القاهرة ـ صفا
قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الأربعاء، إن حركته تريد شراكة وطنية حقيقية تنهي الانقسام وتعيد وحدة الوطن، وإنه بعيداً عن مسألة التوقيت فهناك جدية حقيقية في هذا الجانب.
وأضاف مشعل في حديث لموقع "المركز الفلسطيني للإعلام" نشره مساء الثلاثاء، أن حماس "لا تزاحم أحدًا على كرسي، ولا تريد أن تقصي أحدًا، كما أنها لن تسمح لأحد بأن يقصيها"، متابعاً أن "منظمة التحرير ليست مغانم، وإنما حقوق وطنية، وضرورات فلسطينية".
وتابع: "قادرون معاً أن نصنع الإنجاز بما يتطلع إليه شعبنا، وفي ضوء كل العوائق والإشكاليات السابقة لا شك أن النجاح في تنفيذ الخطوات على الأرض يحتاج لبعض الوقت وكثير من العزم والإصرار حتى نحقق الإنجازات ونصنع مصالحة حقيقة ونطوي صفحة الانقسام دون رجعة".
وأوضح أن الحركة تريد الاحتكام لانتخابات نزيهة وبظروف على الأرض تسمح بإجرائها ويشارك فيها الجميع بحرية، فضلاً عن تشكيل حكومة توافق وطني وإعادة بناء منظمة التحرير وفق أسس ديمقراطية يشارك فيها الجميع.
وأكد على ضرورة إلى إنهاء الممارسات الأمنية على الأرض، التي تعكر الوحدة الوطنية، وإنشاء حالة فلسطينية طبيعية في الضفة والقطاع وتسوية كل ما ترتب على الانقسام من مشكلات من خلال لجنة المصالحة المجتمعية.
وقال: "نريد أن نكون شركاء معًا في السلطة والمنظمة ومؤسسات القرار الفلسطيني جنبا إلى جنب مع الآخرين، وهذه هي فلسفة حماس ورؤيتها، وعلى الجميع أن يحاسب حماس على ما تفعل، وليس على ما تتهم به الحركة من هنا أو هناك".
وأضاف أن حركة حماس أكدت ضرورة أن تكون المصالحة رزمة واحدة وبمسارات متوازية، مشدداً على أنه عقب فترة استكمال التحضيرات التي جرى الاتفاق عليها، وتهيئة الأجواء والظروف لتكريس المصالحة.
وأردف: "عندئذ يجري التوافق على موعد الانتخابات، وتشكيل الحكومة"، مؤكدًا أن حركته على توافق الجميع على ضرورة الاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع سواء في إطار السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
في المقابل، أكد مشعل أن التدخلات الخارجية والسلبية عقبة واضحة في طريق المصالحة، وعلى رأسها التدخلات الإسرائيلي لإجهاضها، والاعتقالات المتلاحقة لقيادات حماس ونوابها في المجلس التشريعي في الضفة الغربية خلال الأيام الماضية دليل على ذلك.
وأوضح أن الاشتراطات الدولية و"الفيتو" والضغط على السلطة بقطع المساعدات إذا ذهبت للمصالحة، كلها تمثل عقبات أمام إنجاز المصالحة، كما انتقد الاضطراب في بعض المواقف الدولية تجاه المصالحة.
ورأى أن من هذه المواقف ما يرى أن الانقسام الفلسطيني من جهة يعطل جهود السلام بذريعة عدم وجود شريك فلسطيني، ومن جهة أخرى تعتبر مشاركة حماس بالمصالحة تعطيلاً لجهود تحقيق السلام، وبالتالي يضعون اشتراطات على حماس كشروط الرباعية الدولية.
وحول موقف الإدارة الأمريكية، قال مشعل: "إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة جادة في تغيير المشهد الراهن وإيقاف شلال الدم في المنطقة، ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني لتصنع سلاماً حقيقياً، فنذكرها بأن السلام الحقيقي يقوم على العدل والإنصاف وإعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها".
وعن مدى أهمية زيارات المسئولين من دول مختلفة لقطاع غزة، قال مشعل: "نرحب بكل من يزور قطاع غزة باعتبار ذلك يمثل تعبيرًا عملياً عن مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وتعزيز الخطوات نحو كسر الحصار بشكل نهائي عن قطاع غزة".
ودعا الجميع في الساحة الفلسطينية أن "يتعاملوا بهذه الروحية مع هذه الزيارات باعتبارها مصلحة فلسطينية، وتعزيزًا لصمود الشعب الفلسطيني، وتعبيرًا عن وقوف الأمة إلى جانب القضية الفلسطينية، وعدم القلق من أي بعد سياسي".
وقال: "لا نسعى مطلقاً إلى تكريس ابتعاد غزة عن الضفة أو العكس، بل نحن كما يتابع الجميع جادون ونبذل قصارى جهدنا من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز المصالحة واستكمال ملفاتها، فنحن شعب واحد وأرض واحدة وقضية واحدة".
وأكد مشعل أن الحركة لا تقبل بأي اشتراطات عليها، لافتاً إلى أنه لا يصح لأي أحد أن يتعامل مع المنطقة العربية والإسلامية من خلال الاشتراطات والضغوط.
وقال: "حماس لا تقبل هذا المدخل أو هذا المنطق على الإطلاق؛ فنحن أصحاب حق ولنا قضية عادلة، ومنحازون لمصالح شعبنا وثوابته الوطنية، وفي نفس الوقت عقولنا منفتحة، ومستعدون للحوار مع أية دولة في العالم غير المحتل الصهيوني لإنجاز حقوقنا الوطنية، أما الاشتراطات فهي مدخل مرفوض".
أرسل تعليقك