القوات الحكومية السورية تستخدم الغارات المزدوجة لاستهداف المدنيين
آخر تحديث GMT22:17:10
 العرب اليوم -

القوات الحكومية السورية تستخدم "الغارات المزدوجة" لاستهداف المدنيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القوات الحكومية السورية تستخدم "الغارات المزدوجة" لاستهداف المدنيين

سعيد المصري في الدفاع المدني السوري وابنه يحيي
دمشق ـ نور خوام

هرع عامل الإنقاذ المتطوّع سعيد المصري، إلى موقع التفجير في بلدة سقبة في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون، وحين وصل إلى سيارة الإسعاف أدرك أن الشارع الذي يقطن فيه تم قصفه، ثم أدرك أنه بيته، وكان ابنه يحيى، الذي يبلغ من العمر 3 أشهر وزوجته داخل المنزل، حيث علّق على الحادثة "لا استطيع وصف المشهد، رأيت العديد من الأطفال تحت الأنقاض، وكنت في إنتظار ابني الذي أنجبته بعد 4 أعوام".

وانتظر الزوجان وقتا طويلا لإنجاب طفل آخر، بعدما توفيت ابنتيهما بعد الولادة بوقت قصير، ودون تفكير توجه إلى منزله، وثم صعد الدرج، ووجد ابنه ينزف وسط الزجاج المحطم، وزوجته تصرخ، ونقل يحيى إلى المستشفى، وعاد المصري إلى مكان الحادث لمساعدة الجرحى الآخرين، ويعدّ المصري متطوعًا مع "الخوذ البيضاء"، وهي مجموعة تقوم بعمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض بعد قيام الحكومة السورية وحلفائها بغارات جوية وتفجيرات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وبكاميرات معلقة على الخوذ، يوثقون لحظات الحسرة والضيق في جميع أنحاء البلاد.

القوات الحكومية السورية تستخدم الغارات المزدوجة لاستهداف المدنيين

ويقع نحو 400 ألف مدني تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ عام 2013، وشهدت أسوأ هجوم كيميائي منذ بدْ الحرب في عام 2011، حين قُتل نحو ألف شخص عندما قصت الحكومة السورية المنطقة بغاز السارين، وتصاعد العنف في المنطقة خلال الشهور الثلاثة الماضية مع استعداد الحكومة لشن هجوم بري على الغوطة الشرقية، وقد قٌتل أكثر من 500 شخص في الغوطة الشرقية خلال الأيام الثمانية الماضية، مما أدى إلى إدانة العالم لما حدث، حيث وصفه الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، بأنه جهنم على الارض.

ويعيش المصري وغيره في المدينة، على الرغم من علمهم أن منازلهم ربما تدمر في أي يوم، حيث قال المصري " عائلتي في المنزل، ولكن في كل ثانية أتوقع شن غارة جوية، وربما يموت زوجتي وطفلي ووالدي"، وقتل 10 متطوعين من الخوذ البيضاء في سورية خلال الشهر الماضي، بينهم اثنان في الغوطة الشرقية، ونصفهم في ما يعرف بالضربات المزدوجة، حيث قصفت طائرة منطقة ثم عادت لمهاجمتها مرة أخرى بعد وصول عمال الإنقاذ، وأصيب 8 متطوعين بجروح في الغوطة بينهم اثنان في هجوم مزعوم بالكلور مساء الأحد.

وتعرّضت الجماعة، المعروفة أيضا باسم الدفاع المدني السوري، إلى حملات تشويه على الإنترنت أجراها المتصيدون الذين يتهمونها بأنها مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، لكن واصلت الجماعة العمل في مناطق خارج سيطرة الحكومة، وإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض بعد الغارات الجوية الحكومية.

وقال نائب رئيس المنظمة، منير مصطفى، إن جميع المتطوعين في الغوطة تم تعبئتهم ويعملون كل يوم، ومع ذلك لا يمكننا مواكبة القصف الذي يوصف بالهستيري، ويحدث بكل أنواع الأسلحة "، مضيفًا "أنّ النظام يستخدم غارات مزدوجة مما يؤدي إلى جرح المتطوعين وقتلهم"، وأدانت جماعات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا استراتيجية الضربات المزدوجة، واستخدامها لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.

وصدر قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في جميع أنحاء البلاد بالاجماع يوم السبت، ولكن الرئيس الأسد وحلفائه الروس وإيران واصلوا الهجوم تحت ستار محاربة المتطرفين، وقتل أكثر من 20 شخصًا في الساعات الـ 36 الأولى التي تلت صدور القرار الذي كان من المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ دون تأجيل، وبدلا من ذلك، وفي إشارة إلى تدخل موسكو في الشؤون السورية، استبدل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القرار باقتراحه الخاص بـ"التوقف الإنساني" عن القتال يوميًا من الساعة 9 صباحًا إلى 2 مساء، ولكن الاقتراح الروسي لم يوقف العنف.

وقال عامل إنقاذ آخر "إن النظام السوري وحلفائه الروس يواصلون محاولة تدمير هذا المجتمع"، مضيفًا "بعد اتفاق الأمم المتحدة، استخدموا أسلحة لم تستخدم في الأيام الماضية، استخدموا الكلور، والفوسفور، ووقعت مجازر جديدة، كان هناك أطفال ونساء لم يتمكّن الدفاع المدني من انتشالهم من تحت الأنقاض، وهناك أجزاء من أجسادهم  في الشارع، بجانب الدم المسال في الشوارع، لا أستطيع أن أقول أي شيء إلا اللعنة على العالم كله، واللعنة على كل شيء، الله معنا، وهو الحامي".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوات الحكومية السورية تستخدم الغارات المزدوجة لاستهداف المدنيين القوات الحكومية السورية تستخدم الغارات المزدوجة لاستهداف المدنيين



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 03:23 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

أنتوني بلينكن يكشف عن خطة "تشمل قرارات صعبة" لغزة بعد الحرب
 العرب اليوم - أنتوني بلينكن يكشف عن خطة "تشمل قرارات صعبة" لغزة بعد الحرب

GMT 14:03 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تكشف طريقة دخولها مجال الفن
 العرب اليوم - رانيا يوسف تكشف طريقة دخولها مجال الفن

GMT 10:46 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 12:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

مصرع شخصين بسبب انهيار جليدي بجنوب شرق فرنسا

GMT 05:30 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

زلزال جديد بقوة 4.3 درجة يضرب إثيوبيا

GMT 03:15 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

السلطات الأميركية تطالب بإخلاء 85 ألف شخص في لوس أنجلوس

GMT 03:00 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تفعيل حالة التأهب الجوي في 10 مقاطعات أوكرانية

GMT 11:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

لوهافر يعلن رسميا ضم أحمد حسن كوكا لنهاية الموسم الحالى

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

بلو أوريجين تؤجل إطلاق صاروخها الجديد لمشكلة فنية

GMT 03:06 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقتل 8 أشخاص بسبب تفشي فيروس ماربورغ في تنزانيا

GMT 03:09 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض عقوبات على سفن نفطية روسية

GMT 11:28 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

كاف يكشف عن شعار وكأس بطولة أمم أفريقيا للمحليين 2024

GMT 12:16 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد "موضوع عائلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab