موريتانيا تعزّز التعاون مع الناتو في ظل استمرار التوتّر على الحدود مع مالي
آخر تحديث GMT04:20:07
 العرب اليوم -

موريتانيا تعزّز التعاون مع الناتو في ظل استمرار التوتّر على الحدود مع مالي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - موريتانيا تعزّز التعاون مع الناتو في ظل استمرار التوتّر على الحدود مع مالي

مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)
نواكشوط ـ العرب اليوم

كان وزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي يجري مباحثات مع نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ميرتشيا جيوانا في بروكسل يوم الثلاثاء الماضي عندما ذكرت وسائل إعلام موريتانية أنّ عناصر من مجموعة فاغنر اقتحموا منطقة على الحدود مع مالي ونفّذوا هجوما أصيب فيه مواطن موريتاني.

وكررت الحكومة الموريتانيّة مرورا تحذيراتها ومطالباتها بالابتعاد عن حدودها، حيث تتّهم قوات من الجيش المالي بمواصلة تنفيذ عمليات داخل أراضيها بدعم من مجموعة فاغنر على نحو يزيد التوترات الحدوديّة ويعزز الحاجة إلى دعم الحلف لتعزيز قدرات نواكشوط الدفاعية وفقا لمراقبين.

وباتت موريتانيا حليفا وشريكا رئيسا للناتو في منطقة الساحل الأفريقي، بعد أن اتجهت دول في هذه المنطقة إلى فكّ الشراكة مع الغرب والتحول إلى التحالف مع روسيا، اللاعب الجديد في المنطقة.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قد دخل مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يناير كانون الثاني من عام 2021 كأول رئيس لبلاده يزور المقر منذ استقلالها عام 1960، وأجرى وقتها مباحثات مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، ليدشن الجانبان مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون.

في ذلك الوقت، كان احتفاء الحلف، الذي يضم 31 دولة بينها قوى عظمى، بالرئيس الموريتاني يشير إلى بدء مرحلة جديدة تُعدّ فيها بلاده "شريكا استراتيجيّا" بحسب وصف أمين عام الناتو.

ومنذ ذلك التاريخ، تزايد اهتمام الحلف بموريتانيا؛ فقد أصبحت نواكشوط محطة ثابتة لزيارة قادة عسكريين وحكوميين من الناتو، يتسابقون لتوقيع اتفاقيّات عسكريّة واقتصاديّة مع الحليف الوحيد لهم في منطقة الساحل الأفريقي.

حراك غير مسبوق

وشهدت الفترة الأخيرة حراكا غير مسبوق وخطى حثيثة لتعزيز العلاقات بين موريتانيا والناتو؛ وكان أحدث اللقاءات بين الجانبين ذلك الذي عُقد قبل أيام في بروكسل بين حننه ولد سيدي وجيوانا؛ وأصدر الحلف بيانا وصف فيه موريتانيا بأنّها "شريك ذو قيمة عالية".

وقال الناتو إن الحلف عازم على تعزيز شراكته مع موريتانيا، التي اعتبرها شريكا قديما له لانضمامها إلى منتدى شراكة حوار البحر المتوسط عام 1995، بما في ذلك تعزيز قوّاتها في مجال مكافحة الإرهاب.

ويثير انتشار عناصر فاغنر على الحدود المالية استياء موريتانيا، التي تنظر إلى وجودهم في هذه المنطقة بريبة، زادت مع الاقتحامات التي نفذتها المجموعة على قرى داخل الأراضي الموريتانية.

ويرى مراقبون أن زيارة ولد سيدي لبروكسل ولقائه مع نائب الأمين العام للناتو، الذي تعهّد بتعزيز القوات الموريتانية في مجال مكافحة الإرهاب، جاءت في وقت حرج وسط تصاعد التوتّرات الحدودية.

ويتوقع المراقبون أن يكون للحلف له دور محوري في تعزيز قدرات موريتانيا الدفاعية والمساهمة في تحقيق الاستقرار بمنطقة الساحل في ظل هذه التوترات.

وقال الصحفي الموريتانيّ سيدي محمد في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إنّ الهدف من الزيارة هو الحصول على الدعم الفنيّ والعسكريّ من الناتو، بما في ذلك التدريب والمعدّات العسكريّة، والمساعدة في جمع المعلومات الاستخباراتيّة، لتعزيز قدرات الجيش الموريتانيّ في مواجهة التهديدات الأمنيّة والاقتحامات الحدوديّة.

ووصف سيدي محمد تعزيز الشراكة مع الناتو بأنه "خطوة استراتيجيّة لموريتانيا، تهدف إلى حماية سيادتها وضمان أمن مواطنيها في مواجهة التهديدات المتزايدة من الجماعات المسلّحة وعناصر فاغنر".

شريك "استراتيجي"

ويرى سيدي محمد أن مستوى التعاون بين الجانبين بدأ يتطور منذ عام 2010، عندما وقّعا على برنامج التعاون الفردي، الذي عُرف بالصندوق الائتماني الخاص، بتمويل قدره مليوني يورو.

وأوضح أن البرنامج تمحور حول تدمير الذخائر المندثرة، وبناء مستودعات للذخائر، إضافة إلى إعادة دمج قدامى العسكريين.

واعتبر الصحفي الموريتاني أنّ ما سمّاها "حمى الانقلابات العسكرية التي اجتاحت أفريقيا انعكست سلبا على العلاقات بين الغرب وقادة الانقلابات وجعلت الناتو بالتالي يعزز التعاون مع نواكشوط".

وأدت التحوّلات التي شهدتها هذه المنطقة في السنوات الأخيرة إلى تغيّر المشهد الجيوستراتيجي فيها، خاصة مع ظهور روسيا كلاعب جديد في المنطقة عبر بوابة مالي بدعم الانقلاب العسكري هناك، وهو ما جعل الناتو يتّجه إلى موريتانيا ليبني شراكة اقتصادية وعسكريّة معها.

وحسمت روسيا في ظرف وجيز الصراع على النفوذ مع الغرب في منطقة الساحل الأفريقي؛ فقد باتت وبوركينا فاسو والنيجر خارج خارطة النفوذ الغربيّ، خاصة فرنسا التي كانت حليفا تقليديا لهذه الدول.

وتعاني تلك الدول الأفريقية توترات أمنية، حيث تحارب جماعات مسلحة زادت وتيرة هجماتها بعد انسحاب القوات الفرنسية تحت ضغوط مارسها قادة عسكريون في تلك الدول على باريس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موريتانيا تعزّز التعاون مع الناتو في ظل استمرار التوتّر على الحدود مع مالي موريتانيا تعزّز التعاون مع الناتو في ظل استمرار التوتّر على الحدود مع مالي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab