بيروت ـ جورج شاهين
حذّر رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل من استمرار عدم الاستقرار السائدة في سورية، مشيرًا إلى أنها قد تشكل فوضى في لبنان أيضًا، لافتًا إلى أن التطرف في سورية قد تنتقل إلى لبنان، مناشدًا المجتمع الدولي بالمساعدة على تأمين الهدوء على الحدود اللبنانية الشمالية المضطربة من خلال قوات دولية لحفظ الأمن على غرار قوات اليونيفيل الموجودة في الجنوب.
وقال الجميل في محاضرة في واشنطن بشأن "اليقظة العربية وتعزيز المسار الديمقراطي"، في مقر "مؤسسة جيرمان مارشال في الولايات المتحدة"، إن اليقظة العربية تبقى تطورًا من أروع التطورات في القرن الحادي والعشرين، على الرغم من بعض النواحي السلبية، لافتًا إلى أن العالم العربي في وضع يخوله التجاوب مع تغييرات وتحولات لا تبرز معالمها إلا مرة كل مئة سنة، وأضاف "التاريخ لن يسامحنا إذا تم تفويت هذه الفرصة الذهبية".
وتابع "إذا ما أخفقت مؤسسات الدولة القائمة في سورية وأصبحت البلاد غير خاضعة لأي نوع من الحكم، فستكون بلادًا حاضنة للفوضى والإرهاب والزعزعة، مع الإشارة إلى صعوبة حدوث ذلك في هذه الفترة". وقال: "يخشى تصدير هذه الحالات إلى الدول المجاورة بدءا من الأردن، مع احتمال وصول التداعيات إلى الدول الخليجية".
وعوّل الرئيس الجميل على مصير الديمقراطية في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع في سورية بشكل يمهد لبروز نظام ديمقراطي، ورأى أن نشوء دولة سورية ديمقراطية يعني بدون شك انتصار الديمقراطية، كما أن من شأن دعم القوى الديمقراطية في لبنان أن يولد تأثيرا إيجابيا مضاعفا سيعزز حضور العناصر الديمقراطية في سورية وزخمها.
وتناول الجميل تأثير الوضع في سورية على عدم الاستقرار في لبنان، مشددًا على أن لبنان مثقل بأزمة ترتبط ارتباطا وثيقًا بالأزمة السورية، مطالبًا المجتمع الدولي بمد لبنان، الذي يعاني من أثقال ملف النازحين السوريين، بالمساعدات الملحة التي هي حق إنساني للبنان وللنازحين، متوجب على ضمير الهيئات الدولية".
واقترح وضع خطة مارشال للشرق الأوسط لترسيخ الديمقراطية، التي تتمحور حول أربع نقاط هي: الإصلاح التعليمي مع طرح تقنيات جديدة، وإنشاء قطاع إعلامي جديد يكون شريكًا في إحلال الديمقراطية، وقيام حكم خاضع للمحاسبة، والتنمية الاجتماعية الاقتصادية،مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطة تحسّن احتمالات نشوء الحريات في المشرق والعالم العربي إلى حد كبير.
كما طرح الجميل أن تلتقي "مؤسسة جيرمان مارشال" مع الشركاء العرب، ومن ضمنهم مراكز ومؤسسات البحوث، في مؤتمر في بيروت لتقييم الاحتمالات الممكنة للخطة المذكورة ورسم الخطوط العريضة لها.
تجدر الإشارة إلى أن "مؤسسة جيرمان مارشال" منظمة تعمل على تعزيز العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة حول الفرص والصعوبات المحلية والإقليمية والعالمية، وتدعم عددًا من المبادرات لترسيخ الديمقراطية من خلال تأمين فرص التبادل ودعم البحوث والدراسات.
أرسل تعليقك