واشنطن ـ العرب اليوم
تتخذ السلطات الباكستانية حاليا خطوات استثنائية للتصدي للاسلاميين المتطرفين عقب سنوات من تعهدها بالقيام بذلك، مع شن عملية عسكرية كبيرة تستهدف المتشددين وتنذر بكبح جماح الدعاية المتطرفة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني الاثنين - أن الحكومة الباكستانية كثفت حملتها في أعقاب المذبحة التي وقعت في مدرسة النخبة التي يديرها الجيش الواقعة في مدينة بيشاور الباكستانية الشهر الحالي، مما يعكس حدوث تغييرات جذرية في الرأي العالم فيما يتعلق بالخطر الذي يشكله الجماعات المتطرفة.
ورأت الصحيفة الأميركية أن الجهد الجديد للحكومة الباكستانية يوحي أيضا بتحول سياسي مهم في دولة لطالما تضاربت آراؤها في كيفية مواجهة المتشددين المحليين. واجتمع القادة السياسيون الباكستانيون معا الأسبوع الماضي في العاصمة الباكستانية، اسلام آباد، لتتبني الحكومة تدابير جديدة لمكافحة الإرهاب، والتي ستشمل تسجيل جميع المدارس الدينية ومنع تمويل الجماعات المتطرفة.
وأشارت الصحيفة إلى اتفاق حكومة رئيس الوزراء نواز شريف مع جيش البلاد القوي على اتخاذ 20 خطوة لمواجهة التهديد الإرهابي، واعتزام الحكومة محاكمة المشتبه في تورطهم بأعمال ارهابية في محاكم عسكرية، ومنع الارهابيين من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أشكال الاتصال، بالاضافة إلى إنشاء قوة شبه عسكرية قوامها خمسة آلاف فرد لمكافحة التشدد المتوغل في عمق المدن الباكستانية.
ووفقا لواشنطن بوست، تعهد الجبش الباكستاني بمواصلة توسيع نطاق عملياته العسكرية ضد حركة /طالبان/ الباكستانية وجماعات مثل تنظيم القاعدة في المناطق الجبلية النائية في البلاد على حدود أفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ومحلليين غربيين قولهم إن لباكستان تاريخا من تقديم الوعود، استمر عشر سنوات تقريبا، لمكافحة الإرهاب، ولكن باكستان أثبتت عدم رغبتها أو عدم قدرتها على الوفاء بوعودها، كما أعربوا عن تشككهم من امتلاك باكستان المال الكافي لشن حملة متواصلة ضد التشدد الاسلامي الذي يضم جماعات يشتبه في وجود روابط لها منذ فترة طويلة مع مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يزال مسؤولو الادارة الاميركية يقولون إنهم يشجعون ما يحدث في باكستان بعد سنوات من التأخير، في ظل اعتراف قادة باكستان بالمشاكل التي يواجهونها واتخاذ خطوات حازمة للتصدي لها.
واستشهد مسؤولو ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالدلائل التي تشير إلى تحسين باكستان التنسيق مع أفغانستان، حيث يلتمس قادة طالبان الباكستانية كالعادة مأوى، كما بدأت باكستان في تخفيف إداناتها العلنية للهجمات التي تشنها طائرات أميركية بدون طيار وتستهدف المتشددين على أراضيها، بيد أنه من غير الواضح ما اذا كانت باكستان ستتمكن في نهاية المطاف من تغيير ثقافة التطرف المتأصلة في بعض المدارس الدينية والمساجد، والتي سمحت لها بالتفاقم لسنوات في المناطق القبلية التي ينعدم فيها تطبيق القانون.
المصدر: أ ش أ
أرسل تعليقك