تونس تُطالب بعدم التدخل في شؤونها وإعطائها مهلة لبناء ديمقراطيتها
آخر تحديث GMT10:41:01
 العرب اليوم -

تونس تُطالب بعدم التدخل في شؤونها وإعطائها مهلة لبناء ديمقراطيتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تونس تُطالب بعدم التدخل في شؤونها وإعطائها مهلة لبناء ديمقراطيتها

لندن ـ سليم كرم

شهدت العلاقات التونسية الفرنسية توترا شديدا، بعد احراق العلم الفرنسي في الشوارع التونسية للمرة الاولى منذ العام 1956 ، ومطالبة  المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة السفير الفرنسي بالرحيل، فيما دعا الناشط والكاتب التونسي سامي إبراهيم عبر صحيفة "الغارديان" الساسة الفرنسيين ووسائل اعلامهم الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية التونسية . وتأزمت الأمور بين البلدين بعد مناقشة تلفزيونية بشأن اغتيال زعيم المعارضة  شكري بلعيد ، حيث اكد وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس أن تونس ليست هي المثال النموذجي لثورات ما يسمى بالربيع العربي، بسبب ما وصفه "بالديكتاتورية الفاشية الإسلامية" التي يقودها الإخوان المسلمون والسلفيون ، الأمر الذي يشكل تهديدا للحقوق والحريات في بلد يبعد مسافة ساعتين بالطائرة عن فرنسا. وقال ايضا أن فرنسا لا يمكنها أن تتغاضي عن ذلك وأنها بصدد تقديم الدعم للعلمانيين وأنصار الحداثة ضد من أسماهم بالظلاميين. وتزامنت تصريحات وزير الداخلية الفرنسية مع الحملة السياسية التي تشهدها تونس عقب اغتيال شكري بلعيد والتي دعت لإسقاط الحكومة المنتخبة واستبدالها بحكومة أخرى غير منتخبة. وخلال انتفاضة العام 2010 طالبت ميشيل أليوت ماري وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة في عهد ساركوزي ، حكومتها بتقديم المساعدة إلى الرئيس زين العابدين بن علي لقمع التظاهرات الاحتجاجية ضده. وفي عهد الرئيس الفرنسي الاشتراكي  فرانسوا هولاند ، لم تتعلم فرنسا من أخطاء أليوت ماري. فعلى مدى أسابيع عدة شنت وسائل اعلامها حملة وصفها التونسيون بالمخزية وتحط من قدر تونس ما بعد الثورة. ونقلت صحيفة "الغارديان" عن الناشط والكاتب التونسي سامي إبراهيم، أنه وعلى الرغم من أن تونس حصلت على استقلالها العام 1956 إلا أن الساسة الفرنسيين ووسائل الإعلام الفرنسية ما زالت تتدخل في الشؤون الداخلية التونسية . واضاف الكاتب التونسي ل"الغارديان" كيف نفهم سياسية فرنسا الخارجية تجاه تونس؟ وقال ان باريس أصيبت بخيبة أمل بسبب امتناع الحكومة التونسية عن طاعتها. وكانت تونس (وعلى عكس الجزائر) قد رفضت فتح مجالها الجوي للقوات الجوية الفرنسية للتدخل في مالي ، كما أصدرت الحكومة التونسية بيانات تعارض فيها التدخل الأجنبي. وفي ظل التوتر الداخلي الذي تشهده تونس ، أعطت تصريحات وزير الداخلية الفرنسية، انطباعا بأن الزعماء السياسيين في فرنسا لا يدركون بأن التحول للديموقراطية يتطلب وقتا وجهدا ، وإعادة بناء مؤسسات الدولة واستئصال جذور الفساد وإقامة نظام قضائي. ومنذ انتخابات تشرين ألاول أكتوبر الماضي ، استخف المسؤولون الفرنسيون صراحة وعلانية بخيارات الشعب التونسي ، من خلال تقديم الدعم اللوجيستي لشخصيات المعارضة البارزين ومنحتهم معاملة مميزة ، وذلك في تحدٍ صارخٍ لقواعد البرتوكول الدبلوماسي. وتكشف نظرة عميقة على العلاقات التونسية الفرنسية، الدور الذي تلعبه النخبة الفرانكوفونية التونسية والتي تعتمد فرنسا عليها لفهم السياسات التونسية. والواقع أن هذه النخبة على استعداد للانصياع والطاعة سياسيا وثقافيا لفرنسا لدرجة أن بعض أعضاء هذه النخبة طالب الحكومة الفرنسية بضرورة التدخل الفرنسي من أجل إنقاذ تونس. وغالبية التونسيين يتطلعون إلى نموذج دولة حديثة تحتضن فيها قيم الحضارة الإسلامية نظاما عالميا للحقوق. إلا أن ذلك يعد بمثابة جهد ثقافي وتعليمي وسياسي ومدني ينبغي على الجميع في الجمهورية التونسية الوليدة والناشئة من سياسيين وعلماء ومجتمع مدني ومؤسسات ، القيام به بأنفسهم. وتختتم ال"غارديان" بالقول ان بناء الديمقراطية في فرنسا استغرق أكثر من قرن بعد الثورة الفرنسية ، فهل تنكر فرنسا على التونسيين حق تقرير المصير نفسه ؟  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تُطالب بعدم التدخل في شؤونها وإعطائها مهلة لبناء ديمقراطيتها تونس تُطالب بعدم التدخل في شؤونها وإعطائها مهلة لبناء ديمقراطيتها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab