لندن ـ وكالات
تساءلت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية عن الدور الذى تلعبه تركيا فى المنطقة العربية خاصة بمساندتها لثورات الربيع العربى، وما إذا كان هذا الدور يفيد المصالح التركية أم يضر بها.
وذكرت الصحيفة، أن اهتمام تركيا بالعالم العربى اتخذ منحى جديداً بعد الثورات التى اندلعت فى المنطقة العربية، وأنهت النظم السلطوية التى كانت تحكم المنطقة ووضعت محلها أحزابا سياسية إسلامية تتطلع لتجربة تركيا الإسلامية التى استمرت لعشرة سنوات.
وقال مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة فى حوار للصحيفة إن تركيا تبالغ فى تقديرها لإمكانياتها، مؤكدا أن صورة تركيا قبل الربيع العربى كانت أفضل لأنها كانت تمثل نموذجا للقوى الليبرالية والديمقراطية، ولكنها انحازت تماما للتيارات الإسلامية فى أعقاب الثورة.
ووفقا للصحيفة، تؤكد تركيا أن توجهاتها صوب المنطقة العربية تأتى متأثرة بالأبعاد الثقافية الناجمة عن علاقة هذه الأراضى بالإمبراطورية العثمانية بالإضافة إلى وجود مصالح اقتصادية وإستراتيجية سابقة على الثورات فى تونس ومصر وليبيا وسوريا.
فيقول أحد المسئولين بوزارة الخارجية التركية رفض الإفصاح عن اسمه: "كانت دول شمال أفريقيا من مصر إلى المغرب شركاء لنا قبل اندلاع الثورة، ونحن نعتقد أن مستقبل هذه المنطقة سيكون قريباً من تركيا، نظرا للتقارب الثقافى بيننا".
وأَضافت الصحيفة أنه بالرغم من نجاح تركيا فى إدارة أعمالها الاقتصادية فى دول مثل دول مجلس التعاون الخليجى والمملكة العربية السعودية التى أصبحت المورد الرئيسيى للنفط الخام لتركيا، وقطر والاستثمارات التى تقدر بالمليارات فى ليبيا، بالإضافة إلى الاستثمارات فى مصر وتونس، وكذلك الجزائر، فإن أى سؤال حول ما إذا كانت تركيا سوف تتمكن من الإفادة من صلاتها الثقافية والنموذج السياسى الذى تطرحه لتحقيق مكاسب إستراتيجية واقتصادية يجب أن يضع فى اعتباره الخسائر التى منيت بها فى الحرب السورية بالإضافة إلى الخسائر فيما يتعلق بالتجارة والنفوذ مع إيران، وذلك حيث تزايدت حدة الخلافات بين طهران وأنقرة حول القضية السورية والانقسام الطائفى المتزايد بين السنة والشيعة.
وأخيراً فكما يقول "اللباد" فإنه من المبكر للغاية الجزم بما إذا كانت تركيا قد حققت مكاسب من الربيع العربى أم لا.
أرسل تعليقك