عمان - إيمان أبو قاعود
كَشَفت الإعلامية الأردنية العاملة في الإذاعة الأردنية رند غرايبة عن أنها لا تعتبر الحجاب عائقًا أمام الإعلامية الأردنية, مشيرة إلى أن مؤسسة الإذاعة والتليفزيون الأردني تضم العديد من الإعلاميات المحجّبات المتميزات في عملهن، موضحة أن لكل عمل تحدياتٍ وصعوباتٍ خاصةً به، فالعمل الإعلامي بشكل عام يصطدم بالتحديات والصعوبات, لكن العمل الإذاعي تكمن صعوبته في ترجمة الصورة وما تحتويه من تفاصيل إلى كلمات.
وأكّدت غرايبة في حوار مع "العرب اليوم"، "عندما بدأتُ العمل في الإذاعة الأردنية بدأت وأنا أعرف أسرار العمل الإذاعي وكيفية إعداد وتقديم البرامج وطرق الحوار والإلقاء, من والدي، رحمه الله، وقد ساعدني ذلك بشكل كبير على اختصار أشواط من التدريب والتعليم العملي، لكن بالتأكيد هناك الكثير من الأمور التي يتعلمها الإنسان بشكل شخصيّ بعد العمل الفعلي في الإذاعة".
واعتبرت "غرايبة" أن لكل عمل تحدياتٍ وصعوباتٍ خاصةً به، فالعمل الإعلامي بشكل عام يصطدم بالتحديات والصعوبات, لكن العمل الإذاعي تكمن صعوبته في ترجمة الصورة وما تحتويه من تفاصيل إلى كلمات، مؤكدة أن هذا الموضوع لا يخلو من الصعوبة، كذلك اختيار الكلمات المناسبة وطريقة الإلقاء أمور في الأهمية ذاتها, بينما العمل التليفزيوني يعتمد على الصورة بشكل رئيسي".
وأكّدت غرايبة أن حصولها على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية في مجال الأسرة والمجتمع ومعرفة القضايا التي تهم المجتمع وكيفية طرح هذه المواضيع ساعدتها الى الاتجاه لتقديم برامج المرأة والأسرة والشباب.
وأوضحت غرايبة "أن برامج الأُسرة تُعتبر برامج محورية لأنها تهتم بجميع فئات المجتمع الاجتماعية والعمرية"، مما يعطي هذه النوعية من البرامج المرونة والأهمية، فأي جديد في المجتمع سواء على الصعيد الاقتصادي او السياسي او الثقافي او اي صعيد آخر يعكس تداعياته على الأسرة بشكل أو بآخر".
وبيّنت "غرايبة" أن المجتمع الأردني مجتمع فتيّ أي أن النسبة الأكبر من سكان الأردن من فئة الشباب، وسيصل الأردن إلى فرصته السكانية في العام 2030" أي أن حوالي 69 % من المجتمع سيكونون في سن العطاء، لذلك تهتم غرايبة ببرامج الشباب وقضايا الشباب من خلال برنامج "صوت الشباب" الذي يتناول في كل حلقة من حلقاته موضوعًا شبابيًا جديدًا مثل العمل التطوعي والمبادرات/الإبداع العلمي عند الشباب/الربيع العربي/التعايش الديني، وغيرها من المواضيع بحسب حديث الساعة، والتطورات التي تطرأ والتغيرات.
وشدّدت غرايبة على أن جمعية المذيعين الأردنيين تعمل على محاولة تأسيس نقابة للمذيعين الأردنيين تكون مظلة للعاملين داخل الأردن وخارجه, والهدف منها ليس فقط تنظيم العمل الاذاعي بل تحديد الحقوق والواجبات الوظيفية، والمطالبة بتحسين نوعية العمل وظروفه، ووضع أساسيات للمذيع يجب عدم تجاوزها.
وعن مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت أخيرًا أعلنت "لقد أثّرت مواقع التواصل الاجتماعي على الإعلام بشكل كبير, حيث قد يعتمد البعض على هذه المواقع لمعرفة آخر الأخبار والتطورات والتواصل مع العالم الخارجي والترفيه أيضاً. لكن ومن ناحية أخرى وبنظرة إيجابية بدأ المذيع ينشر أخبار برامجه وضيوفه ومواضيع حلقاته على هذه المواقع، ومعرفة آراء المستمعين في ما يُبث على الإذاعات واي المواضيع هي الأفضل، وهذا ساعد على تحسين مستوى البرامج، وأيضاً زاد من المنافسة الإيجابية بين المذيعين".
وعن التحضير للبرنامج الإذاعي تقول غرايبة: "في بداية أي برنامج يجب وضع إطار عام يكون هو المحدد لتوجهات البرنامج والهدف منه، فمثلاً من خلال برنامج الشباب كان هدفي توصيل رسالة للشباب، وأيضاً التركيز على ما يهتم به الشباب ويؤثر عليه.
وبعد ذلك يبدأ الإعداد لكل حلقة على حدة حتى تكون الحلقات منوعة ومفيدة، ولكل حلقة موضوع جديد وضيف او مجموعة ضيوف يستطيعون توصيل المعلومات بأسلوب مناسب وشيق, أما بالنسبة إلى برامج الأسرة فيتم التركيز على التنوع، وأيضاً اختيار ضيف مميّز لديه القدرة على التواصل وتقديم الفائدة وتحقيق الهدف من اللقاء".
واعتبرت غرايبة أن "اختيار الضيوف أصعب بكثير مما يعتقده الناس، فمن المواقف الطريفة التي حدثت معي أنني استَضفت في إحدى الحلقات ضيفًا كنت قد وجدته صاحب خبرة ولديه القدرة على الحوار، ولكن وبعد أن بدأ اللقاء وعلى الهواء مباشرة بدأ في الارتباك والتلعثم حتى انه في بعض الأحيان اجاب عن الأسئلة بحركة من رأسه فقط، مما اضطرني الى الاستعانة بالفواصل والاعلانات، وأيضاً اخذ مكالمات من المستمعين وأجيب عنها بنفسي، وهنا قد يشعر المستمع بأن المذيع لا يعطي الضيف فرصة للتحدث، ولكن في الحقيقة أن الضيف فقد القدرة على التحدث تحت ضغط البث المباشر".
وتعمل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية في تدريب وتعليم الشباب المذيعين الذين ينطلقون للعمل في الخارج في ما بعد, وهذا الامر لا يمكن إنكاره، فالشباب الأردني يأتي الى مؤسسة الإذاعة والتليفزيون وهو لا يملك أي خبرة عملية في العمل الإعلامي، ويبدأ في التدرب وأخذ خبرة كافية تمكِّنه من الالتحاق بأي مؤسسة إعلامية بعد ذلك، لأنه يكون قد أخذ الخبرات المناسبة وبالشكل الصحيح, حيث هناك العديد من الشباب الاردني الذي توجه للعمل في الخارج وأصبحوا نجومًا في الإعلام العربي.
وجديرٌ بالذكر أن الإذاعية غرايبة الحاصلة على ماجستير علم اجتماع من الجامعة الأردنية تعمل في إعداد وتقديم البرامج الإذاعية منذ 14 عامًا، واختارت لنفسها البرامج المتعلقة بالمرأة والشباب.
ويُشار إلى أن العمل الإذاعي اختارها, لأن والدها الإعلامي الراحل علي غرايبة مذيع في الإذاعة الأردنية منذ بداية شبابه, ثم انتقل بعد ذلك للعمل في إذاعة المملكة العربية السعودية لمدة عشرين عامًا, وبعدها عاد للعمل في الإذاعة الأردنية, فهي وُلدت ونشأت في أسرة اعتادت على طبيعة العمل الإذاعي، ومعرفة التحديات التي تواجه المذيع، وأيضًا إيجابيات العمل الإذاعي.
أرسل تعليقك