وسائل الإعلام العربيّة تفتقر للتحليل والمواجهة الصريحة
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

عبدالكريم سمارة لـ"العرب اليوم" :

وسائل الإعلام العربيّة تفتقر للتحليل والمواجهة الصريحة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وسائل الإعلام العربيّة تفتقر للتحليل والمواجهة الصريحة

عبدالكريم سمارة
رام الله ـ دانا عوض

قامت وسائل الإعلام بدور واضح في فضح ما ارتكبه جيش الاحتلال من مجازر خلال عدوانه على قطاع غزة ، إلا أنه كان هناك تفاوت في التغطية الصحافية بين وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية في كيفية التعاطي مع مجريات العدوان.

ولرصد الصورة الإعلامية من مختلف جوانبها التقى موقع "العرب اليوم"  بالصحافي الفلسطيني عبدالكريم سمارة الخبير في الشؤون الإعلامية والصحافية والذي عكف خلال أيام العدوان على رصد ما تنشره وتبثه وتذيعه وسائل الإعلام.

وأكد أنه يجب التفريق بين وسائل الإعلام المختلفة ، فمحليًّا، هناك الإعلام الرسمي والفصائلي والخاص، وكلٌّ تناول الحدث بطريقة مختلفة، فالرسمي _ ونقصد به هيئة الإذاعة والتلفزيون_ انتقل في تغطيته، تمامًا كما انتقلت السلطة، ففي البداية تميزت التغطية بالحذر أو التركيز على الضحايا والخسائر، مع إشارة إلى المقاومة، لكن بعد التوافق الوطني على الموقف من العدوان، تميز الإعلام الرسمي بالتغطية الشاملة والجيدة.

وأشار سمارة إلى أن الإعلام الفصائلي، مثل فضائية فلسطين اليوم، وفضائية الأقصى، هو إعلام تعبوي، وفي حالة الحرب من الطبيعي أن يتجند هذا الإعلام كإعلام حربي، ومن الإنصاف الإقرار بأن هذه الفضائيات لم تكن محض فصائلية، وإن كانت تمجد الأجنحة العسكرية وهذا طبيعي، إلا أنها فتحت الهواء لكل الفصائل والتيارات.

وذكر سمارة أن الإعلام الخاص تراوحت نسبة التجنيد فيه من محطة إلى أخرى، إلا أن معظم المحطات، إلى جانب يومية القدس، أفردت مساحات واسعة من الهواء والصفحات وأعطت الأولوية لتغطية مجريات الحرب والعدوان.

هذا على صعيد التغطية الخبرية ونقل الأحداث، أما على صعيد التحليل والنقاش العميق فقد كان هناك نقص حادّ.

أما على صعيد الإعلام العربي، فبيَّن سمارة أن التغطية قد تباينت، وأن قناة الجزيرة قد استعادت شعبيتها الفلسطينية، بتغطيتها الشاملة إخباريًّا وتحليليًّا وميدانيًّا، أما قناة العربية فأكد سمارة أن تغطيتها كانت أقل، أما الإعلام الرسمي، باستثناء الإعلام المغاربي (تونس والجزائر والمغرب) المؤيد للمقاومة دون تحفظ، فإن المحطات العربية الرسمية غطت الحدث بحيادية شبه تامة.

وأشار إلى أن هناك نقصًا تعاني منه وسائل الإعلام العربية بشكل عام والمحلية بشكل خاص والذي يجب تعبئته ليكون هناك تغطية أشمل تليق بمستوى الحدث وذكر أن ما ينقص الإعلام المحلي تحديدًا والعربي عمومًا، هو التحليل والمواجهة الصريحة، والإجابة على أسئلة المواطن الفلسطيني، مثل، ما الذي تسعى إليه إسرائيل من هذه الحرب؟ ومن هو المسؤول عن اندلاعها؟ ولماذا لا تتفاعل الضفة مع غزة بالصورة المطلوبة، فالحياة فيها طبيعية تمامًا؟ وهل يكفي جمع التبرعات والإعانات؟ وما هو موقف القيادة ولماذا؟ وكيف انعكس إنهاء الانقسام على الأداء السياسي لطرفي الخلاف؟ ...إلخ.

وفي تعليقه  على استضافة  بعض وسائل الإعلام متحدثين باسم الجيش الإسرائيلي وسياسيين إسرائيليين وما إذا كانت هذه الخطوة تخدم الرسالة الإعلامية المناهضة للعدوان على قطاع غزة أم أن لا ثمار لمثل هذه المقابلات؟ أكد سمارة أن كل قناة محكومة بسياسة ممولها، فلفضائية الجزيرة مثلا سياسة متبعة منذ تأسيسها، وأشار إلى أنه إذا كان لا بد من استضافة إسرائيلي فلماذا المتحدث العسكري أو الناطق باسم الخارجية، ممن يكررون مصطلحات فقدت معناها، فهما كررا " الدروع البشرية " كثيرًا، وأكد أنه إذا كان الهدف الوقوف على الموقف الإسرائيلي، فكان يجب استضافة محللين أكثر عمقًا، وهم كثر في إسرائيل، أو سياسيين كبارًا، وبين أن هذا أفضل من استضافة من يتحدثون العربية، ولا يكفي أن يكون المقدِّم شرسًا مع الضيف الإسرائيلي فهذا لا يعني شيئا.

وعن تقيمه للإعلام الأوروبي والأميركي في نقل الأحداث وما إن كان محايدًا أم منحازًا بالطرح أكد سمارة أن الإعلام الغربي بصورة عامة، وباستثناء قنوات وصحف قليلة، مجند تمامًا في خدمة إسرائيل، بل أحيانًا نجد صحفًا إسرائيلية أقل انحيازًا من الغربية في نقل وتحليل العدوان وتبعاته، مشيرًا إلى أن هذا الإعلام تسيطر عليه دوائر مؤيدة لإسرائيل، وبالتالي فلن نتوقع تغييرًا ، مضيفًا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في هذا الإعلام أو تجبره على بعض التوازن، أولها دور الجاليات الفلسطينية والعربية المقيمة في الخارج، والتي لا تسهم في الحياة السياسية الغربية بشيء، ولا يكفينا تعاطفها أو تضامنها معنا، فهي مقصرة في الشأن الإعلامي، وللمقارنة، فإن تعداد الجالية العربية في فرنسا يفوق الجالية اليهودية بعشرة أو خمسة عشر ضعفًا، لكن تأثيرها في السياسة والمجتمع والإعلام لا يساوي واحد بالمئة من تأثير الجالية اليهودية. وأكد أن العامل الآخرهو أن العرب لا يتابعون الإعلام الغربي بصورة نقدية، وتنحصر ردود فعلهم على ما ينشر بالتأفف والاكتفاء بأن اللوبيات المؤيدة لإسرائيل مسيطرة على هذا الإعلام، فلا يقومون بالمطلوب وهو غمر الصحف والمحطات بالاعتراضات المكتوبة والمسموعة والمرئية كما يفعل الإسرائيليون واليهود.

وتابع أنه بالنسبة لتغطية الإعلام الإسرائيلي للعدوان على غزة فقد تجند بشكل لافت للدفاع عن الحرب، وبرأ القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من كل المجازر، واستخدم المصطلحات المتداولة في الحكومة والأحزاب المختلفة، لكن هذا الإعلام لم يتوان عن طرق القضايا الصعبة، مثل الهدف من الحرب على غزة، وهل باستطاعة إسرائيل القضاء على حماس (هم يختصرون المقاومة كلها بحماس)؟ وماذا سيحدث في اليوم التالي لوقف الحرب ؟ ولماذا لن تتوقف الصواريخ من غزة؟ وهل مصلحة إسرائيل تكمن في العودة إلى المفاوضات مع السلطة وتقديم تنازلات كي ينجح نهج أبو مازن السلمي مقابل نهج حماس العنفيّ؟ والعديد من القضايا التي تهم الجانب الإسرائيلي، والذي ينتظر توقفًا تامًّا عن تلقي الصواريخ، وعدم البدء بالعد العكسي بعد انتهاء الحرب للمواجهة المقبلة.

وعن رأيه فيما إذا كانت هناك وسائل إعلام عربية ساوت بين المعتدى والضحية بطرحها مصطلح قتلى على شهداء غزة، وما إذا كان يمكن أخذ ذلك في سياق الموضوعية بنقل الخبر أم أنه خروج عن السياق الإعلامي المعروف بإنصاف الضحية وأن يليق بها وصف (الشهيد) على سبيل المثال؟ أكد أن ذلك في رأيه لا يعكس الموقف السياسي، وهي مسألة خلافية، وأن من يستخدم مصطلح "شهيد" يبدي تضامنًا كبيرًا وتأييدًا وتبنِّيًا، أما الذين يستخدمون مصطلح قتيل يؤكدون أن الهدف إظهار جريمة الاحتلال في ارتكاب أعمال قتل ومجازر، وابتعادهم عن استخدام مصطلح شهيد، كي لا يعطى معنى إيجابيًّا للجريمة، باعتبار أن الاحتلال يسهل على الفلسطيني عملية الشهادة، وهذا قد يخفف من قوة الفعل الإجرامي. ولا أعتقد أننا يجب أن نتوقف كثيرًا عند هذه النقطة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل الإعلام العربيّة تفتقر للتحليل والمواجهة الصريحة وسائل الإعلام العربيّة تفتقر للتحليل والمواجهة الصريحة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab