خطت الصين واليايان خطوة اولى الاثنين في بكين نحو حلحلة التوتر في العلاقات بينهما بمناسبة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا المحيط الهادئ (ابيك) حيث يلتقي كبار قادة المنطقة من بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على خلفية توترات جيوسياسية وتجارية.
وعلى هامش القمة، عقد رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي والرئيس الصيني شي جينبينغ اول قمة ثنائية بينهما كانت مرتقبة جدا لانها الاشارة الاولى نحو حلحلة العلاقات المتوترة بين البلدين منذ عامين.
وصرح ابي اثر اللقاء الذي استمر نصف ساعة ان "العديد من الدول كانت تنتظر هذه القمة بين اليابان الصين وليس فقط الدول الاسيوية. واعتقد اننا قمنا بخطوة اولى نحو تحسن العلاقات الثنائية".
وصرح شي ان "الصين تامل بان تستمر اليابان على طريق التنمية السلمية" وان "تتبنى اجراءات عسكرية وامنية حذرة"، حسبما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة.
وتشهد العلاقات بين الصين واليابان فتورا وتتعثر منذ عامين حول مسالة السيادة على جزر دياويو (سينكاكو باليابانية) في بحر شرق الصين والتي تطالب بها بكين لكنها تخضع لادارة طوكيو.
وقام سلاحا الجو والبحرية لهذين البلدين بتحديات خطيرة في الاشهر الماضية على مشارف هذا الارخبيل غير الماهول.
وطالب ابي الصين باقامة الية للاتصال البحري لتفادي اي حوادث.
في المقابل، ذكر شي بالموقف الصيني عندما دعا اليابان الى "العودة الى التاريخ كمراة للتطلع نحو المستقبل".
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يستضيف الحدث الدولي الابرز له منذ توليه منصبه قبل عامين، المشاركين في القمة الى "تحقيق حلم اسيا المحيط الهادئ بالنسبة الى سكان المنطقة"، مما يستعيد "الحلم الصيني" بالعظمة.
ويفترض ان يلقي اوباما الذي وصل الى بكين صباح الاثنين، كلمة عند افتتاح القمة بعد الظهر قبل ان يلتقي شي الثلاثاء والاربعاء على هامش القمة.
وتعهد البيت الابيض باجراء "محادثات صريحة ومعمقة". وليس من المتوقع اجراء اي لقاء رسمي بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين الموجود في بكين منذ الاحد.
وستتناول القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا المحيط الهادئ مشاريع متضاربة احيانا لتوسيع وتعزيز التبادل الحر في المنطقة. كما يشكل هذا الملتقى فرصة لعقد عدة لقاءات ثنائية حول المسائل والمشاكل بين الشركاء في هذه المنطقة.
ويعتزم رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت مطالبة بوتين بتقديم توضيحات حول تحطم طائرة الرحلة ام اتش 17 التابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق اوكرانيا في تموز/يوليو ما ادى الى مقتل 298 شخصا كانوا على متنها بينهم 38 استراليا.
ويحمل الغربيون الانفصاليين الموالين لموسكو مسؤولية تحطم الطائرة ويتهمون موسكو بعرقلة التحقيق وهو ما ينفيه الكرملين.
وتعهد شي وبوتين اللذان التقيا الاحد للمرة العاشرة منذ عامين على تعزيز التعاون بينهما قبل توقيع عدة اتفاقات احدها في مجال الطاقة بين العملاقين الروسي روسنفط والصيني سي ان بي سي.
ووصل الرئيس الاميركي باراك اوباما صباح الاثنين الى بكين التي سبق ان توجه اليها نظيره الروسي فلاديمير بوتين الموجود في بكين منذ الاحد والذي تعاني بلاده من عقوبات غربية فرضت عليها لضمها شبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في اوكرانيا.
ولدى كل من الصين والولايات المتحدة مشاريع متنافسه حول الاندماج الاقتصادي في منطقة اسيا والمحيط الهادئ، كما لا تخفي واشنطن خلافها مع بكين حول مسائل حقوق الانسان والقرصنة المعلوماتية والعلاقات التجارية والخلافات الحدودية البحرية بين الصين وجيرانها.
وتشهد علاقات الصين توترا ايضا مع فيتنام والفيليبين بسبب مطالبتها بسيادة شبه كاملة على بحر جنوب الصين الذي يعتبر احد الممرات الاستراتيجية للبحرية التجارية .
وبما ان الاجماع ضروري في قمم ابيك، من النادر ابراز الخلافات بين الدول، وهي تنتهي عادة ب"صورة جماعية" للقادة في الزي المحلي.
واتخذت العاصمة الصينية التي تعاني من مستويات عالية من التلوث اجراءات مشددة لتبديد الضباب الملوث قبل استضافة القمة.
وشدد شي الاحد على ان بلاده تقدم "وعودا غير محدودة" على صعيد النمو الدولي. وحرص على الطمانة لجهة تباطؤ النمو الصيني مؤكدا ان المخاطر الناجمة عن ذلك "لا تثير القلق الى هذه الدرجة".
وتشكل اقتصادات الدول الاعضاء في المنتدى 40% تقريبا من التعداد السكاني العالمي و57% من اجمالي الناتج الداخلي في العالم و44% من المبادرات التجارية الدولية.
وتلي هذه القمة قمة اخرى لدول جنوب شرق اسيا في بورما وقمة مجموعة الدول العشرين في بريزبين في استراليا بنهاية الاسبوع.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك