احيا اكثر من الف شخص قدموا من 25 دولة اوروبية ذكرى غجر الروما الذين كانوا ضحايا حملة ابادة في عهد النازيين، وذلك في الذكرى السبعين لقتل آلاف منهم ليلة الثاني الى الثالث من آب/اغسطس في معتقل اوشفيتز بيركيناو.
وهذا التاريخ يرتدي طابعا رمزيا كبيرا لغجر الروما: ففي تلك الليلة اقتيد ثلاثة آلاف منهم بينهم عدد كبير من الاطفال الى غرف للغاز في معتقل اوشفيتز بيركيناو الذي اقامته المانيا النازية في جنوب بولندا.
وقال رومان كفياتكوفسكي رئيس رابطة غجر الروما في بولندا امام نصب الضحايا الغجر في معتقل اوشفيتز ان هذا المكان "يرمز الى كل معاناة غجر الروما والسينتي في تلك الفترة".
واضاف "نتوحد هنا في الالم في ذكرى الضحايا. هنا نعزز قوتنا كشعب ليس فقط في ماضينا بل ومن اجل مستقبلنا ايضا".
واشارت ناجية من عمليات ابادة غجر الروما تدعى كريستينا غيل (76 عاما) الى معاناة عائلتها. وقالت "اطلب منكم الا تنسوا".
وكانت هذه السيدة وجدتها الناجيتين الوحيدتين من افراد عائلتهما التي تتألف من 49 شخصا. وخلال حملاته ضد الغجر، قتل الجيش الالماني النازي 93 من غجر الروما رميا بالرصاص في 1943 في شوروفا البلدة الصغيرة الواقعة جنوب شرق بولندا.
واضافت غيل التي اصبحت سائقة ترامواي في نوفا هوتا (جنوب) لوكالة فرانس برس "كنت في الخامسة من العمر واصبحت يتيمة. لا اعرف ماذا يعني حب الام او حب الاب. فقدت شقيقي الذي كان يبلغ من العمر عشر سنوات وشقيقتي التي كانت في الثانية من العمر".
وتابعت "كانت جدتي تقول لي +لا تنسي ابدا+. مرت سنوات طويلة لكنني ما زلت اتذكر".
وتليت رسالة من الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي بمناسبة هذا اليوم الدولي لذكرى محرقة غجر الروما.
وقال في رسالته ان "واجبنا هو ان نتذكر ضحايا فاراجيمو او ابادة غجر الروما". واضاف "لكن علينا ايضا ان نعترض على كل اشكال التعصب حيال غجر الروما واي مجموعات اتنية اخرى وكل اشكال العنصرية وكره الآخر".
واكد توماس شوبسبرغر (23 عاما) الذي قدم من النمسا لفرانس برس "انها حملة ابادة نسيها الاوروبيون وهذا الامر يجب ان يتغير".
وقال "لست من غجر الروما لكنني جئت لتكريم ضحايا ابادة الغجر خلال الحرب العالمية الثانية والعمل على ان يصبح هذا الفصل من التاريخ معروفا بشكل افضل".
وتابع هذا الشاب الذي يقيم في فيينا "خلافا لابادة اليهود المعروفة في جميع انحاء العالم، ابادة ومعاناة غجر الروما يتم تجاهلها".
وقد شارك في مؤتمر نظمته لثلاثة ايام في كراكوفا الجمعية الدولية لشباب غجر الروما ومنظمة غير حكومية في كراكوفا تحمل اسم "روما ايدوكيشن اسوسييشن هارانغوس".
وبعد اليهود الذين قتل مليون منهم في اوشفيتز والبولنديين الذين مات ثمانون الفا منهم، يحتل غجر الروما المرتبة الثالثة في هذا المعتقل. وقد قتل في المعتقل حوالى 21 الفا منهم بعدما تم ترحيلهم من 14 بلدا اوروبيا.
ويقول المؤرخون ان ما بين 220 الفا و500 الف من غجر الروما قتلوا بايدي النظام النازي.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اشار الجمعة الى ذكرى ابادة غجر الروما في عهد النازية والى استمرار العنصرية حيال هذه الاقلية، مشيدا بعمل الذاكرة الذي قامت به المانيا الحديثة في هذا المجال.
وقال كيري في بيان في الذكرى السبعين لقتل آلاف من غجر الروما ليل الثاني الى الثالث من آب/اغسطس 1944 في معتقل اوشفيتز بيركيناو النازي "نبكي ونتذكر اليوم مئات الرجال والنساء والاطفال من غجر الروما الذين قتلوا بوحشية وبجنون بايدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية".
وذكر كيري بان 2879 من غجر الروما تمت تصفيتهم في تلك الليلة في غرف الغاز بينما قتل 19 الفا في المجموع في المعتقل الواقع في بولندا، داعيا الى استخلاص العبر من التاريخ.
وقال ان "العنصرية حيال غجر الروما ما زالت قائمة اليوم"، بدون ان يشير الى بلد محدد. واضاف "علينا ان ندين كل اشكال التحامل في اي مكان لاننا نعرف ان الكراهية لا تجلب في معظم الاحيان الا الكراهية".
واشاد الوزير الاميركي الخبير في اوروبا وتاريخها "بالجهود التي بذلتها المانيا لاحياء ذكرى ضحايا النازيين من غجر الروما".
ويقدر الاتحاد الاوروبي اليوم عدد الغجر الروما بما بين عشرة ملايين و12 مليون شخص يشكلون اكبر اقلية اتنية في القارة. وما زالوا يواجهون في بعض الدول تمييزا ويعيشون في فقر مدقع ولا يتمتعون بفرص متساوية للحصول على الخدمات الطبية والتعليم.
وقال كفياتكوفسكي لفرانس برس ان "الروما ما زالوا يواجهون بالتعصب الى اليوم (...) والتصريحات التي تشوه صورتهم شائعة".
أ ف ب
أرسل تعليقك