كييف ـ أ.ف.ب
اعلن الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي وصل مساء الخميس الى سوتشي، في كييف لدى استقبال الدبلوماسية الاميركية فيكتوريا نولاند انه يامل في اجراء اصلاح دستوري "في اسرع وقت ممكن" في اطار حوار مع المعارضة.
وبحسب بيان للرئاسة، فان هذا الاصلاح سيجري مع ذلك "في اطار احترام الاجراءات" المعمول بها، كما قال الرئيس يانوكوفيتش الذي يرى ان "الحوار والتسوية" مع المعارضة لا بد منهما لوضع حد للازمة التي تمر فيها البلاد منذ شهرين.
واعلن ايضا ان "اجراءات ستتخذ قريبا لتسريع الافراج" عن متظاهرين اعتقلوا اثناء الصدامات الاخيرة مع قوات الامن، وفقا للبيان.
وافاد مصدر مطلع في منتجع سوتشي الروسي حيث تبدا الالعاب الاولمبية الشتوية الجمعة، ان الرئيس يانوكوفيتش وصل الى هذا المنتجع. لكن المتحدث رفض الاشارة الى موعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الا انه اضاف ان المحادثات بين الرجلين "يمكن ان تجري في اي لحظة".
وكانت روسيا وجهت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية تحذيرات متكررة ليانوكوفيتش ضد تغيير موقفه ملمحة الى ان صرف المساعدة المالية من قبل موسكو سيتوقف على تصرف كييف.
واتهم مقرب من بوتين الولايات المتحدة ب"ابتزاز" اوكرانيا والمراهنة على "انقلاب عسكري" في كييف.
وستسعى الولايات المتحدة بعد الاتحاد الاوروبي الخميس الضغط من اجل التوصل الى حل سياسي في اوكرانيا فيما طلبت منها موسكو عدم "ابتزاز" كييف.
من جهة اخرى، تاتي زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي فيكتوريا نولاند الى كييف غداة تحذير روسي من اي تغيير في موقف كييف بالنسبة لالتزاماتها حيال موسكو.
وقد توجهت نولاند الخميس الى كاتدرائية القديس ميشال في كييف حيث اضاءت شمعة، بحسب السفير الاميركي في اوكرانيا جيفري بيات على موقعه على تويتر.
والى هذه الكاتدرائية والدير الموجود فيها لجأ طلاب شاركوا في تظاهرة فرقتها الشرطة بعنف في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت نولاند وصلت الخميس الى العاصمة الاوكرانية والتقت على الفور قادة المعارضة الثلاثة، فيتالي كليتشكو وارسني ياتسينيوك واوليغ تيانيبوك.
من جهة اخرى، اعلنت الشرطة ان معارضين جرحا واصابة احدهما خطرة، في انفجار طرد مفخخ الخميس في كييف.
وقالت الشرطة نقلا عن طبيب في المستشفى الذي نقل اليه ان رجلا كان يفتح طردا كتب عليه "ادوية" ونقل ضمن هبات تلقاها مركز النقابات الذي تحول الى مقر عام المعارضة، عندما وقع الانفجار ما ادى الى بتر يده واصابته في الوجه.
وقال المصدر نفسه ان الانفجار اصاب ايضا شابا في الخامسة عشرة من عمره بحروق في عينيه ونقل الى المستشفى.
وكان الاتحاد الاوروبي ممثلا بوزيرة خارجيته كاثرين اشتون التي زارت كييف الاربعاء حث اوكرانيا على "بذل المزيد من الجهود" للخروج من الازمة التي تهز البلاد منذ اكثر من شهرين.
من جهة اخرى، اعرب البرلمان الاوروبي الخميس عن امله في فرض عقوبات "محددة الاهداف" ضد المسؤولين الاوكرانيين المتورطين في قمع حركة الاحتجاج الموالية لاوروبا واشار خصوصا خصوصا الى الموظفين والنواب والطغمة النافذة.
والخميس وتزامنا مع وصول نولاند، شدد الكرملين لهجته وطلب من الولايات المتحدة وقف "ابتزاز" اوكرانيا ووقف تمويل "المتمردين" في هذا البلد.
وقال سيرغي غلازييف في مقابلة مع صحيفة كومرسانت-اوكرانيا "على الغرب ان يوقف الابتزاز والترهيب (...) على حد علمنا، لقد هددت (نولاند) الاقلية الحاكمة بوضعهم على اللائحة السوداء الاميركية في حال لم يسلم الرئيس يانوكوفويتش السلطة للمعارضة. هذا لا يتوافق ابدا مع القانون الدولي".
وتابع غلازييف "يبدو ان الولايات المتحدة تراهن على انقلاب" مؤكدا ان الاميركيين ينفقون "20 مليون دولار اسبوعيا لتمويل المعارضة والمتمردين بما يشمل تسليحهم".
وندد غلازييف ايضا ب"محاولة انقلاب في اوكرانيا" يجب ان تتصدى لها السلطة بالقوة لتجنب "الفوضى".
وكانت روسيا عبرت الاربعاء عن قلق متزايد حيال تأخر اوكرانيا في تسديد فواتير الغاز وقد طلبت توضيحات حول التطور السياسي في هذا البلد الذي تتواصل فيه التظاهرات الموالية للتقارب مع اوروبا.
واوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لاذاعة روسية ان الرئيس فلاديمير بوتين لن يعود عن التزامه منح مساعدة لاوكرانيا بقيمة 15 مليار دولار وفي الوقت نفسه خفض سعر الغاز الروسي الذي يتم تسلميه الى الدولة الجارة طالما ستحترم كييف من جهتها التزاماتها حيال موسكو.
وقال بيسكوف "اذا احترم الجميع حرفيا الوثائق القائمة، فلن يتعين على اي شخص تعديل اي شيء كان". لكنه اوضح "نحن قلقون من ارتفاع الدين المتعلق بشحنات الغاز".
وبحسب المجموعة الروسية العملاقة في مجال الغاز "غازبروم"، فقد كان لا يزال يترتب على الشركة الوطنية للطاقة في اوكرانيا هذا الاسبوع 3,9 مليارات دولار من الفواتير غير المسددة عن العام 2013 وكانون الثاني/يناير من هذا العام.
واضاف بيسكوف ان "غازبروم قالت ان الدين يرتفع، حتى انه يزداد بسرعة كبيرة. نأمل ان يطبق شركاؤنا الاوكرانيون كل بنود الاتفاقيات السارية المفعول".
والاسبوع الماضي، اعلن بوتين لقادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل ان روسيا ستحترم بنود اتفاقها بشان المساعدة لاوكرانيا ايا كان رئيس الحكومة في كييف.
وقدم رئيس الوزراء الاوكراني الموالي لروسيا ميكولا ازاروف استقالته الاسبوع الماضي بعد شهرين على تظاهرات موالية لاوروبا في شوارع كييف.
واضاف بيسكوف "بالتاكيد هذا سيتطلب وقتا قبل ان يكون في وسع رئيس الحكومة الاوكراني الجديد ان يوضح لموسكو الى اي حد سينتهج سياسة الفريق (الحكومي) السابق". وتابع المتحدث "نريد ان نفهم فقط ماذا سيحدث لهذه الاموال"، في اشارة الى المساعدة المالية الروسية.
من جانب اخر، اعتبرت اشتون اثر محادثاتها في كييف الاربعاء انه يجب "القيام بالمزيد من العمل" في مجال الاصلاحات وعبرت عن املها في ان "تتسارع هذه الخطوات" وذلك بعد لقائها الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفتيش وابرز قادة المعارضة.
واوضحت ان الاتحاد الاوروبي مستعد لدعم الاصلاحات والمساهمة في التحقيق حول اعمال العنف التي وقعت الشهر الماضي.
من جهتها اكدت الرئاسة الاوكرانية ان اللقاء تناول بشكل خاص الاصلاح الدستوري الذي تطالب به المعارضة والذي لا ترفضه السلطة مبدئيا.
لكن المعارضة تريد العودة الى دستور 2004 للحد سريعا من السلطات الرئاسية فيما يدعو يانوكوفتيش الى صياغة قانون اساسي جديد وهو ما قد يستغرق المزيد من الوقت.
وقال احد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو امام البرلمان الاربعاء "يجب ان نعود الى دستور 2004 وبعد ذلك ناخذ وقتنا في بحث دستور جديد" والا فانه يجب التوجه نحو اجراء انتخابات مبكرة.
وقال "اذا لم يتم اتخاذ قرار سريع، فسيحصل تصعيد جديد للتظاهرات".
وتواجه اوكرانيا منذ اكثر من شهرين ازمة غير مسبوقة. فتظاهرات الاحتجاج التي فجرها في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر تراجع الحكومة الاوكرانية عن اتفاق شراكة كانت على وشك توقيعه مع الاتحاد الاوروبي، واختيارها سياسة التقارب مع موسكو، تحولت رفضا للنظام الرئاسي الذي اقامه يانوكوفيتش.
ويحتل المعارضون وسط كييف منذ ذلك الحين. واسفرت صدامات عن سقوط اربعة قتلى على الاقل واصابة 500 بجروح في كانون الثاني/يناير.
أرسل تعليقك