قتل عشرة اشخاص الاربعاء في قصف على دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بينهم اربعة عندما اصابت قذائف هاون مدرسة في اول يوم من العام الدراسي ، في افدح حصيلة بين المدنيين في شهر من وقف نظري لاطلاق النار بين كييف والمتمردين.
وبعد عدة ساعات من اطلاق قذيفة على محطة حافلات في دونيتسك المدينة الكبيرة الخاضعة لسيطرة المتمردين، شاهد مراسلون لوكالة فرانس برس خمس جثث احداها في حالة متفحمة اضافة الى جثتين اخريين على بعد خمسين مترا، ما يشير الى شدة الانفجار.
وبحسب الادارة المحلية اوقع الانفجار ستة قتلى وجريحا.
وفي الوقت نفسه تقريبا وعلى بعد 500 متر ، نحو الساعة 10,00 سقطت قذيفة على بعد خمسة امتار من مدرسة ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص وثمانية جرحى بحسب المصدر نفسه. وكان هناك اكثر من 200 شخص في المدرسة كما اوضحت الادارة.
وسقطت القذيفة حين كان التلاميذ يبدأون عامهم الدراسي في المنطقة الخاضعة للانفصاليين بتأخير شهر عن باقي مناطق اوكرانيا. وكانت سلطات كييف اعلنت معارضتها استئناف الدراسة في منطقة الحرب.
وامضى التلاميذ باقي الفترة الصباحية في ملجأ المدرسة تحت الارض قبل ان يعودوا الى منازلهم.
وتقع المدرسة في منطقة كييفسكي على بعد اربعة كلم من المطار، حيث دارت معارك في الايام الماضية.
ويتهم المتمردون الجيش النظامي باطلاق النار مؤكدين انهم لا يملكون نوعية الذخيرة التي عثر عليها. ونفى الجيش مسؤوليته في الانفجارين التي سجلت فيها اكبر حصيلة ضحايا بين المدنيين في يوم واحد منذ توقيع اتفاق اطلاق النار في 5 ايلول/سبتمبر بمينسك. وخلفت المعارك في الاجمال 68 قتيلا بين مدنيين وعسكريين منذ ذلك التاريخ.
وفي مستشفى المدينة قال سائق الحافلة لوكالة فرانس برس ان حوالى 15 راكبا كانوا على متن الحافلة عندما وقع الانفجار،بينما كان ثلاثة او اربعة اشخاص آخرين في محطة الانتظار.
وروى ميخائيل دروبوتون (48 عاما) "وصلت الى الموقف في شارع بوليغرافشيسكايا وكنت على وشك فتح الابواب ليتمكن الركاب من الصعود او النزول عندما وقع انفجار اصاب الجزء الخلفي من الحافلة. جرحت في ساقي واخرجني احد الاشخاص من المكان".
اما فيكا ستيغايلو التي تبلغ من العمر 33 عاما فقد كسر ساقاها. واتهمت الجيش الاوكراني بهذا القصف.
وقالت "كنت في الحافلة مع اولادي ولم اعرف ما حدث. وقع انفجار ووجدت نفسي في الخارج.. رأيت دخانا ثم وجدت نفسي في الشارع".
واضافت قبل ان تجهش بالبكاء "كنت مع صديقة قتلت على الفور. هي ام لابنة عمرها سنة وسبعة اشهر.. كيف ستتمكن من مواصلة حياتها الآن؟ الذين يفعلون ذلك ليسوا بشرا".
وتابعت "كان هناك الكثير من الناس والدماء". وهاجمت الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو متسائلة "ماذا فعلنا لنستحق ذلك؟ لدينا اطفال في سن احفادك. ستدفع الثمن".
ورغم تصاعد العنف منذ الاثنين انتشر مراقبون من الطرفين وكذلك من منظمة الامن والتعاون في اوروبا خلال النهار على طول الخط الفاصل بين المعسكرين بهدف مراقبة وقف اطلاق النار كما اعلن الناطق باسم الجيش الاوكراني اندريه ليسينكو.
وبعد المعارك التي خلفت اكثر من 3200 قتيلا منذ نيسان/ابريل يسيطر الموالون لروسيا على منطقة يبلغ طولها حوالى 230 كلم بعرض 160 كلم في حوض دونباس تشكل فقط 3% من اراضي اوكرانيا ولكن 9% من سكانها.
ويدور الخلاف بين الروس والاوكرانيين خصوصا على ملف الغاز وكانت موسكو اوقفت في حزيران/يونيو امداد اوكرانيا بالغاز مطالبة اياها بدفع ديون قالت انها تبلغ 5,3 مليارات دولار.
وقال وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان انه سيزور الخميس بروكسل لمباحثات مع الاتحاد الاوروبي الذي يخشى من قطع الغاز في فصل الشتاء على الدول الاعضاء ال 28 اذا لم تستانف موسكو تزويد اوكرانيا. واضاف ان اجتماعا ثلاثيا يشمل روسيا قد يعقد الجمعة.
وقد حذر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من فرض قيود تجارية جديدة على اوكرانيا وذلك اثر اعتماد مرسوم تهدد فيه موسكو كييف بفرض رسوم عند التوريد.
وقال باروزو في رسالة الى بوتين ان هذا المرسوم يثير "قلقا كبيرا" داخل الاتحاد الاوروبي مذكرا بان روسيا تعهدت الابقاء على النظام التجاري التفاضلي مع اوكرانيا في مقابل ارجاء تطبيق اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا الى نهاية 2015.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك