باريس ـ العرب اليوم
أعلنت الخارجية اللبنانية اليوم الجمعة نقل عينات الحمض النووي التي تم جمعها وتخص أقارب ضحايا تحطم الطائرة الجزائرية اللبنانيين من مالي إلى باريس، وتأمل العائلات في استعادة جثامين أبنائها لدفنها وطي أهم صفحة من هذه المأساة. وتتولى فرنسا التحقيق في الحادث.
سلم لبنان السلطات الفرنسية التي تتولى التحقيق في حادث تحطم الطائرة الجزائرية الأسبوع الماضي، عينات من الحمض النووي لعائلات الضحايا التي تأمل في استعادة جثامين أبنائها وأشلائهم قريبا لدفنها.
وتتولى فرنسا التحقيق في تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجزائرية في مالي في 24 تموز/يوليو.
وكان على متن الطائرة 118 شخصا قضوا جميعهم، بينهم 54 فرنسيا و20 لبنانيا على الأقل بعضهم يحمل جنسية ثانية.
وأفاد مصدر في الخارجية اللبنانية الجمعة أن الطبيب الشرعي فؤاد أيوب انتقل الخميس من مالي إلى فرنسا، ومعه عينات الحمض النووي التي جمعت من أقارب الضحايا اللبنانيين.
وكان أيوب في عداد وفد رسمي وصل الأحد إلى مالي لمتابعة التحقيق في سقوط الطائرة، ناقلا معه العينات التي جمعت من أقارب الضحايا.
وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الخميس بعد لقائه ذوي الضحايا إن حادث تحطم الطائرة "بطبيعته صعب جدا وعملية البحث صعبة (...) وعملية مطابقة الأشلاء مع نتائج الحمض النووي تستغرق وقتا".
وتعهد أن تقدم الحكومة اللبنانية "أي شيء ممكن لأهالي هؤلاء الضحايا من أثرهم كي يستطيعوا القيام بمراسم التشييع المناسبة".
وأكد مدير الشرطة القضائية الجزائرية عبد القادر قارة بوحدبة الخميس أن التعرف على ضحايا الطائرة سيستغرق "عدة أسابيع أو أشهر وربما سنوات".
العائلات في لبنان تريد دفن أقاربها
وتأمل عائلات هؤلاء الضحايا في استعادة أشلاء أقاربهم في وقت قريب.
وتقول فاطمة بسمة (23 عاما) التي فقدت شقيقتها رندة وأولادها الثلاثة في الحادث، "كارثة كبيرة حلت بنا. أخبرونا (المسؤولون اللبنانيون) أن الفرنسيين يبحثون عن الأشلاء. آمل في أن يعثروا على جثة شقيقتي لندفنها".
وتستغرق الشابة التي اتشحت بالسواد، في تلاوة القرآن في منزلها العائلي المتواضع في بلدة صريفا (جنوب)، والذي رفعت الشارات السوداء على الطريق المؤدية إليه.
وفي بلدة حاريص الجنوبية، لا تزال عائلة منجي حسن الذي قضى مع زوجته وأولادهما الأربعة، تتقبل التعازي. وسبق للعائلة أن فقدت في العام 2010، صهرها سعيد زهوي في تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بعيد إقلاعها من مطار بيروت.
ويقول أحمد حسن (41 عاما)، شقيق منجي، "نتمنى على السلطات الفرنسية أن تساعدنا في البحث عن أشلاء شقيقي منجي وأفراد أسرته لنقيم لهم قبورا إلى جانب صهرهم سعيد".
يضيف وهو يمسح دموعه "نريد أن نزورهم في الأعياد والمناسبات"، في إشارة إلى تقليد سائد لدى المسلمين في لبنان، بزيارة أفراد العائلات أضرحة أقاربهم لتلاوة الفاتحة عن أرواحهم في المناسبات الدينية.
المصدر: أ ف ب
أرسل تعليقك