مونتيفيديو ـ العرب اليوم
اثار البابا فرنسيس، اول حبر اعظم يتحدر من اميركا اللاتينية، المعروف بدماثته وطريقته المباشرة في التخاطب، الحماسة المسيحية في اكثر منطقة كاثوليكية في العالم، لكن يتعين عليه بذل جهود جبارة من اجل مواجهة توسع الكنائس الانجيلية.
وفيما يقول ثلاثة من كل اربعة من سكان اميركا اللاتينية انهم كاثوليك، اي ما يفوق 430 مليون شخص من ريو غراندي الى ارض النار (28% من الكاثوليك على الكرة الارضية حسب الدليل الحبري في 2012)، اججت السنة الاولى من حبرية البابا فرنسيس حماسة المؤمنين الذين ضللتهم احيانا كنيسة اعتبرت شديدة التقشف وبعيدة عن هموم الناس.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت نانسي ليفا (49 عاما) التي تعمل محاسبة في بوينس ايرس بالارجنتين التي يتحدر منها البابا "انه رائع، وهو افضل شخص يمكن ان يشغل هذا المنصب. ويحتاج العالم ... الى تغييرات كثيرة. وليس في وسع الكنيسة ان تفعل غير ذلك".
واوضح ماريو ميسيلي مسؤول الشبيبة في اسقفية بوينس ايرس ان "الفاتيكان بات اقرب الى الناس مع البابا فرنسيس. لقد اثار اهتماما كبيرا في اميركا اللاتينية. ويعتبره كل شخص من اميركا الجنوبية انه ملك له".
فالشبان يزيدون من مشاركاتهم في الاحتفالات الدينية، كالزياحات ومخيمات التضامن، كما اضاف. فهم يشعرون "انهم مدعوون ومتحدون" كما قال مع هذا البابا الذي لا يتقيد كثيرا بالأصول البروتوكولية وجعل من الفقر محور خطابه الديني.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت عالمة الاجتماع ماريتا كارفالو التي اجرت ثلاثة استطلاعات للرأي منذ 2013، ان "الاتجاه الذي كان يؤكد في السنوات الست الاخيرة وجود تراجع للقيم الدينية وشكوك حيال الكنيسة قد انقلب".
واوضح المؤرخ البيروفي خوان فونسيكا اريزا من جهته ان "البابا فرنسيس حقق جزءا مما يأمله الكاثوليك من الحبرية الجديدة، لكن ما زال ثمة دين لم يتمكن البابا من تسديده بتدابير ملموسة" ولا سيما المتعلق بمسألة تحرش رجال دين بالاطفال.
لكنه اضاف ان الحبر الاعظم يفتح "بخطابه امكانية اللقاء بين الكنيسة والمجتمع حول مواضيع مثل الطلاق والاجهاض وزواج المثليين، من دون ان يعني ذلك الابتعاد عن القيم الاساسية".
لكن دانيال اتش. ليفين استاذ العلوم السياسية في جامعة ميشيغن (الولايات المتحدة)، ومؤلف كتاب "السياسة، الدين والمجتمع في اميركا اللاتينية"، قال ان من غير الصحيح التأكيد ان "البابا قادر على تغيير الاتجاه" الذي يثبت ان زيادة عدد المؤمنين تقل عن زيادة عدد السكان.
واضاف ان "الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع الاستمرار في التصرف كما لو انها تحتكر كل شيء. فثمة منافسة كبيرة".
وقالت مارغاريتا خواريز لدى خروجها من القداس في كاتدرائية مكسيكو "ارغب في ان يجري تحديثا للكنيسة، لأنه اذا لم يقدم على هذه الخطوة، تجتذب الكنائس البروتستانتية مزيدا من الكاثوليك".
فهذه الكنائس تجتذب في الواقع عددا متزايدا من الانصار، ولا سيما بين المعوزين الذين يراهنون على رفاهية وهمية فورية.
ويوضح هذا التحدي لماذا كانت الرحلة الاولى للبابا الجديد في تموز/يوليو 2013 الى البرازيل التي تضم اكبر عدد من الكاثوليك في العالم (حوالى 130 من 190 مليون نسمة) وتشهد تفشيا ملحوظا للكنائس الانجيلية التي يفوق عدد اتباعها 40 مليون نسمة.
وكان البابا فرنسيس اكد آنذاك امام 300 اسقف في البرازيل انه من اجل الذين "يبحثون عن اجوبة في المجموعات الدينية الكثيرة والجديدة، يتعين وجود كنيسة قادرة على ملاقاتهم، كنيسة قادرة على ان تكون جزءا من احاديثهم"، داعيا اياهم الى السعي لاستعادتهم عبر "الحوار"
واضاف ان كثرا من الذين انضموا الى الكنائس الاخرى "ظنوا ان الحياة المثالية التي تعرضها الكنيسة تتخطى امكانياتهم"، لكنه لم يسم مباشرة كنائس العنصرة الجديدة المتفشية بأعداد كبيرة ايضا في اميركا الوسطى.
واعرب فابريزيو السائح البرازيلي (35 عاما) في تصريح لوكالة فرانس برس قرب كاتدرائية بوينس ايرس، عن اعجابه "بهذا البابا الذي يجسد التواضع ولا يحب ابهة الكنيسة الكاثوليكية، وهو شخص بسيط ينقل البساطة" الى سواه.
أ ف ب
أرسل تعليقك