والبيرة في شارع أرمينيا في بيروت موضحة أنها لا تتجهم في وجه الأشخاص الذين يتجاهلوها وأنها تذهب إلى المدرسة وأن عملها في الشارع مجرد وظيفة بدوام جزئي، ويوضح إدوارد جونسون مسؤول الاتصالات في برنامج الأغذية العالمي"WFP": "عندما يناضل اللاجئون للبقاء على قيد الحياة فإنهم يبدأوان في استخدام آليات المواجهة السلبية، ويبدئون في الاعتماد بشكل أكبر على أطفالهم من خلال إرسالهم إلى العمل".

وأفادت الأمم المتحدة أنه مع دخول الأزمة السورية عامها السادس هناك 93% من اللاجئين في لبنان ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، وعندما لا تستطيع العائلات الحصول على احتياجاتها الأساسية فإنها ترسل الأطفال إلى العمل وهو ما يعد واحدة من الطرق الخطرة التي تتبعها الأسر في محاولة لمواجهة الموقف، في ظل فقدهم لمدخراتهم حيث باعوا ما ليهم من أرض أو عقارات في سورية ووقعوا في الديون.

ويعد هناك واحدًا من كل 3 أشخاص في لبنان من اللاجئين مع وجود نحو مليون ونصف سوريًا في البلاد، ويُسمح للسوريون فقط بالعمل في الزراعة والبناء أو التنظيف، ويعيش أكثر من 70% منهم تحت خط الفقر، ويعتمد الكثير منهم على الإعانات في ظل الوظائف المحدودة، وتناضل وكالات الأمم المتحدة جاهدة لتقديم الدعم لهم، حيث تأثر عمل برنامج الأغذية العالمي بالتخفيضات والمنافسة، ويضيف جونسون "سورية في الجوار تعد مغرية للجهات المانحة فهناك حرب تجري هناك بالفعل".

واعتادت المنظمة على منح المال لجميع اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان إلا أن الرقم تضاعف مع قدوم المزيد عبر الحدود، ويدعم برنامج الأغذية 700 ألف طفل وبالغ بـ27 دولارًا شهريًا، كما يحصل أرباب الأسر على بطاقات لشراء المواد الغذائية من المتاجر المعتمدة في جميع أنحاء البلاد، وتعد 27 دولار بالنسبة لسوسن صادق وزوجها و4 أطفال غير كافية، حيث تأكل عائلتها في أول الشهر وجبتين ذات حجم جيد يوميا، بينما تقل نسبة الطعام مع نهاية الشهر مع نفاذ المال، وتتذكر صادق أن ثلاجة منزلها في إدلب شمال غرب سورية لم تخلو من الكعك، وتوضح صادق التي تتقاسم شقة جديدة مع عائلتين أخرتين في حي الأرمن في بيروت أنهم يأكلون الأرز والمعكرونة والبطاطا، مضيفة "لكن الأطفال يحبون البطاطا".

ووجدت الأمم المتحدة في تقييم أوجه الضعف عام 2016 أن ثلث اللاجئين السوريين في لبنان لا يحصلون على ما يكفي من المواد الغذائية وتحاول الأسر توفير المال عن طريق الاعتماد على الكربوهيدرات وتجنب الأغذية المكلفة مثل اللحوم أو الخضراوات الطازجة، ويوضح الحداد السوري عثمان هاكو أنه يفقد أكل اللحوم، وانتقل هاكو مع عائلته إلى لبنان قبل 5 أعوام بعد أن دمرت قنبلة منزله، مضيفًا "اعتدنا على شراء اللحوم في سورية وكانت لدينا دائما في الثلاجة ولكن الآن يمكننا تناولها مرة واحدة في الشهر"، بينما تعيش أسرته حاليًا في شقة صغيرة من غرفة واحدة، وفقد نجل هاكو الأكبر وعمره اليا 13 عاما الكثير من التعليم في المدرسة، وفي لبنان وضع ابنه مع فئة الأطفال الأصغر وهو ما يكره الإبن لذلك تسرب من التعليم، ويعمل حاليا في مجال التجميل وتصفيف الشعر، وتقول والدته آسيا " لأنه لا يذهب إلى المدرسة فمن الأفضل أنه يعمل".

اللاجئون السوريون يعتمدون على عمل أطفالهم في شوارع بيروت

وتعمل منظمة إنقاذ الطفولة مع العائلات والشباب لمساعدتهم على حماية أنفسهم من الاستغلال في سوق العمل، وبين متحدث باسم المنظمة " نحن ندرك أنه في المجتمعات الفقيرة من المتوقع عمل الأطفال، لكننا نحاول العمل مع الوالدين لتوعيتهم بأهمية التعليم حتى لو كان لديهم طفل يعمل، نحن لا نريد أن نرى جيلا ضائعا"، ولاحظت المنظمات غير الحكومية زيادة في عمالة الأطفال مع انخفاض التمويل عام 2015، حيث اضطر برنامج الأغذية إلى تقليل المساعدات النقدية الشهرية لكل لاجئ من 30 إلى 13.5 دولار، ويقول بول سكوزايالز نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية " كان برنامج الأغذية في حالة تمويل ثابت ومستقر في معظم 2016 ولكن في عام 2017 أصبح هناك بعض المشاكل في التمويل".

وتحظى خطة لبنان، للاستجابة للأزمات منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 بتمويل 50% فقط، وفي هذا العام تملك منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة ما يكفي من المال لمواصلة عملياتها حتى الأسبوع الثاني من فبراير/ شباط حسبما أفاد سكوزايالز، وتوضح فيرونيك باربليت الباحثة في معهد Overseas Development Institute أن أزمة اللاجئين أصبحت أكثر كلفة ومستمرة لفترة طويلة، مضيفة "نحو 40% من اللاجئين في جميع أنحاء العالم مشردون لأكثر من 10 أعوام، واستند نموذج إنشاء مخيمات ورعاية اللاجئين على فكرة أن النزوح مؤقت وليس لأعوام، نحن بحاجة إلى تغيير الدعم للاجئين"، وحتى يتم ذلك يظل أطفال مثل سلمى يجوبون شوارع بيروت بباقات من الزهور مثبتة تحت ذراعهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون السوريون يعتمدون على عمل أطفالهم في شوارع بيروت اللاجئون السوريون يعتمدون على عمل أطفالهم في شوارع بيروت



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 العرب اليوم - فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab