قدمت الناشطة البيئية مارينا سيلفا الاحد دعمها المؤثر للمعارض الاشتراكي الديموقراطي آيسيو نيفيس منافس الرئيسة اليسارية ديلما روسيف قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البرازيل في 26 تشرين الاول/اكتوبر.
وقالت سيلفا في مؤتمر صحافي في ساو باولو "مع الاخذ في الاعتبار التعهدات التي قطعها آسيو نيفيس" من اجل المحافظة على المكتسبات الاجتماعية والتنمية المستدامة "اقدم له صوتي ودعمي".
ومارينا سيلفا المنشقة عن حزب العمال الحاكم منذ 12 عاما في البرازيل حلت ثالثة في الدورة الاولى من الانتخابات في 5 تشرين الاول/اكتوبر. ويتوقع ان تكون اصوات 22 مليون ناخب صوتوا لها حاسمة في تحديد نتيجة المنافسة الكبرى بين الرئيسة المنتهية ولايتها وخصمها من وسط اليمين بعد اسبوعين.
وتبنى نيفيس مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي السبت قسما من وعود سيلفا الانتخابية والتي كانت شرطها لتقديم الدعم له.
وقرأ رسالة مفتوحة تعهد فيها بالخصوص بالحفاظ على المكاسب الاجتماعية الموروثة عن اليسار واعادة اطلاق الاصلاح الزراعي ووقف ازالة الغابات في الامازون وتخصيص 10 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي للتربية والنهوض باصلاح سياسي لمنع اعادة انتخاب بعض المنتخبين مثل رئيس الجمهورية.
وعلقت سيلفا على ذلك قائلة "ارى فيها سلسلة تعهدات تاريخية تجاه الشعب البرازيلي". واكدت ان الامر لا يتعلق باتفاق سياسي وانها لا تطالب باي منصب في الحكومة المقبلة وتقدم دعمها لنيفيس ك"مواطنة".
واكدت "وصلنا الى مرحلة يمثل فيها التداول امرا جيدا للبرازيل".
ويدعو آسيو نيفيس الى عودة الى الليبرالية لاعادة اطلاق الاقتصاد المتعثر للعملاق الناشىء في اميركا اللاتينية.
لكن مارينا سيلفا الوزيرة السابقة للبيئة (2003-2008) في عهد الرئيس السابق لولا، ناقست بضراوة طوال الاسبوع من اجل ان يضمن نيفيس ارث البرامج الاجتماعية لحزب العمال وان يدرج التنمية المستدامة في اجندته السياسية للبرازيل.
وبحسب الصحافة، فان سيلفا وحزبها البيئي تخليا عن مطالبة نيفيس بالعدول عن التزامه المثير للجدل بخفض سن المسؤولية الجنائية من 18 الى 16 عاما بالنسبة للاحداث الذين يرتكبون جرائم خطيرة.
وسيلفا الداعية الى "سياسة جديدة" تقطع مع لعبة التحالفات التقليدية للاحزاب الكبيرة (مقابل الحصول على مناصب)، ترشحت عن الحزب الاشتراكي البرازيلي بعد وفاة حليفها ادواردو كومبوس في آب/اغسطس في حادث طائرة.
وناخبو العملاق الاميركي اللاتيني منقسمون بين الوفاء للمكاسب الاجتماعية وتحسن مستوى المعيشة الذي تحقق في عهد لولا (2003-2010) سلف روسيف ومرشدها السياسي، والانعطاف الليبرالي الى وسط اليمين لتحريك الاقتصاد الذي اصابه الضعف والرغبة في التداول على السلطة.
وكانت روسيف فازت بسهولة في الدورة الاولى ب41,59 بالمئة من الاصوات، على خصميها في معسكر "التغيير" آيسيو نيفيس (33,55 بالمئة) والمدافعة عن البيئة ماريا سيلفا (21,3 بالمئة).
لكن الدورة الثانية تبدو مختلفة والتنافس فيها على اشده.
وتوقع اول استطلاعين للرأي منذ الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي فازت فيها روسيف الاحد واجراهما معهدا داتافولا وايبوبي ان يفوز آيسيو نيفيس بالانتخابات ب46% من الاصوات مقابل 44% للرئيسة المنتهية ولايتها.
وحدد هامش الخطأ في استطلاعي الرأي ب2 بالمئة، مما يجعل المرشحان عمليا في حالة تعادل تقنيا ويؤكد تردد الناخبين في هذه الدولة الناشئة العملاقة في اميركا اللاتينية.
وقبل ان تعلن سيلفا موقفها، قال ما بين 64 الى 66 بالمئة من ناخبيها انهم سيصوتون لنيفيس في الدورة الثانية مقابل 18 بالمئة فقط لروسيف و18 بالمئة قالوا انهم سيصوتون بورقة بيضاء.
واضعفت الرئيسة المنتهية ولايتها بسبب الوضع الاقتصادي للبرازيل الذي دخل في ركود في النصف الاول من العام على خلفية ارتفاع التضخم لكن ايضا بسبب فضائح فساد لطخت سمعة حزب العمال.
ويسعى نيفيس الى الاستفادة من الكشف عن سلسلة من فضائح النظام ورشاوى دفعتها شركة النفط الوطنية لنواب من الحزب الحاكم، خصوصا ان ذلك جاء في اوج الحملة الانتخابية.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك