اعدت المعارضة والمجتمع المدني في بوركينا فاسو مشروعهما "لميثاق" يحدد شكل النظام المدني الانتقالي المقبل يفترض ان يتم تبني صيغته النهائية الاحد، ما قد يمهد الطريق لاعادة السلطة الى المدنيين سريعا.
وكان العسكريون الذين تسلموا السلطة في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد الاطاحة بالرئيس بليز كومباوري، وعدوا تحت ضغط السكان والمجتمع الدولي، بتسليم السلطة سريعا الى المدنيين.
ومن المتوقع ان تتمكن المعارضة مع ممثلين عن المجتمع المدني من اعتماد الصيغة النهائية لمشروع ميثاق المرحلة الانتقالية الاحد، عشية زيارة رئيس الاتحاد الافريقي الى واغادوغو الاثنين.
وكان النقاش حول هذه الوثيقة بدأ الخميس الماضي.
وانهى نحو ستين شخصا من ممثلي المعارضة والمجتمع المدني مساء السبت في واغادوغو البحث في هذه الوثيقة التي تحدد نظرتهم الى المرحلة الانتقالية لمدة سنة كحد اقصى بوجود حكومة وبرلمان ورئيس انتقالي.
ورفض المشاركون في هذه الاجتماع الادلاء بتصريحات قبل دخولهم الى قاعة الاجتماع التي منع الصحافيون من دخولها.
ولا يزال الرجل القوي في البلاد الكولونيل اسحق زيدا محور الاهتمام الاساسي، بانتظار ان يقوم بتسليم السلطة الى المدنيين.
وسيسلم نص مشروع الميثاق مساء الاحد او الاثنين الى السلطات العسكرية لدرسه، حسب ما قال ممثلون عن المجتمع المدني.
بعدها يبدا النقاش مع الجيش للتوصل الى نص موحد، يتم التوافق عليه بين مختلف الاطراف، لادارة المرحلة الانتقالية وصلاحيات كل مسؤول فيها، حسب المصدر نفسه.
ومن بين النقاط التي لا بد من الاتفاق عليها اسم رئيس المرحلة الانتقالية الذي سيقود البلاد حتى موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. ولم يتم التداول حتى الان باي مرشح محتمل لتسلم هذا المنصب.
وبعد الاتفاق على نص موحد "لا بد من العمل سريعا على تشكيل الهيئات الانتقالية وخصوصا اختيار الرئيس"، حسب ما قال احد قادة المعارضة عبلاسي اويدراوغو الذي توقع التوصل الى اتفاق في منتصف الاسبوع المقبل.
ولم يكشف عن مضمون النص الذي تم التوصل اليه. الا ان احد المشاركين اوضح انه تمت الاشارة الى دور الجيش في الجمعية الانتقالية المقبلة التي ستتالف من 90 عضوا، وستكون الاكثرية فيها للمعارضة وممثلي المجتمع المدني الذين سيحصلون على 70 مقعدا.
وكان الجيش دعي للمشاركة في الاجتماع والنقاش الا انه رفض تلبية الدعوة وفضل اعداد مشروعه الخاص.
الا ان العقيد اوغوست دنير باري فضل اشاعة جو من الاطمئنان. وقال الاحد "ان الامور لا يمكن ان تبقى كما كانت عليه سابقا، فشعب بوركينا فاسو دخل التاريخ وعلى الجيش ايضا ان يدخل التاريخ".
ويعني هذا الكلام رفض الانقلابات العسكرية بعد اليوم حيث ان العسكريين حكموا هذا البلد من دون انقطاع منذ العام 1966.
ولا تزال الضغوط الدولية تتواصل على العسكريين لدفعهم الى تسليم السلطة الى المدنيين في بوركينا فاسو.
ولم تتردد بيزا وليامس مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون افريقيا السبت في تذكير اللفتنانت كولونيل زيدا بواجباته.
ومن المتوقع ان يصل الرئيس الموريتاني الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي محمد ولد عبد العزيز الى واغادوغو الاثنين.
ولا يبدو الوضع سهلا ، فقد وجه اللفتنانت كولونيل زيدا الخميس صفعة الى الاتحاد الافريقي عندما سخر من انذار ال15 يوما الذي وجهته هذه الهيئة الافريقية الدولية لتسليم السلطة الى المدنيين في غضون اسبوعين والا واجه عقوبات.
ويبدو ان الاطاحة بالرئيس كومباوري واضطراره الى اللجوء الى ساحل العاج اثارا زوبعة في القارة السمراء. ففي غينيا الاستوائية مثلا التي يحكمها الرئيس تيودور اوبيانغ نقيما منذ العام 1979 اصدرت سلطات البلاد قرارا يمنع وسائل الاعلام الرسمية من التطرق الى سقوط رئيس بوركينا فاسو.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك