دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لوضع خطة عمل مشتركة من أجل ايجاد نظم خاصة لحماية الأطفال في المنطقة العربية وخاصة في فلسطين ومناطق النزاع لتطوير قدراتهم في بيئات آمنة.
كما طالبت الأمانة في كلمتها التي ألقتها السفير ايناس مكاوي/ مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية في افتتاح الورشة الاقليمية السادسة 'عدالة الأطفال وحقوق الطفل في العالم العربي'، بمراجعة التشريعات القانونية الحالية في التعامل بقضايا الأطفال لتوائم التوجهات الاصلاحية الدولية في مجال العدالة الخاصة للأطفال.
وشددت الأمانة العامة على ضرورة تخصيص نظام قضائي متخصص في نزاع مع القانون لرعاية الطفل والحفاظ على حقوقه في المحاكمة العادلة بالتوازي مع التأسيس على العدالة التصالحية لاتباعها كنهج في بعض القضايا بما يتوافق مع كرامة الأطفال .
وذكرت ان ما حل بأطفال غزة من عدوان غاشم ارتكب بحق الطفولة البريئة على مرأى ومسمع من العالم مثيرة في النفوس والضمائر الحية الغضب والألم والحسرة على ما وصل اليه العالم من تخاذل وانعدام للإنسانية تجاه ما يقترفه العدو من استهداف أرواح الطفولة الغضة التي تمزقها صواريخه الى أشلاء دون رحمة أو شفقة.
كما أشارت مكاوي في كلمتها، الى الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال في المنطقة العربية التي تزيد من مأساويتها ظروف عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة والتي تتآكل معها كافة الحقوق وشروط العدالة ولعل شلال الدم في سورية خير شاهد لما يسجله التاريخ ضد الانسانية .
وأكدت ان تأمين حقوق الطفل وتنمية قدراته في مقدمة اهتمامات الجامعة العربية، وقد تجلى ذلك في السنوات الماضية لرسم السياسات ووضع البرامج والخطط الهادفة لحماية الأطفال في المنطقة العربية .
ومن جانبه أكد رئيس الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال بنوا فان، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها، ان ما يحدث من انتهاكات لحقوق الطفال في المنطقة العربية هو أمر محزن .
وشدد فان، على ضرورة العمل والشراكة مع الجامعة العربية من أجل حماية الأطفال في المنطقة العربية من خلال دليل الارشادات الخاصة للعدالة في المنطقة .
وطالب بخلق واقع أفضل للطفل وعدالته في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ان بعض الأطفال لا يتمتعون بحقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والحياة الكريمة .
ومن جانبها، أكدت المديرة التنفيذي للأمانة العامة للحركة الدولية للدفاع عن حقوق الأطفال، اليانا بيلو، ان الحركة انشئت في جنيف منذ عام 1979 وقبل عشر سنوات من توقيع حقوق الطفل الدولية عام 1989 .
وقالت إن الحركة تضم 47 عضوا منهم 11 عضو في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، وأن أولويات الحركة هي تحقيق العدالة للأطفال ورؤية أطفال المنطقة كبشر كامل الحقوق ومتساوي الكرامة في مجتمعات تسودها العدالة، مؤكدة ان الهدف الأساسي للحركة الدولية هو العمل الجماعي لحماية الأطفال .
ومن جانبه عرض المفوض العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا - المكتب الاقليمي للحركة رفعت قسيس، تجربة الحركة الدولية قطاع فلسطين في الدفاع عن حقوق فلسطين ضد ما يعانونه من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، وخاصة الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، حيث يوجد مئات الآلاف من اطفال فلسطين الذين يعانون من صدمات نفسية، بالإضافة الى الأطفال الشهداء والجرحى والمحتجزين لدى السجون الاسرائيلية، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الاطفال .
وتناقش الورشة على مدى 3 أيام عددا من المحاور حول الآثار النفسية على الأطفال النازحين والمهجرين، وعرض نماذج لواقع العنف ضد الأطفال والاعتداءات الجنسية ضد القاصرين .
بدوره، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، ضرورة التعاون لمواجهة العنف ضد الأطفال في المنطقة، خاصة في فلسطين، والعمل لمنع الجرائم التي ترتكب ضدهم.
وقال صبيح في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح الورشة، إن المقياس الحقيقي لحضارة الشعوب وتطبيق مبادئ الانسانية هي الاهتمام بحقوق الطفل على كافة المستويات الدولية .
وأشار صبيح إلى أن ما تشهده المنطقة من حروب وصراعات أثرت بشكل كبير على الأطفال الذين هم حاضر الأمة ومستقبلها، مشيرا ان معظم ضحايا المنطقة العربية من الأطفال.
وأضاف 'الطفل الفلسطيني يأتي في بؤرة اهتمام الجامعة العربية ليس لكونه طفلا فلسطينيا وانما لأنه الطفل الشيخ الذي لا يمر بمرحلة الطفولة من كثرة ما يواجهه من عدوان وانتهاك صريح على ايدي قوات الاحتلال، كما انه الطفل الشهيد والطفل الجريح'.
وبين أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة خلّف الكثير من الشهداء، فهناك حوالي 600 طفل شهيد و400 الف طفل بالقطاع بحاجة لعلاج نفسي في أعقاب الحرب، إضافة إلى 15 ألف طفل لديه إصابة إعاقة.
وحذر صبيح من خطورة الأوضاع بالأرض الفلسطينية، مطالبا بضرورة العمل من أجل وقف تلك المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي خاصة في ظل ما يشهده العالم من تغير إزاء ما يحدث.
من جانبه، قال المفوض العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا - المكتب الاقليمي رفعت قسيس، إن ما نشهده هو تراجع حاد لحقوق الطفل بشكل عام، وما يجري في العالم العربي ضحيته هو الطفل، خاصة في فلسطين.
وأكد ان الطفل الفلسطيني تنتهك حقوقه قبل الاحتلال الاسرائيلي بشكل كبير حيث انه بحاجة الى علاج واهتمام نفسي واجتماعي نتيجة العدوان الأخير على قطاع غزة، قائلا: 'إننا في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال نسلط الأضواء على هذه الانتهاكات التي تمارسها اسرائيل بحق الأطفال وتوثيقها من أجل محاكمة الاحتلال مستقبلا، وهي أساس عملنا في الحركة، ولابد ان تدفع إسرائيل ثمن جرائمها، حيث لا يوجد طفل فلسطيني لا يتعرض الى انتهاك لحقوقه اليومية.'
وأشار قسيس إلى أنه يوجد وحدة محامين تقوم بالترافع عن الأطفال المعتقلين بالسجون الاسرائيلية، حيث تقوم بأخذ الإفادات، وإصدار التقارير وإرسالها الى كافة المؤسسات الدولية، من أجل عملية ضغط على اسرائيل لاحترام توقيعاتها على احترام حقوق الأطفال، حيث نحقق بعض الأحيان نجاحا في هذا المجال ونفشل أحيانا أخرى.
نقلًا عن "وفا"
أرسل تعليقك