أنباء عن انهيار معنويات الأسد وتخوفه من العزلة وانفلات الاوضاع
آخر تحديث GMT08:44:30
 العرب اليوم -

أنباء عن انهيار معنويات الأسد وتخوفه من العزلة وانفلات الاوضاع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أنباء عن انهيار معنويات الأسد وتخوفه من العزلة وانفلات الاوضاع

لندن ـ سليم كرم

تشير المزيد من المؤشرات إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقبع على قمة الحكم في سورية لم يعد يملك من زمام الأمور في البلاد إلا القليل، فيما تشير الصورة الرسمية لوجه بشار الأسد إليه باعتباره أمل الأمة السورية، وأنه خلال اجتماعاته الخاصة مع مسؤولي الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لم يُبد أي رغبة في التوصل إلى حلول وسط، ولم تظهر أي علامات على تغير في آرائه السابقة، وقالت مصادر الأمم المتحدة التي حضرت الاجتماع في دمشق إن الأسد كان محتفظًا بتوازنه وثقته في نفسه. وفي هذا السياق تشير صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى ما يتردد من حكايات داخل الحكومة السورية خلال الأيام الأخيرة، والتي تلقي أضواء جديدة على الآثار النفسية التي تركتها سنتان من الحرب الأهلية على الأسد، وترسم له صور الشخصية المنعزلة والخائفة، في الوقت الذي تبدو فيه حكومته على حافة الانهيار والتفتت من حوله. فبعد أشهر عدة متواصلة من الإخفاقات التي تعرضت إليها حكومته، اختفى الأسد عن الأنظار تقريبًا خلال الأسابيع الأخيرة دون أجراء مقابلات أو إلقاء خطب، كما اختفى عن الظهور المباشر على الهواء على شاشات تليفزيون الدولة. وتقول مصادر رسمية أميركية وشرق أوسطية: إن الأسد يقضي وقته تقريبًا مختفيًا عن الأنظار داخل عالمه الرئاسي، مكتفيًا بإلقاء تعليماته وأوامره إلى دائرة الصغيرة المحيطة به، المكونة من أفراد عائلته، وبعض من مستشاريه الذين يأتمنهم. ولم يعد الأسد كما تقول الصحيفة يبحث عن وسائل لدعم قواته المحاصرة، وإنما بات كل تركيز ينصب على أمنه وحمايته الشخصية.   وتنسب الصحيفة إلى محللين قولهم: إن وسائل الإعلام السورية ذاتها بدأت ترصد هذا التحول، حيث باتت تستفيض في وصف تفاصيل المزيد من الحماية الأمنية للرئيس، وهناك تقارير تقول بأنه لا يستقر على غرفة نوم واحدة في كل ليلة، كما أنه يشدد الرقابة على إعداد وجبات الطعام له، لتجنب محاولة اغتياله بهذه الوسيلة. إلا أن الصحيفة تشير إلى أن مثل هذا التقارير تعذر التأكد من مدى صحتها من مصادر مستقلة. وتقول مصادر استخباراتية شرق أوسطية، والتي استطاعت أن تحصل على هذه المعلومات من المنشقين دون التأكد من صحتها، إن الأسد امتنع عن الخروج ساعات النهار خوفًا من تعرضه إلى القتل على يد قناص، وأن تحركاته تدل على إصابته بحالة من الخوف الدائم. ومع ذلك فإن تصريحات الأسد ما زالت تؤكد على عزمه وإصراره على البقاء في السلطة، وفي آخر مقابلة تلفزيونية معه، في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، أقسم الرئيس السوري على "العيش في سورية والموت في سورية". وخلال اجتماعاته الخاصية مع مسؤولي الأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي لم يبد عليه أي رغبة في التوصل إلى حلول وسط، ولم تظهر أي علامات على تغير في آرائه السابقة. وقالت مصادر الأمم المتحدة التي حضرت الاجتماع في دمشق إن الأسد كان محتفظًا بتوازنه وثقته في نفسه. وخلال تلك الاجتماعات مع مسؤولي الأمم المتحدة كانت هناك وفود دبلوماسية سورية قد توجهت إلى موسكو لمناقشة إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، وسط مؤشرات متزايدة بشأن قرب انهيار قوات الجيش السورية في الكثير من المناطق في البلاد، أمام الهجمات المتزايدة والفعالة لقوات المقاومة. وعلى الرغم من انهيار المفاوضات السابقة في هذا الشأن، إلا أن بعض المسؤولين في روسيا ومجلس الأمن الدولي أبدوا قدرًا من التفاؤل الحذر بشأن الجولة الأخيرة من المحادثات، على الرغم من التقدم الأخير الذي أحرزته قوات المقاومة، الأمر الذي يثير تساؤلات عن ما إذا كانت المقاومة سوف تقبل أي شيء يقل عن الانتصار الساحق. ويقول مصدر رسمي في الأمم المتحدة: إن الأمور على ما يبدو تتحرك بسرعة فائقة، وإن الأحداث على أرض الواقع قد تسفر عن أشياء ونتائج، قبل أن تسفر عنها الأروقة الرسمية في مجلس الأمن أو في العواصم. وعلى الرغم من رفض المسؤولين في الإدارة الأميركية مناقشة مسألة الحالة المزاجية التي تعيشها حاليًا الدائرة المحيطة بالرئيس الأسد، إلا أن أحد كبار المسؤولين الأميركيين على اطلاع ومعرفة بتقارير الاستخبارات الأميركية قال: إن التقدم المستمر الذي تحققه قوات المقاومة نحو دمشق له تأثيره الكبير لا يمكن إنكاره. وقال أيضًا: إن الأسد ربما يعتقد بأن سورية ملك خاص له، إلا أن التوتر النفسي الناجم عن الصراع مع عدو واسع الحيلة، ولا تنقصه العزيمة، له تأثيره الكبير على الأسد. وتقول مصادر أميريكة إن الإحساس بالعزلة داخل قصر الرئاسة السوري يتزايد مع أنباء الانشقاق الجديدة، والتي كان آخرها انشقاق رئيس الشرطة العسكرية في سورية، بالإضافة إلى أن تحركات القلة القليلة من حلفاء الحكومة السورية التي بدأت تنأى بنفسها عن الأسد، الذي تعرض إلى ضربة نفسية قوية على يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال الأسبوع الماضي "إن روسيا لا يعنيها مصير نظام الأسد." وتقول مصادر استخباراتيه شرق أوسطية: إن تصريحات بوتين كانت قاسية، لأن تراجع روسيا يعني زيادة الشعور بأن السفينة تغرق. كما زادت المخاوف على الأمن الشخصي لكل من الأسد وحاشيته، من خلال سلسلة الهجمات التي تستهدف المسؤولين على قمة الحكومة، بما في ذلك الحادث الذي راح ضحيته وزير دفاعها. هذا بالإضافة إلى سلسلة الإخفاقات التي تتعرض إليها قواته، التي لم تعد تفرض سيطرتها سوى على اثنين من محافظات البلاد الأربع عشرة، ويقول خبراء عسكريون: إن خسائر الجيش السوري الشهرية تبلغ 1000 جندي شهريًا، كما النخبة العسكرية فقدت شهيتها لتصعيد القتال والقيام بهجمات عسكرية. ويقول المحلل العسكري السابق في استخبارات البنتاغون جيفري هوايت: إن الأسابيع سوف تشهد المزيد من التدهور والانهيار في أركان الحكومة السورية. أضف إلى ذلك أن حجم الدائرة المحيطة بالأسد آخذ في الانكماش، وأنه لم يبق حوله سوى الصقور الذين يعتزمون مواصلة القتال حتى النهاية. كما أن مستشاريه لم يبدوا أي رغبة في التوصل إلى حلول وسط، كما يشير خبراء غربيون أنه لا يوجد انشقاقات كبيرة في كبار المسؤولين العلويين. وذلك على الرغم من توقع الكثير من الخبراء في بداية الصراع بتخلي القيادات العلوية عن الأسد في نهاية المطاف، أو أن الأسد سوف يخون عشيرته، ويلوذ بملاذ آمن في الخارج. ويقول مسؤول أميركي رسمي إنه وعلى الرغم من أن نفوذ الأسد آخذ في الانحسار، وإن قدراته آخذه في التقلص، إلا أن قلب حكومه يظل قويًا لا ينكسر بسهولة، ولا يبدو عليها آثار التصدع بعد. وعلى الرغم من تزايد الضغوط على الأسد إلا أنه من الصعب القول بأن اللحظة الفارقة سوف تأتي لأن هناك فئة قليلة ترى أن شخصية الأسد من ذلك النوع الذي يضرب ثم يلوذ بالفرار.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنباء عن انهيار معنويات الأسد وتخوفه من العزلة وانفلات الاوضاع أنباء عن انهيار معنويات الأسد وتخوفه من العزلة وانفلات الاوضاع



GMT 07:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 09:04 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:36 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab